ماذا تريد أمريكا من الصين الآن؟ والسؤال يفرض نفسه مع بدء زيارة مستشار الأمن القومى فى البيت الأبيض «جايك ساليفان» للصين أمس، والتى وصفها الخبراء والمراقبون ب «النادرة»، خاصة أن توقيت الزيارة يأتى فى وقت العالم فيه أشبه بمن يجلس على فوهة بركان معرض للانفجار ما بين اللحظة والأخرى، المعلن حول الزيارة أن المسئول الأمريكى سوف يعقد مباحثات على مدى ثلاثة أيام حول الأوضاع فى الشرق الأوسط - حرب غزة وتحولها لحرب إقليمية - والحرب فى أوكرانيا، والعلاقات التجارية بين البلدين، ووضع جزيرة تايوان والتى تخضع لنظام حكم ديمقراطى، وترى الصين أن لها حق السيادة عليها، بالإضافة إلى وضع بحر الصين الجنوبى. ولكن الجزء غير المعلن يتعلق بالعلاقات الأمريكيةالصينية، والتى تشهد تحولاً سلبياً واضحاً فى السنوات الأخيرة، لأسباب عديدة ، فى مقدمتها التعامل الأمريكى مع قوة الصين الصاعدة كهدف استراتيجى، والقلق الأمريكى من السرعة التى بنت فيها الصين العديد من الجزر الصناعية فى بحر الصين الجنوبى، وجهزتها بالأسلحة الرئيسية، يضاف إلى ذلك التوترات بين البلدين بسبب العلاقات التجارية، والتى بدأت بوادرها فى الظهور مع نقل العديد من الشركات الأمريكية إنتاجها إلى الصين للاستفادة من انخفاض كلفة العمالة، والذى صاحبه دفع ثمن باهظ، تمثل فى نقل التكنولوجيا الأمريكية للصين وحقوق الملكية الفكرية أيضاً، فقد قدرت الحكومة الأمريكية الحجم الإجمالى للملكية الفكرية التى سرقتها الصين، خلال السنوات «2013- 2017»، بنحو 1٫2 تريليون دولار. المؤكد أن هناك هدفاً أمريكياً من الزيارة غير معلن، ويصب فى مصلحة العم سام.