في يوم 29 أغسطس، يحتفل المصريون بحدث فريد من نوعه، حيث يوافق هذا اليوم أول أيام التقويم المصري القديم، الذي يُعتبر أول تقويم عرفته البشرية على مر العصور. هذا التقويم، الذي وُضع لأول مرة قبل 6265 عامًا، لا يزال يحمل في طياته عبق التاريخ وروح الحكمة التي جسدها المصريون القدماء. تم تسمية هذا التقويم باسم "تحوت"، نسبةً إلى إله الحكمة والمعرفة عند المصريين القدماء، والذي يُعتبر واحدًا من أعظم الرموز في الحضارة المصرية. في هذا التقرير، سنأخذكم في رحلة لاكتشاف تفاصيل هذا التقويم، وأهميته، وكيفية استخدام المصريين القدماء له في حياتهم اليومية. 1- بداية التقويم المصري: بين الفلك وفيضان النيل التقويم المصري القديم بدأ من ملاحظة المصريين القدماء لظاهرة فيضان نهر النيل، حيث لاحظوا ارتباط الفيضان بدورة زمنية معينة. هذا الاكتشاف أدى إلى تطوير أول تقويم زمني في العالم، وكان له أثر كبير على حياتهم الزراعية والاجتماعية. 2- إله الحكمة تحوت: الرمز والدلالة أصل الحكاية| ظاهرة فلكية.. تعامد الشمس تزامنا مع يوم الانقلاب الصيفي تحوت، الذي يُعرف أيضاً بتوت، كان إله الحكمة والمعرفة في مصر القديمة، يعتبر تحوت رمزًا للعقل والتفكير، ويُنسب إليه الفضل في وضع هذا التقويم. يُقال إنه ولد في قرية منتوت بمحافظة المنيا، والتي لا تزال تحتفظ باسمها القديم. 3- التركيبة الزمنية للتقويم المصري القديم التقويم المصري القديم يتكون من 12 شهرًا، كل شهر يحتوي على 30 يومًا، بالإضافة إلى 5 أيام تُعرف باسم "النسيء". هذه الأيام كانت تضاف في نهاية السنة لجعلها تتماشى مع السنة الشمسية. 4- شهر تحوت: بداية السنة القبطية شهر "توت" أو "تحوت" هو أول شهور السنة القبطية، وقد سُمي بهذا الاسم نسبة إلى إله الحكمة. يُعتبر هذا الشهر بداية دورة زراعية جديدة، ويُحتفل به في مصر القديمة كبداية للعام الجديد. 5- الدور الفلكي في وضع التقويم يعتمد التقويم المصري القديم على ملاحظات فلكية دقيقة. كان المصريون القدماء خبراء في علم الفلك، واستخدموا هذا العلم لتحديد بداية السنة الزراعية بناءً على موقع النجوم والفصول. 6- الاحتفالات والعادات المرتبطة بشهر تحوت كان المصريون القدماء يحتفلون ببداية العام الجديد في شهر تحوت من خلال طقوس دينية واحتفالات اجتماعية، كانت هذه الاحتفالات تهدف إلى شكر الآلهة على الحصاد الوفير والاستعداد للموسم الزراعي الجديد. 7- التقويم المصري وتأثيره على الحضارات الأخرى لم يكن التقويم المصري القديم مجرد وسيلة لتنظيم الوقت، بل كان له تأثير كبير على الحضارات الأخرى. العديد من التقويمات اللاحقة في تاريخ البشرية استلهمت من هذا التقويم، مما يدل على عبقرية المصريين القدماء. 8- التحولات التي طرأت على التقويم عبر العصور على مر الزمن، طرأت بعض التغييرات على التقويم المصري القديم. ومع ذلك، بقي الأساس ثابتًا، مما يظهر قوة واستدامة هذا النظام الزمني الفريد. 9- الاستمرارية الثقافية للتقويم المصري القديم رغم مرور آلاف السنين، لا يزال التقويم المصري القديم يحتفظ بأهميته في الثقافة القبطية المعاصرة. يُستخدم هذا التقويم اليوم لتحديد الأعياد والمناسبات الدينية في الكنيسة القبطية. 10- الإرث الدائم لتحوت والتقويم المصري القديم التقويم المصري القديم يُعد واحدًا من أعظم إنجازات المصريين القدماء، ويستمر إرثه في التأثير على الثقافة المصرية حتى يومنا هذا، "تحوت" ليس مجرد إله قديم، بل هو رمز للحكمة والمعرفة التي استمرت عبر العصور. إن التقويم المصري القديم ليس مجرد وسيلة لتنظيم الزمن، بل هو تجسيد للحكمة والمعرفة التي امتلكها المصريون القدماء، من خلال هذا التقويم، استطاعوا تنظيم حياتهم الزراعية والاجتماعية والدينية بطريقة فريدة، ورغم مرور آلاف السنين، لا يزال هذا التقويم يحمل في طياته روح الحضارة المصرية القديمة ويعكس عبقرية شعبها.