الطاقة عصب الحياة اليومية وقاطرة التنمية فى مصر على مختلف الأصعدة، آمال كبيرة وتطلعات ينتظرها المصريون من قطاع البترول لتلبية احتياجات البلاد من الوقود وتحقيق فائض للتصدير دعمًا للاقتصاد الوطنى وتزامنًا مع مسار إصلاح اقتصادي منح أولوية خاصة لجذب وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية وتشجيع القطاع الخاص، فضلا عن أولوية قصوى لزيادة الإنتاج المحلى من الثروة البترولية سواء الزيت الخام أو الغاز الطبيعى من خلال الإسراع بعمليات تنمية الآبار الجديدة المكتشفة ووضعها على خريطة الإنتاج وكذلك المتقادمة ببرامج خاصة وتكثيف أعمال البحث والاستكشاف فى مناطق مصر البرية والبحرية. بدعم كبير وعاجل من القيادة السياسية حقق قطاع البترول نجاحا كبيرا خلال الفترة القليلة الماضية برصد أبرز التحديات ومعالجتها سريعا، وبالتنسيق والتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة تمكن من توفير إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء لمواجهة أزمة انقطاع التيار، واستطاع بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الأجانب حل إشكالية المستحقات المتأخرة ووضع حوافز لتشجيعهم على ضخ المزيد من الاستثمارات بهدف زيادة الإنتاج من الزيت الخام والغاز فى أسرع وقت، وكذلك جذب استثمارات أجنبية على المدى القصير بما يسهم فى الاستغلال الكامل لإمكانيات القطاع من مصانع التكرير والبتروكيماويات والثروات المعدنية. ◄ التحديات والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد والأداء والتعاون الجماعي بدأت ملامح النجاح تلوح فى الأفق وانطلقت وزارة البترول والثروة المعدنية مع الوزير الجديد المهندس كريم بدوى فى تنفيذ خطتها قبل نحو شهرين بحصر دقيق وسريع جدًا لأبرز التحديات والتعامل بشفافية مع المشكلات ووضع الحلول المناسبة التي تضمن تحريك المياه الراكدة فى القطاع ومعالجة أوجه القصور والخلل، وجاءت زيادة الإنتاج كأولوية فى ظل وجود تحد كبير يتمثل فى الاستهلاك والحاجة المتزايدة للوقود فى جمهورية جديدة أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتشهد تحديثا شاملا للبنية التحتية وتوسعا عمرانيا تنمويا غير مسبوق ومشروعات نقل ضخمة ومحطات كهرباء عملاقة فضلا عن توسع فى المناطق الصناعية وزيادة المصانع كثيفة استهلاك الطاقة. جاء الانخفاض فى إنتاج الزيت الخام والغاز الطبيعى من مناطق الإنتاج الحالية بنسبة تصل إلى 25% خلال السنوات الثلاث السابقة كأحد أبرز التحديات أيضا وأهمها فضلا عن ارتفاع قيمة مستحقات الشركاء الأجانب مما أدى إلى انخفاض وتيرة خطط الاستكشاف والتنمية واللجوء إلى الاستيراد لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك. ◄ اقرأ أيضًا | وزير البترول: صناعة البتروكيماويات تحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصري ◄ ضخ استثمارات سريعًا تم العمل وإعادة الثقة لدى الشركاء من خلال الاتفاق على سداد المستحقات فى مقابل استمرار ضخ استثمارات ضرورية فى أنشطة البحث والتنمية، إضافة إلى التركيز على زيادة الإنتاج من الغاز الطبيعى لتعزيز الاعتماد على مصادر الطافة النظيفة، وإقرار آليات تحفيزية باتفاقيات الالتزام الحالية والجديدة لتشجيع الشركاء للإسراع بتنفيذ أنشطة الاستكشاف والتنمية. كما تم العمل على وضع حوافز جديدة للفرص الحالية والمستقبلية ومنها الخزانات غير التقليدية وإعداد خطة تسويقية عالمية لجذب استثمارات جديدة وطرح المزايدات العالمية من خلال بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج –آخرها المزايدة رقم 8- والتى تتمركز حول إتاحة البيانات رقميًا طوال الوقت أمام الشركاء واستمرارية طرح المناطق الجديدة أمام الشركات العالمية بمنهجية جديدة من خلال إتاحة الفرص للمستثمرين طوال العام من خلال بوابة مصر للاستكشاف. ◄ البحث والاستكشاف نحو 145 اتفاقية التزام سارية فى مجال البحث والاستكشاف عن الزيت والغاز تم إبرامها مع 40 من الشركاء ومن المخطط حفر 110 آبار استكشافية للغاز والزيت بإجمالى استثمارات 1.2 مليار دولار خلال العام المالى 2024/2025، وكذلك حفر 586 بئرًا استكشافية للغاز والزيت بإجمالى استثمارات 7.2 مليار دولار حتى 2030. في حقول غرب دلتا النيل البحرية، تتم أعمال الحفر البحرى لبئرين تنمويتين جديدتين لإنتاج الغاز الطبيعى والمتكثفات بموقع غرب حقل غاز ريفين ضمن خطة قطاع البترول لتنمية موارد الغاز الطبيعى من هذه المنطقة بالتعاون مع شركة بريتش بتروليوم، حيث من المستهدف إضافة كميات إنتاج جديدة من الغاز من البئرين وتقدر بحوالى 200 مليون قدم مكعب غاز و8000 برميل متكثفات يوميًا خلال الربع الثالث من العام المالى 2024-2025، وتقدر الاستثمارات اللازمة لحفر البئرين بنحو 200 مليون دولار، ومن المخطط حفر بئرين فى منطقتى جيزة وفيوم فى البحر المتوسط باستثمارات 120 مليون دولار بعد حفر وإكمال بئرى حقل ريفين. شركة بترول خليج السويس «جابكو» تخطط لحفر 5 آبار تنمية جديدة فى حقلى شمال صفا والوصل بهدف تنمية مخزون بترولى يتجاوز 100 مليون برميل وزيادة الإنتاج إلى 15 ألف برميل يوميًا خلال النصف الثانى من العام القادم، ويبلغ إجمالى استثمارات مشروع التنمية من أعمال حفر الآبار وإنشاء منصة تسهيلات إنتاج ومد خطوط أنابيب بحرية حوالى 226 مليون دولار. بينما شركة بتروبل تمتلك 14 فرصة متاحة للاستكشاف بإجمالى احتياطى 55 مليون برميل ومخطط حفر بئرين استكشافيتين بمنطقة جنوب فيران باحتياطى يقدر ب4 ملايين برميل ومنطقة أ -8 باحتياطى 4 ملايين برميل وبمعدل إنتاج يصل إلى 2000 برميل يومياً، ونظرًا لتقادم حقول الزيت بسيناء (أكثر من 70 عاماً) كان ولابد من وجود حلول غير تقليدية للتنمية، لذا اتجهت الأنظار لتنمية الخزانات غير التقليدية فى الإنتاج ذات النتوءات باحتياطى متبقٍ يقدر بحوالى 5ر10 مليون برميل. أما شركة بتروجلف استطاعت أن تضيف لاحتياطياتها من الزيت 2ر13 مليون برميل ليصل إجمالى الاحتياطى المتبقى 85 مليون برميل، وكان اكتشاف حقل شمال جيسوم الشمالى نقطة تحول فى تاريخها ما واجهها من تحديات كبناء منصة بحرية فى زمن قياسى وحفر العديد من الآبار الموجهة العميقة بزوايا شديدة الانحراف مما قفز بالإنتاج ليتجاوز 20 ألف برميل زيت يوميًا، بعد أن كان حوالى 4 آلاف برميل زيت يوميًا. ◄ استكشاف وتنمية وإصلاح شركة أوسوكو لديها خطة لحفر 4 آبار استكشافية تعمل من خلالها على زيادة الاحتياطى والإنتاج، متوسط إنتاجها الحالى يبلغ 5700 برميل يوميًا يتم العمل على زيادتها خلال العام المالى الحالى عن طريق حفر حوالى 9 آبار ما بين استكشافية وتنموية وإصلاح، وتمتلك خطة إنتاجية متوقعة للوصول بالإنتاج إلى 8500 برميل يوميًا بنهاية العام المالى 2026/2027. بينما تعمل أكسون موبيل فى ثلاثة قطاعات استكشافية بمصر وأنفقت 90 مليون دولار على عمليات البحث السيزمى لحوالى 15 كم بمنطقة امتيازها شمال مراقيا بمنطقة غرب المتوسط وتخطط للإسراع بعمليات الحفر فور وصول الحفار فى أكتوبر المقبل ولديها رغبة قوية فى تحقيق نجاحات من خلال خططها العملية التى تضعها دائماً وفق الدراسات المتخصصة التى تجريها باستمرار لمناطق عملها وتستعد لحفر أول بئر فى منطقة امتيازها بالمياه العميقة بالبحر المتوسط. ◄ كشف خالدة ومن المبشرات جاء إعلان شركة خالدة للبترول القائم بالأعمال نيابة عن شركة اباتشى الأمريكية والهيئة المصرية العامة للبترول عن تحقيق كشف بترولى جديد مؤخرًا فى منطقة غرب فيوبس -1 بمنطقة تنمية كلابشة بالصحراء الغربية. شركة بدرالدين للبترول بالصحراء الغربية تعتزم حفر 5 آبار استكشافية جديدة حيث تم التوصل إلى 3 آبار استكشافية ناجحة، وتم الانتهاء من ربط 20 بئراً على خطوط الإنتاج بمناطقها وتنفيذ برنامج موسع لصيانة الآبار ، وبلغت معدلات الإنتاج خلال العام أكثر من 67 الف برميل مكافىء يومياً بواقع 217 مليون قدم مكعب غاز و أكثر من 28 ألف برميل زيت خام ومتكثفات. ■ المهندس كريم بدوي وأكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية أن حوافز الاستثمار الجديدة لشركاء الإنتاج و توافر التكنولوجيا الحديثة يقدمان فرصاً جيدة لزيادة إنتاج البترول والغاز من الصحراء الغربية ومواجهة تحديات التناقص الطبيعى للحقول. وأشار الوزير الى أهمية زيادة أنشطة الحفر خلال الفترة المقبلة فى الصحراء الغربية ودعم الاستفادة من التكنولوجيات المختلفة فى عمليات الاستكشاف والإنتاج.