عواصم - وكالات الأنباء: سلط تقرير نشرته وكالة «أسوشيتد برس» الضوء على خسارة إيران حليفها الأكثر قربًا فى الشرق الأوسط عندما قُتل فى غارة إسرائيلية، ورأت أن إيران لا تهتم حاليًا بالثأر لحسن نصر الله زعيم حزب الله. وأضاف التقرير أن هذه التطورات وضعت طهران فى مأزق: عدم الرد قد يجعلها تفقد مصداقيتها لدى وكلائها فى المنطقة. وفى الوقت نفسه، أى رد محتمل يهدد بنشوب حرب أوسع فى ظل مواجهة نظامها تحديات داخلية قوية. وتطرقت الوكالة إلى تصريحات على خامنئى المرشد الإيرانى، التى قال فيها: «بفضل الله وقوته، سيجعل لبنان العدو المعتدى والشرير يندم على أفعاله». لكنه فى الوقت نفسه لم يذكر أى خطوة تتخذها بلاده ردًا على مقتل الرجل الذى امتدحه يومًا بوصفه «وجهًا استثنائيًا فى عالم الإسلام» بعد حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006...هذا التردد استمر حتى أمس الأول، عندما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعانى إن بلاده والشعب الإيرانى ليسوا فى حالة حرب بل يسعون للسلام والاستقرار فى المنطقة. ومع ذلك، أضاف كنعانى أن «أى خطوة مغامرة أو عمل ضد أمننا الوطنى أو مصالحنا لن تقيد أيدينا أبدًا»، وخلال تصريحاته كان يرتدى كوفية فلسطينية. وأشار التقرير إلى أن هذه التصريحات تعكس التحفظ فى الرد على مقتل نصر الله، ورغم أن قيادته لحزب الله كانت جوهرة التاج فى استراتيجية إيران طويلة الأمد لتسليح الجماعات الإقليمية لمواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، فإن إيران مازالت حذرة بشأن توقيت أو إمكانية الرد. وقالت سانام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مؤسسة «تشاثام هاوس» فى لندن: «أعتقد أن أولويات إيران قد أُسيء فهمها منذ 8 أكتوبر الماضى. كان هناك سوء فهم بأن إيران ستتدخل».منذ ذلك الحين، شنت إسرائيل، التى أصبحت أكثر جرأة، هجمات على حزب الله والحوثيين فى اليمن وجماعات أخرى. وأوضح جوليان بارنز- دايسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية: «يبدو أن إسرائيل، التى أصبحت أكثر جرأة، تفكر فى خطة أوسع لمواجهة إيران فى جميع أنحاء الشرق الأوسط بهدف خلق نظام إقليمى جديد». وأضاف: «هذا وهم خطير. رغم ضعف إيران الحالى، إلا أن هذا سيُنظر إليه على أنه تهديد وجودى من قبل طهران وحلفائها فى المنطقة». وفى سياق متصل، كشف الرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد أن رئيس وحدة الاستخبارات السرية التى تم إنشاؤها لاستهداف عملاء الموساد العاملين فى إيران تبين أنه كان عميلًا إسرائيليًا. وفى حديثه إلى شبكة «سى إن إن» التركية، قال أحمدى نجاد إن هناك 20 عميلًا إضافيًا ضمن فريق الاستخبارات الإيرانية المكلف بمراقبة أنشطة الاستخبارات الإسرائيلية قد تم تجنيدهم أيضًا ضد طهران.