ما يجرى فى الكون كله بقضاء الله وقدره بما فى ذلك النجاح والفشل وما يصيب الإنسان من خير أو شر قال تعالى:« إنا كل شىء خلقناه بقدر»،وقال تعالى:« ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها»، فهو سبحانه وتعالى قدر للمقادير أسبابا من اخذ بها وصل إلى المقادير إن كان الله قد قضى بذلك وإلا فلا، وهذا لا يتنافى مع حكمة أن الله لايظلم أحدا من خلقه؛ فالناس متفاوتون فى القدرات والملكات وهذا لحكمة اكتمال منظومة الحياة، وليظل كل يكمل بعضه بعضا .. وقد نبه النبى صلى الله عليه وسلم على هذا فاستثمر قدرات الصحابة كل على حسب قدرته ومواهبه ..فما معنى الفشل والنجاح وكيف يعرف الإنسان قدراته فيستغلها كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم ؟ يقول فضيلة الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف يختلف مفهوم النجاح والفشل من إنسان إلى آخر لأن هناك عوامل وظروفا كثيرة، فما يعتبر نجاحا عند إنسان قد يكون متاحا ومتوافرا عند آخر وما يكون حلما فى مجتمع قد يكون واقعا معاشا فى بلد آخر، فالنجاح هو أن يحقق الإنسان ما يصبو إليه ويحلم به سواء كان بعيدا أو قريبا وهذا ليس يسيرا وسهلا بل طريق النجاح ملئ بالعثرات والأشواك، فالطريق ليس ممهدا والفشل أحيانا قد يكون مهما ليزيد الإنسان صلابة وسعيا حتى يفوز بالنجاح . ويضيف: المخترع أديسون وصفه معلمه بأنه فاشل لكنه حاول أكثر من مرة حتى جاء المصباح فالنجاح ليس حكرا على أحد فهو متاح لمن يحاول ويسعى بإصرار ولكن المشكلة تكمن فى النظرة الخاطئة لدى البعض حول مفهوم الفشل والنجاح؛ فمثلا أحيانا ينظر الناس إلى الناجح نظرة إعجاب فيرفعوه إلى السماء وحينئذ يعجب بنفسه فينجح فى مجاله العملى ويرسب فى مجال الأخلاق والقيم، وهنا لايستفيد منه أحد فلا علم بلا أخلاق وقد يغتر فلا يحرز تقدما فعن خالد بن يزيد بن معاوية قال:إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا بنفسه فقد تمت خسارته وقيل: اثنتان مهلكتان العجب والقنوط وأيضا نظرة الناس لمن تعرض للفشل نظرة خاطئة فهم يحملونه كل المسئولية دون مراعاة للظروف التى أدت إلى الفشل فربما لم تتوافر لديه مقومات النجاح فعلينا أن نكون بجانبه ناصحين مساعدين حتى يجتاز أزمته، فالسقوط مرة لا يعنى انتهاء الحياة وتوقفها . ويضيف: لنا فى رسول الله القدوة الحسنة فقد استثمار قدرات الصحابة ووظفها كل حسب قدراته فعندما سمع صوت أبى موسى الأشعرى فى تلاوته للقرآن قال له :لقد أوتيت مزمارا من مزامير دواد فاكتشف هذه الموهبة الصوتية ولم يمر عليها مرور الكرام، وأيضا ما ذكره صلى الله عليه وسلم فى بعض صفات أصحابه فقال أرحم أمتى بأمتى وأفضاهم على بن أبى طالب، وأقراهم لكتاب الله أبى بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأمين هذه الأمة أبى عبيدة بن الجراح. اقرأأ يضا| a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4419811/1/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8B%D8%A7-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D8%A9" title القرآن الكريم" الأكثر استماعًا رغم منافسة الإذاعات العربية""القرآن الكريم" الأكثر استماعًا رغم منافسة الإذاعات العربية وأيضا عبد الله بن عباس الذى اكتشف رسول الله صلى الله عليه وسلم مدى اتساع فقهه فقال له داعيا اللهم فقهه فى الدين، وأخيرا أسامة بن زيد الذى رغم صغر سنه يرى النبى صلى الله عليه وسلم فيه صفات الفروسية والقيادة فيوليه جيشا به كبار الصحابة فهو صلى الله عليه وسلم يضع الرجل المناسب فى المكان المناسب وإن رأى فى بعض أصحابه أنه لا يصلح للقيام بمهمة وجهه كما فعل مع أبى ذر حين طلب الولاية فأخبره صلى الله عليه وسلم بأنه لا يصلح لها .