ليس غريباً ما يحدث الآن من تعطل صفقة تبادل الأسرى بين فلسطين وإسرائيل ووقف إطلاق النار فى غزة، خاصة وأننا اقتربنا من نهاية العام وما زالت ألسنة النيران الإسرائيلية تدمر فيما بقى من غزة، مع انتشار الجوع والمرض، والمفاوضات ما زالت محلك سر. الجدل الإسرائيلى عقيدة عندهم منذ الأزل، ولنا فى سورة البقرة بعض من هذا الجدل، عندما أمرهم سيدنا موسى - عليه السلام - أن يذبحوا بقرة، فامتد الحوار بينهم إلى صفات البقرة وحالها، حتى ذبحوها وما كادوا يفعلون.. هكذا الجدل الإسرائيلى حتى تضيع الحقيقة. حتى قبل بعثة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - قاموا فى البداية بالتبشير عن ظهور نبى آخر الزمان، ووجهوا سهام الشماتة إلى العرب، وأنهم سيؤمنون به باعتبارهم أهل كتاب وعندهم صفاته، وعندما ظهرت النبوة، وعرفوا أن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - من العرب، وليس منهم، وهم يعلمون بذلك، ظهر الجدل الإسرائيلى وشككوا فى نبوته، وادعوا كذباً أنه ليس هو النبى المقصود، وأيدوا الكفار فى الإيمان بالأصنام والآلهة، وتعاونوا معهم فى محاولة قتل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فى غزوة الأحزاب، حتى تم طردهم من المدينةالمنورة لغدرهم وخيانة العهد. هل ننتظر أن نجد فى بنى إسرائيل من يرى الحقيقة أو قدراً ضئيلاً من الإنسانية.. إنهم قوم بهت، وفى عداء دائم للعرب والمسلمين. مفاوضات وقف الحرب والكلمات البراقة من تعاون الغرب لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لا يقابلها واقع ملموس، فأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا تدعم إسرائيل بالصواريخ والطائرات وحماية بحرية وأسلحة فتاكة تدمر الأرض والإنسان.. قد نظن أنه تناقض بين الكلام والفعل، ولكنه فعل شيطانى اسمه إسرائيل وأعوانها، لأنها تحقق لهم أهدافهم، والكلام المعسول عن قرب إتمام الصفقة لوقف الحرب وتبادل الأسرى ما هو إلا تصريحات جوفاء، وكأنه جدل من نوع آخر، إننا وقفنا مع القضية الفلسطينية، وهم يريدون تصفيتها، أى إنهم يبتسمون ووجوههم خادعة، ويطعنون فى ظهورنا.