تعنى الجينات الكثير.. فهى تفرض السمات والملامح، تحدد الأمراض وتورثها.. باختصار هى صاحبة الكلمة العليا فى تحديد كفاءة ومسار وصلاحية الآلة البشرية من النواحى الوظيفية.. وربما النفسية والسلوكية على نحو ما، وكما الأمراض تورث عادة ما يكون الميل للفساد والإفساد موروثاً أصيلاً متأصلاً.. كذلك تورث معدلات الذكاء والميول اليدوية و الذهنية على حد سواء.. بل إننا إذا ما نظرنا إلى الأديان لوجدنا ما يفيد بأن الأنبياء فيما نعلم أكثرهم ينحدرون من جد واحد هو نبى الله إبراهيم، وهو إذا ما عدنا لعكس الطريق لأفاد بأن أصلاً جينياً واحداً يحمل صفات محددة هى الأميز والأهم والأنقى بين جينات العنصر البشرى أهلت هذا النبى «البشرى المحدد» «إبراهيم عليه السلام» ليكون نبياً بالأساس وورثت منه إلى رجال حددت سماتهم ليصطفوا أنبياءً. هنالك أسر وعائلات و بالجينات تورث سمات الوطنية والرجولة، وأسر وعائلات تورث غير ذلك... وحتى الجنون فهو فى بعض العائلات مورث ينتقى جينياً من الأفراد المنحدرين فى سلاسله عبر الأجيال، وفى الأمثال والحكم الشعبية المصرية والعربية توارد عن المصريين قولهم إن العرق يمد لسابع جد وهو ما يعنى أن السمات الشكلية والسلوكية والمرضية يمكن أن تتناقل عبر الأجيال، وقال العرب تخيروا أنسابكم وفى قول آخر لنطفكم فإن العرق دساس وهى حكمة تفيد بنفس ما قال به المثل المصرى وفى الحالتين وإن كنا نبحث بالمنظور العلمى لما وصلنا إليه اليوم من علوم يصدق المثل المصرى وتصدق الحكمة العربية. إلى هذا الحد تلعب الجينات وعوامل الوراثة أدوراً مهمة ينبغى النظر إليها فى تحديد علاقات البشر الاجتماعية وأولها الزواج، فماذا إن تعلق الأمر باختيار شخص لمهمة أو موقع مفترض أن يرعى فيه مصالح الناس.