في أعماق الحضارة المصرية القديمة، تجلت قيمة العدل والمساواة في كل جانب من جوانب الحياة، متجسدة في مفهوم "ماعت"، إلهة الحق والعدالة والنظام. من خلال طقوس الموت وما بعدها، كان وزن القلب أمام ريشة ماعت لحظة حاسمة، حيث يتحدد مصير الروح في الحياة الآخرة، كما أكده الطيب عبد الله حسن الخبير الاثري و مرشد سياحى بالأقصر. وأضاف الطيب ، أن العدالتين، كانت المسرح الذي تلتقي فيه الأرواح بالحقيقة المطلقة، وهي رمز خالد لميزان العدالة الذي حث عليه القرآن في قوله: "وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ". اقرأ أيضا | لغز الأهرامات يمتد إلى الفضاء.. فقاعات بلازما تعطل الأقمار الصناعية في قلوب الحضارات القديمة كان العدل هو المبدأ الأساسي الذي تبنى عليه المجتمعات، في مصر القديمة، تمثل هذا المفهوم في شخصية ماعت، الإلهة التي تجسد الحق والنظام، وكان نظام العدالة يعتمد على مبدأ التوازن والمساواة الذي يعبر عنه قاعة العدالتين – حيث يتم وزن قلب المتوفى مقابل ريشة ماعت. قاعة العدالتين كانت جزءًا من الطقوس الجنائزية المصرية، حيث يتم وزن القلب كرمز لأفعال الإنسان في حياته، هذا الوزن ليس مجرد اختبار للحق والباطل، بل هو اختبار للتوازن بين الأفعال والنية، القلوب التي كانت خفيفة بفضل العدل والمساواة كانت تنجو، في حين أن القلوب الثقيلة بالخطيئة تواجه العذاب. وفي التراث القرآني، نجد ارتباطًا واضحًا بين ميزان العدل الذي تحدث عنه القرآن في الآية "وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ"، وبين طقوس وزن القلب المصرية، كلمة "القسطاس" تشير إلى ميزان العدالة الذي يجب أن يلتزم به الإنسان في معاملاته، هذا المفهوم الديني والروحي يعزز فكرة العدل كقيمة إنسانية شاملة. قاعة العدالتين ليست فقط قاعة لوزن الأرواح، بل هي تمثيل للفكرة الأبدية بأن العدل هو القوة التي تبقي الكون في حالة توازن، وهو ما أكده المصريون القدماء في ديانتهم وفلسفتهم، وما تجلى في ثقافتهم من خلال هذه الطقوس الروحية العميقة.