الماء هو المكون الأساسي للجسم البشري، حيث يشكّل كمية تتراوح ما بين 50 إلى 70% من وزن الإنسان، وهذا يتوقف على حجم الجسم. لهذا فإن الاستهلاك الكافي والمنتظم من الماء له فوائد صحية عديدة، فكمية الماء التي يشربها الشخص يوميا تلعب دورا هاما في الحفاظ على صحة الجسم، ولهذا يوصي خبراء التغذية بشرب 8 إلى 10 أكواب من الماء كل يوم للحفاظ على صحة جيدة، كما يساعد الماء على الحفاظ على رطوبة الجسم بشكل كبير، وهو أمر ضروري لأن أغلب خلايا الجسم تحتاج إلى الماء لتعمل بشكل صحيح. فالماء ضروري لكل وظائف الجسم لأنه يسهّل عملية الهضم والامتصاص، ويعدّ مادة أساسية في تكوين الدم والسائل اللمفاوي، كما أنه يساعد في عملية طرح السموم خارج الجسم، بالإضافة إلى ذلك، فإنه ينظم درجة حرارة الجسم، ويكوّن الافرازات السائلة مثل اللعاب والدموع وعصارة المعدة، كما أنه يعمل على ترطيب أنسجة الجسم مثل أنسجة الفم، العينين والأنف. وجدت دراسة جديدة ارتباطا بين شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية وارتفاع ضغط الدم، فيقول العلماء إن هذا الارتباط ناتج عن دخول جزيئات البلاستيك الدقيقة إلى مجرى الدم، نقلا عن موقع "ديلي ميل". وتوصل العلماء إلى أن ضغط الدم انخفض بعد أن توقف المشاركون عن تناول جميع السوائل، بما في ذلك الماء، من الزجاجات البلاستيكية والزجاجية، وشربوا فقط من ماء الصنبور لمدة أسبوعين. وقال الفريق من قسم الطب بجامعة دانوب الخاصة في أستراليا: "خلصنا، بعد بحث مكثف، إلى أنه يجب تجنب المشروبات المعبأة في زجاجات بلاستيكية". وتشير نتائج الدراسة، لأول مرة، إلى أن تقليل استخدام البلاستيك يمكن أن يخفض ضغط الدم، ربما بسبب انخفاض حجم الجزيئات البلاستيكية في مجرى الدم. وأضاف الفريق: "تشير التغييرات التي لاحظناها في ضغط الدم إلى أن تقليل تناول الجزيئات البلاستيكية يمكن أن يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية". وتظهر الأبحاث أن المواد البلاستيكية الدقيقة، الشظايا المجهرية التي تنتج عن تحلل البلاستيك الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية أو نتيجة لضرب الزجاجة، موجودة في كل مكان. وعثر على المواد البلاستيكية الدقيقة في اللعاب وأنسجة القلب والكبد والكلى والمشيمة، ووجدت العديد من الدراسات تركيزات عالية في الماء في الزجاجات البلاستيكية. وفي الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة Microplastics، طلب العلماء من مجموعة رجال ونساء الحصول على كمية السوائل اليومية من ماء الصنبور وأخبروهم بالامتناع عن المشروبات المخزنة في زجاجات بلاستيكية أو زجاجية. وتم إجراء العديد من قياسات ضغط الدم في بداية وأثناء الدراسة، وأظهرت النتائج انخفاضا كبيرا في ضغط الدم الانبساطي (الضغط في الشرايين عندما يرتاح القلب بين النبضات) بعد أسبوعين. وأفاد العلماء: "بناء على النتائج التي تشير إلى انخفاض ضغط الدم مع انخفاض استهلاك البلاستيك، نفترض أن الجزيئات البلاستيكية الموجودة في مجرى الدم قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم". ماذا يحدث لجسمك عند الشرب من الزجاجة البلاستيك عدة مرات؟ يعد البلاستيك من المواد الضارة على حياتنا، وذلك يفضل احتوائه على المركبات التي تلحق الضرر بأجسامنا. وكشفت الدكتورة داليا الجمل أخصائية التغذية العلاجية، أضرار تناول الماء من نفس "الزجاجة البلاستيك" عدة مرات. مخاطر شرب المياه المعبأة المعرضة للحرارة المرتفعة وتقول داليا الجمل، إن البلاستيك كان يحتوي على مادة PPA، ولكن تم منعها في معظم البلاد، وترجع خطورتها إلى إنها تدخل في الطعام والشراب، وذلك عن طريق حدوث تسريب من المواد البلاستيكية بالزجاجة إلى الطعام أو الماء. وتتمثل خطورة هذه المادة على المدى الطويل، في التأثير على الخصوبة وسلوكيات الأطفال وفرط الحركة لدى الأطفال، واحتمالية الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والتأثير على الهرمونات والإصابة بالسرطانات. وبالرغم من أن هذه المادة تم إزالتها من البلاستيك إلا أن بعض الدراسات الحديثة، تؤكد أنه يوجد مواد أخرى تتسرب إلى الطعام من الأدوات المصنوعة من البلاستيك وزجاجات الشرب، لذا من الأفضل الحد من استخدام البلاستيك لأنه يضر بصحتنا. وحذرت أخصائية التغذية العلاجية، من خطورة استخدام الأمهات اللانش بوكس أو زجاجات الماء المصنوعة من البلاستيك، نظرا لأنه يتم تسريب مادة الميكروبلاستيك من البلاستيك، وهذه المادة لا ترى بالعين المجردة، وبالتالي تدخل إلى أجسامنا وإلى الدورة الدموية، ويسبب التعرض إلى كميات كبيرة من البلاستيك إلى الإصابة بتسمم البلاستيك. ونصحت داليا الجمل، بضرورة تجنب استخدام زجاجة الماء أكثر من مرة، نظرا لأنها تصلح للاستخدام إلا مرة واحدة بس، حتى لا تكون عرضة للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك وتكوين البكتيريا بمرور الوقت. وأشارت إلى أن البدائل الصحية الأخرى، هو الزجاج والاستانلس، والأخير لا يوجد له أي أضرار على الصحة، ولا يسمح بتسريب أي مواد كيميائية إلى الطعام. وحذرت في نهاية حديثها الأمهات بضرورة تجنب وضع الساندويتشات للأطفال في الأكياس البلاستيكية، ومن الأفضل وضعها في لانش بوكس مصنوع من الاستانلس.