تحل اليوم ذكرى مولد سيد الخلق والهادى البشير والسراج المنير سيدنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. فقد وُلد يوم الاثنين من ربيع الأول فى عام الفيل.. نزل سيدنا محمد من بطن أمه ساجدًا لله وخرج معه نور أضاء مساحة كبيرة من الجزيرة العربية، وقد قالت ذلك أمه السيدة آمنة بنت وهب إنها رأت النور يخرج مع نزوله وسمعت هاتفًا يقول إنه سيد الخلف وسيد الناس أجمعين.. وأن أُسميه محمدًا وهو اسم لم يكن معروفًا فى الجزيرة العربية. توفى والده عبداللاه وهو فى بطن أمه.. فولد يتيمًا وفرح به جده عبدالمطلب سيد بنى هاشم فرحًا كبيرًا ووضعه فى حجره حتى يشاهده الجميع.. ويوم مولده انكسر عرش كسرى واخمدت نار الفرس وتساقطت أصنام الكعبة، وهذه من معجزات مولد النبى، صلى الله عليه وسلم، وقد كان من عادة العرب أن يتولى رضاعة أطفالهم المرضعات.. ولأنه يتيم لم يقبل على أخذه المرضعات اللاتى جئن إلى مكة.. فقد كانت أمنية كل مرضعة أن تعود بطفل من الأثرياء ووالده يغدق عليها بالأموال.. حتى جاءت المرضعة حليمة السعدية على حمار هزيل، وكانت قد تخلفت عن ركب المرضعات ولم يكن أمامها سوى سيدنا محمد، فأخذته وهى تعلم أنه يتم الأب.. فتحول حال حليمة تمامًا، حيث كان ثديها جافًا بلا لبن فإذا به يمتلئ فيشرب سيدنا محمد حتى يشبع ويشرب بعده أخوه من الرضاعة ابن حليمة.. وكذلك تحوّل حمارها الضعيف إلى رهوان يسبق الجميع.. وناقتها الجدباء تدر اللبن وكأنها وُلدت اليوم.. ومعجزات مولد النبى كثيرة لكننا لنا فى ذكرى مولده الأسوة الحسنة، وخير احتفال بتلك الذكرى أن نتحلى بالأخلاق الحميدة أخلاق سيد الخلق، فقد قال عنه المولى جل فى علاه فى كتابه الكريم «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. فالمعاملات بيننا البعض يجب أن تعلوها الرحمة، فلا نقول إلا خيرًا ولا ننطق إلا صدقًا.. وأن نحترم الصغير ونُوقر الكبير. والاحتفال بمولد النبى يكون باتباع السنة النبوية والتحلى بالأخلاق، والصلاة عليه فى كل وقت وحين كما قال الله فى كتابه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا». صدق الله العظيم وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .