من بين كل المسئولين الذين تعاملت معهم عبر مسيرة عملى الصحفى الممتدة لأكثر من 34 عاماً أحتفظ بتقدير خاص للراحل العظيم د. أحمد جويلى الذى قاد قائمة طويلة من مواقع العمل الوطنى والقومى غير إسهاماته المهمة فى مجال تخصصه الأصلى كعالم فى الاقتصاد الزراعى طبقت أبحاثه العلمية عالمياً. تقديرى ومحبتى ل د. جويلى الذى شغل مناصب المحافظ فى دمياطوالإسماعيلية ثم وزيراً للتموين وتولى بعد ذلك أمانة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية لمدة 10 سنوات. الإخلاص للوطن ولمصالح الناس لم يكونا فقط جل ما يميز د. جويلى وإنما علمه الغزير الذى وظفه فى صناعة تنمية حقيقية فى كل ما اتصل بأى موقع تولاه من تحديد للأهداف يقوم على دراسة للواقع وطرح الأهداف على القيادة والحكومة واقناعها بتبنيها ثم التخطيط والتنفيذ الدقيق الذى دائماً ما أتى ثماراً ملموسة. فاجأنى وهو محافظ الإسماعيلية بأغرب طلب تلقيته من مسئول إذ سألنى أن أنشر تقريراً عن مشكلة بيئية فى منطقة فايد بشأن ما كان يعرف بمصرف الملاريا الذى كانت مخاطره الصحية على المواطنين وآثاره السيئة على البيئة بالغة، وطلب منى أن أهاجم شخصه كمحافظ وأن أذكر بالتقرير أنه لا يقوم بأى عمل لحل المشكلة، ولدهشتى طبيعى أن أساله لم؟ فأجابنى.. إن رئيس الوزراء عرضت عليه المشكلة والإجراءات المطلوبة لحلها أكثر من مرة ولكنه لم يبد أى اهتمام بالأمر وعندما تطرح الصحافة المشكلة وتهاجمنى مباشرة ستكون لدى حجة قوية فى مواجهته. خطط جويلى أهم مشروع للاستصلاح الزراعى بالإسماعيلية شمل عددا من القرى أسسها فى أراضى الإسماعيلية شرق قناة السويس وجرى تسليمها لشباب الخريجين بواقع 5 أفدنة وبيت ريفى للواحد منهم وهى القرى التى صارت اليوم من أهم مناطق الانتاج الزراعى والتجمعات السكنية الجديدة.