كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فى تقرير أن قوات خاصة إسرائيلية بدأت بالفعل تنفيذ غارات صغيرة ب جنوبلبنان وبدأت تجميع معلومات استخبارية، كما شملت العمليات دخول أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود. ونقلت عن مصدر أمني إن إسرائيل «تجمع معلومات استخباراتية بشأن استعدادات حزب الله وخاصة قوة الرضوان قبل الدخول البري». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد اعتبرت أمس أن الاجتياح البري للبنان بات وشيكا، وسط حديث عن غزو محدود هدفه إبعاد مقاومي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني. اقرأ أيضًا | أولمرت يعترف باغتيال «مغنية» ونقل موقع «والا» عن مسئولين أمنيين إسرائيليين أن هناك إجماعًا على المستويين السياسى والعسكرى بأن الغزو البرى للبنان بات مسألة وقت. وأضاف الموقع نقلا عن مصدر أمنى آخر، أن قوات الاحتلال تتركز فى الجبهة الشمالية وتستعد لدخول بري إلى لبنان، وأنها تعد خططا عملياتية جديدة لإجراء تغييرات فى جنوبلبنان والمنطقة. وقالت صحيفة «هآرتس» إن مسئولين كبارا فى القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلى يضغطون من أجل بداية غزو بري للبنان. من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت لقوات سلاح المدرعات بشأن المناورة البرية: «سنستخدم كل قدراتنا بما فيها أنتم». واعتبر جالانت أن اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله «مرحلة مهمة لكنها ليست الأخيرة.» وأضاف: «هدفنا إعادة سكان الشمال وسنُفعل لأجل ذلك قواتنا برا وبحرا وجوا». وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» قبل يومين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجالانت وافقا الأسبوع الماضى على قبول خطوات تشمل إدخال قوات إلى لبنان. وأشارت الصحيفة إلى أن استعداد إسرائيل لتحرك برى سيترك مجالا للتفاوض على إخراج مقاتلى حزب الله من الحدود باتفاق مكتوب. فى هذا السياق، واصل سلاح الجو تنفيذ غارات مكثفة على مدار الساعة، وقالت القناة 12 الاسرائيلية أن إسرائيل تفرض حصاراً عسكرياً على لبنانوسوريا، بهدف تعطيل إعادة التسلح لحزب الله. وأوضحت: «تشن الطائرات الحربية الإسرائيلية هجوماً على المعابر الحدودية بين سورياولبنان، وكذلك الحدود السورية العراقية، ومستودعات الأسلحة فى سوريا، وتمنع هبوط الطائرات الإيرانية فى لبنان، وتمنع وصول الأسلحة عبر الميناء البحرى أيضًا». سياسيا، تواصلت الجهود الحثيثة لحث اسرائيل على وقف لاطلاق النار. وفى واشنطن، قال الرئيس الأميركى جو بايدن إنه يجب تجنب حرب شاملة فى الشرق الأوسط. وكان مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض جون كيربى قال إن التصعيد نحو حرب شاملة لن يمكّن إسرائيل من تحقيق الهدف الذى أعلنته وهو إعادة نازحى الشمال إلى بيوتهم. وأضاف أن بلاده ستراقب ما ستفعله إيران، وأنها مستعدة للدفاع عن نفسها وعن إسرائيل. من جانب آخر، وصل وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو إلى لبنان مساء أمس الأول، ليكون أول دبلوماسى أجنبى رفيع يزور هذا البلد منذ تكثيف الغارات الإسرائيلية فى أنحاء مختلفة منه. وقالت الخارجية الفرنسية إن بارو «سيجرى محادثات مع السلطات المحلية وسيقدم دعما فرنسيا، خصوصا إنسانيا». والتقى بارو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى وقائد الجيش اللبنانى العماد جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال ميقاتى أن لبنان مستعد لتنفيذ اتفاق 1701 وإرسال الجيش إلى جنوب نهر الليطاني. ومن جهته، أكد برى أنه فور وقف إطلاق النار سيدعو إلى انتخاب رئيس توافقى للجمهورية، وأضاف: «سنطلب من الدول المانحة مساعدة لبنان.» لكن وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس أكد فى المقابل رفض مقترح التسوية ووقف إطلاق النار، معتبرا أن «الطريقة الوحيدة للاتفاق هى إبعاد «حزب الله» إلى شمال الليطانى ونزع سلاحه». وواصل الاحتلال غاراته على أنحاء لبنانية أمس لليوم الثامن على التوالى منذ اطلاقه عملية «سهم الشمال». وأفادت مصادر طبية، بمقتل 109 أشخاص وإصابة 364 آخرين خلال ال 24 ساعة الماضية، جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة فى الأراضى اللبنانية. كما استهدف بالصواريخ أمس فيلا للفرقة الرابعة قرب بلدة يعفور فى ريف دمشق، كان يتردد إليها قيادات فى حزب الله والحرس الثورى الإيراني، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان. فى المقابل، أعلن «حزب الله» اللبنانى أن مقاتليه استهدفوا قوة مشاة إسرائيلية فى موقع «الصدح» بقذائف المدفعية، وأكد أنهم حققوا إصابات مباشرة. وأفادت القناة ال 13 الإسرائيلية برصد إطلاق 35 صاروخا من لبنان باتجاه مناطق عدة شمالى إسرائيل، مما أسفر عن اندلاع حرائق فى بعض المناطق. واعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صاروخ «أرض أرض» ثقيلا أطلق من لبنان باتجاه حيفا هو ما تسبب فى تفعيل صفارات الإنذار. وأضاف الجيش الإسرائيلى ان أكثر من مليون إسرائيلى ركضوا نحو الملاجئ بعد إطلاق حزب الله صواريخ على حيفا والشمال.