يأتى اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية فى طهران دليلا دامغا على أنهم لا يرغبون فى إنهاء الحرب فى غزة وإنما يعملون على تأجيجها بفتح جبهات جديدة مع حزب الله فى لبنان ومع الحوثيين فى اليمن وأخيرا مع إيران التى اغتيل هنية على أرضها، سواء كان الاغتيال بطائرة مسيرة أو بزرع عبوة ناسفة فى غرفته، كما أن هنية كان مهندس المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى الذى يضع العراقيل كلما اقتربت المفاوضات من التوصل إلى نقاط اتفاق. وأسلوب الاغتيالات والتصفية الجسدية لقادة حماس هو أسلوب إسرائيلى خسيس وكان أبرز من اغتالتهم يد النذالة الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسى ويحيى عياش وإسماعيل أبو شنب وأحمد الجعيرى وسعيد صيام وأخيرا إسماعيل هنية الذى استشهد عدد كبير من أسرته وأولاده على يد إسرائيل التى أعلنت عن مسئوليتها عن اغتياله حتى يحرز نتنياهو نصرا على المستوى الداخلى ويزيح من طريقه واحدا من ألد أعدائه وتوعدت حماس وإيران بالرد على اغتيال هنية مع اشتعال الحرب فى جنوبلبنان مع حزب الله الذى توعد أيضا بالرد وتعهد باستمرار مهاجمة العمق الإسرائيلى ووسط كل هذه الأحداث المشتعلة لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على غزة واستمرت فى ارتكاب المذابح وقتل المدنيين العزل والأطفال حتى اقترب عدد الشهداء الفلسطينيين من 40 ألف شهيد وآلاف الجرحى بالإضافة إلى حرب التجويع ومنع دخول المساعدات الانسانية من الغذاء والدواء واضطر آلاف الفلسطينيين إلى النزوح جنوبا بحثا عن الأمن دون جدوى فلم يعد هناك مكان آمن فى غزة التى تقع تحت القصف اليومى من الطائرات الإسرائيلية الذى لا يفرق بين طفل وامرأة ورجل كما دمرت إمدادات المياه المخصصة للشرب والكهرباء واستهدفت المساجد والكنائس والمستشفيات واعتقلت الأطقم الطبية وازدحمت معتقلات الاحتلال بآلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يلاقون التعذيب فى معتقلات تشبه معتقل جوانتنامو الأمريكى الشهير.