الاجتياح الإسرائيلى للضفة الغربية كان متوقعاً.. ليس فقط لتحويل الأنظار عن حرب الإبادة فى غزة وإصرار مجرم الحرب نتنياهو على استمرارها، وإنما لأن الضفة الغربيةوالقدس العربية تظل هى الهدف الأساسى للإرهاب الإسرائيلى، وهى الساحة الرئيسية التى يتقرر فيها مصير قضية فلسطين. ولنتذكر هنا أن الحرب الجارية فى غزة بدأت كرد على جرائم إسرائيل فى الضفة والقدس ومحاولات التهويد والتوسع الاستيطانى الذى لم يتوقف منذ الاحتلال فى 67! جرائم المستعمرين «المستوطنين» ترافقت مع جرائم الجيش وحماية الشرطة. الإرهاب الإسرائيلى هو إرهاب الدولة كلها. منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة اعتقلت إسرائيل ما يقرب من عشرة آلاف فى الضفة واستشهد ما يقرب من سبعمائة شهيد فلسطينى، وتضاعفت جهود بناء المستعمرات «المستوطنات»، وتسليح سكانها وتوفير الحماية لهم وهم يقومون بجرائمهم ضد أصحاب الأرض الفلسطينيين. الآن تجتاح قوات إسرائيل شمال الضفة بقوات هائلة تعززها الأساطيل الجوية، فى اجتياح هو الأوسع والأخطر منذ عشرين عاما. وتتوالى تصريحات المسئولين الإسرائيليين بتسوية المدن الفلسطينية بالأرض، بينما المدرعات الإسرائيلية تحاصر المستشفيات وتستهدف شبكات الكهرباء والماء والصرف الصحى فى إعلان مبكر بأن الإرهاب الإسرائيلى يستهدف تدمير كل وسائل الحياة لإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم، ولكى يستكمل مخطط ضم الضفة وتهويد القدس الذى تضعه حكومة الإرهاب التى يقودها مجرم الحرب نتنياهو هدفا رئيسيا لها. الاجتياح الإسرائيلى يؤكد ما قلناه بالأمس. القضية ليست فى التطرف المجنون لأمثال بن غفير وسيموتريتش بل هو إرهاب الدولة الذى تقوده حكومة نتنياهو والذى تحكمه عقيدة لا ترى حقا للشعب الفلسطينى فى الوجود، وليس فقط فى الحرية والاستقلال وتقرير المصير!!.. لهذا تظل الضفة والقدس هى الساحة الأساسية للصراع وهى الهدف الرئيسى للإرهاب الإسرائيلى. نتنياهو الآن لا يغلق فقط كل أبواب التهدئة، لكنه يصر على إشعال المنطقة، ويرى أن أمامه فرصة لتحقيق الهدف الأهم للإرهاب اليهودى بالمضى فى استكمال السيطرة على الضفة وتهويد القدس! هل تظل الإرادة الدولية مشلولة كما حدث منذ بداية حرب الإبادة أم تدرك الخطر وتتحرك قبل الانفجار؟!.. الموقف العربى والتحرك الإسلامى قادران − إذا تحملا المسئولية − أن يضعا الإجابة الصحيحة!!