وكأنه كان ينقصنا أبناء هذه الأمة البائسة الضعيفة.. توحد أعتى القوى العسكرية العالمية على هدف قتلنا وسلبنا أراضينا التى سبق واستولوا عليها وسلبونا خيراتها وحررناها من استعمارهم بالثورة وبالدم والنار فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى وهى فترة منذ التحرر تعد قصيرة جدًا بعمر الزمن والتاريخ. آثار التخريب الغربى جليلة واضحة لا تخطئها عين ترى، من الصومال إلى اليمن ومن أفغانستان وإيران والعراق وسورية إلى موريتانيا هناك تجد بصمات معسكر الوحشية الغربى الذى عمد فى زمن الاستعمار إلى رسم حدود جغرافية وسياسية مختلقة ليؤجج الصراعات بين بلداننا، ونزع منذ نهاية الثمانينيات للتدخل العسكرى المباشر فيها فدمر ما دمر من بلادنا وسخر ثرواتها التى استولى عليها لخدمة مصالحه، فى سرقة علنية فاجرة هى الأفدح فى التاريخ الإنسانى كله.. الحلفاء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وخدمهم فى معسكر الشر الغربى لم يكتفوا بكل جرائمهم التى اقترفوها فى بلادنا وضد شعوبنا، حتى ليبدو أنهم لا يكتفون أبدًا من الدم العربى ومن الثروات العربية التى يحوزونها إما بالقوة أو بفرض النفوذ على بلدان خائبة لم تعرف يومًا قيمة بناء وامتلاك القوة ولا معنى الحرية «بلاد» تعيش على الخوف. منذ السابع من أكتوبر العام الماضى يوم نفذت القسام عملية طوفان الأقصى التى استهدفت مستوطنات لا شرعية بغلاف غزة وسكانها من المستوطنين ويتصدى الحلفاء بالدعم العسكرى والسياسى والاقتصادى لكيان الاحتلال، رأيناهم وبلا خجل ولا واعز ضميرى وأخلاقى يمدون الاحتلال بحاجاته العسكرية من قذائف وصواريخ وغير ذلك مما يُستخدم فى قتل الفلسطينيين وإحالة القطاع إلى أرض محروقة غير قابلة للسكنى والحياة وشاهدناهم وهم يتصدون لكل المحاولات الدولية لإدانة جرائم الإبادة والتصفية التى تقترقها آلة جيش العدوان الصهيونى ضد العزل من سكان القطاع أطفال ونساء وشباب ورجال وشيوخ.. لهذه الأمة عدو إرهابى واحد هم الحلفاء والكيان هو رأس حربة، لكنها ستكسر.