ما بين الماضى القديم والمستقبل الحديث، تتواصل العلاقات المصرية -الصومالية توهجًا عززتها أواصر الأخوة المشتركة والتعاون المتبادل والتنسيق على كافة الأصعدة، ويشهد التاريخ والمواقف الثابتة، أن مصر على مدى عصورها المتعاقبة، كانت سندًا للصومال وشعبه للحفاظ على مقومات الشخصية الصومالية بجذورها العربية والإسلامية ووحدة أراضيها منذ أول زيارة للملكة حتشبسوت، خامس حكام الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة لبلاد بونت «الصومال حاليا»، مرورًا بالحقب التاريخية المتتالية حتى عصر الجمهورية الجديدة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وقف بجانب الصومال وشعبه، وتأكيده فى كافة المحافل الدولية والإقليمية، موقف مصر الثابت الداعم لوحدة الصومال واستقرار الأوضاع به، وتأكيد الرئيس السيسى على الدوام، حرص مصر بكل ما تحمله من مقومات على مواصلة تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائى بين البلدين وتقديم كل أوجه الدعم للشعب الصومالى ومساندته فى جهود بناء مؤسسات دولته وترسيخ الأمن والاستقرار به. والمتتبع للعلاقات المصرية -الصومالية يكتشف أن نهج مصر قيادة وحكومة وشعبًا نحو الصومال الشقيق عبرت عنه مواقف مصر على مر التاريخ القديم والحديث، بل أكدت مصر على الدوام دعمها المطلق لكافة مساع الصومال فى المحافل الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار به، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه. فالعلاقات المصرية الصومالية تتميز بتعدد الروافد فى إطار من المصالح المشتركة والأمن المتبادل وقد كثفت مصر تحركاتها الدولية خلال السنوات الأخيرة لحشد الدعم للقضية الصومالية وحث القوى الدولية للمساهمة فى إعادة بناء المؤسسات الوطنية الصومالية نظرًا للأهمية القصوى للصومال فى تعزيز الأمن القومى المصري. الزيارة الأخيرة للرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الاتحادية لمصر، واستقباله بحفاوة بالغة وتقدير كبير من أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، عكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، كما عزز الرئيس عبدالفتاح السيسى من متانة تلك العلاقات المشتركة بين مصر والصومال من خلال تأكيده المتواصل والمستمر على موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه والرافض لأى تدخل فى شئون الصومال الداخلية، الأمر الذى تنجلى من خلفه حقيقة ثابتة مفادها أن ما يجمع بين مصر والصومال هو تاريخ مشترك ومصير واحد.