عواصم- وكالات الأنباء: كشفت تقارير عبرية عن زيارة متوقعة لقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، خلال الساعات المقبلة، إلى إسرائيل بهدف تنسيق الرد على الهجوم الصاروخى الإيرانى. ووصفت الصحف العبرية كوريلا بأنه «صاحب تأثير كبير على إسرائيل، وقد زارها أكثر من 15 مرة خلال العامين الماضيين». بدروه، اتخذ مجلس الوزراء الأمنى اليوم الأول قرارًا بالرد على إيران، فى حين أكد الرئيس الأمريكى جو بايدن حق إسرائيل فى الرد على أى هجمات تتعرض لها، لكنه دعاها للتفكير فى «بدائل أخرى». وأشار الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى أن إدارته تتواصل مع الإسرائيليين على مدار 12 ساعة فى اليوم، مؤكدًا أن تل أبيب لم تُقرر بعد طريقة ردها على إيران. وأضاف: «لو كنت مكانهم (الإسرائيليين) لفكرت فى بدائل أخرى عن توجيه ضربة انتقامية أو ضرب المنشآت النفطية الإيرانية». وقال مسئول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة «سى إن إن» إن إسرائيل لم تقدم لإدارة جو بايدن ضمانات بأنها لن تُهاجم المنشآت النووية. وأضاف: «الأمر ليس مطروحًا على الطاولة، نأمل ونتوقع أن نرى بعض الحكمة بالإضافة إلى القوة، لكن ليس لدينا ضمان بذلك». وعندما سئل عما إذا كانت إسرائيل قد تضرب إيران فى ذكرى أحداث 7 أكتوبر، أجاب المسئول: «من الصعب أن أقول هذا، أعتقد أن إسرائيل تُريد تجنب هذا التوقيت، لذا فإذا حدث أى شىء، فمن المرجح أن يحدث قبل أو بعد ذلك». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة عملت لمدة عام تقريبًا لمنع تصعيد هذا الصراع إلى حرب أكبر - وحتى الآن، تمكنا من ذلك. لكننا الآن على حافة الهاوية». فى هذا السياق، أكد مسئولون أمريكيون لصحيفة يديعوت أحرونوت أن الهجوم الإسرائيلى على إيران وشيك، موضحين أن الطائرات الأمريكية لن تشارك فى هذا الهجوم ولكن سيكون هناك تنسيق بين تل أبيب وواشنطن. وأوضحت الصحيفة العبرية أن هناك محادثات بين ممثلين عن الدول الصديقة وقادة الجيش الإسرائيلى جرت أمس لتنسيق الرد على إيران. وأشار أحد المسئولين إلى أن «الخطأ فى التقدير أمر وارد. ونحن نحاول بكل تأكيد منع تصعيد الأمر إلى حرب إقليمية، ولكن من الواضح أن الولاياتالمتحدة قد تتورط فى هذه الحرب». فى الأثناء، يستعد جيش الاحتلال لشن هجوم كبير على إيران، حسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى، أمس. وبحسب الإذاعة فإن عدد الصواريخ الباليستية التى أطلقت من إيران على إسرائيل فى هجوم الأسبوع الماضى بلغ 201 صاروخ، واعترضت أنظمة الدفاع الجوى الإسرائيلية معظمها. من جانبه، أفاد موقع واللا الإسرائيلى بأن الرد على إيران سيكون «مباشرًا وكبيرًا وقويًا وذا مغزى وليس حدثًا جانبيًا»، دون تحديد كيفية القيام بذلك فى الوقت الحالى. فى المقابل، وعدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ب «تدمير واسع النطاق وشامل» للبنية التحتية داخل إسرائيل فى حالة مهاجمة الأراضى الإيرانية. وتعهد الأدميرال على فدوى، نائب قائد الحرس الثورى، بضرب محطات الطاقة الإسرائيلية وحقول الغاز ومصافى النفط. ولم تحدد إسرائيل أنواع الأهداف التى ستسعى إلى استهدافها داخل إيران، على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشار إلى رد قوى فى المستقبل. بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود باراك توقع أن تشن إسرائيل غارة جوية واسعة النطاق على صناعة النفط الإيرانية وربما هجوم رمزى على هدف عسكرى مرتبط ببرنامجها النووى. وكشف جيش الاحتلال للمرة الأولى عن استهداف إيران قاعدتى سلاح الجو «نيفاتيم» و«تل نوف»، الأمر الذى أكدته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، مضيفة أن صاروخين إيرانيين سقطا قرب مقر الموساد. ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر التى سببها الهجوم الإيرانى وتحذر من الإدلاء بأى معلومات لوسائل إعلامية إلا من خلال جهات تخضع لرقابتها المشددة. وعلى الصعيد نفسه، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن إيران «نجحت فى تجاوز الدفاعات الإسرائيلية وضربت 3 منشآت عسكرية واستخبارية إسرائيلية». من جانبه، قال يارون أبراهام مراسل الشئون السياسية فى القناة ال12 الإسرائيلية إن «الرد المتوقع قاس ومنسق مع الولاياتالمتحدة، وسينفذ خلال أيام». ونقل عن وزراء فى المجلس الوزارى المصغر قولهم إن «هذا الرد إجبارى، وسيجبى ثمنًا كبيرًا من النظام الإيرانى». وفى تعليق حول القدرات الإسرائيلية على مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، حذّر الخبير فى الأمن القومى كوبى مروم من الإفراط فى الثقة بقدرة الجيش الإسرائيلى على القيام بهذا النوع من العمليات بمفرده. وأكد أن أى هجوم على المنشآت النووية الإيرانية يجب أن يكون بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أنه من غير المحتمل أن تشارك واشنطن فى الهجوم بشكل مباشر. وركز تقرير فى «الفايننشال تايمز» على تداعيات استهداف إسرائيل منشآت إيران النفطية، وذكر «أن تحقق هذا الاحتمال الذى تداولته تقارير إعلامية يحمل مخاطر كبيرة تهدد إمدادات الطاقة العالمية». وفى السياق نفسه، كتبت صحيفة «جيرو ساليم بوست» أنه بعد تحليل البيانات المتوفرة بشأن الهجوم الإيرانى تبين أن التصدى له كلف إسرائيل أكثر من ضعف ما قد تكون إيران أنفقته على الصواريخ التى أطلقتها. ووفق الصحيفة، ينطبق هذا الاستنتاج مع القاعدة القائلة «إن الدفاع أغلى من الهجوم، فالصواريخ الاعتراضية غالبًا ما تكون أعلى تكلفة من الصواريخ الهجومية».