د. عبد المنعم السيد المراهنات نشاط اجتماعي يحاول فيه الناس التنبؤ بالنتيجة النهائية لسباق أو مباراة ووضع مبلغ من الأموال كرهان على تلك النتيجة، بطبيعة الحال يختلف هذا النشاط وفقًا للاهتمامات الرياضية المتباينة بين دولة وأخرى وتبعًا لأهمية اللعبة والثقافة، وأشهر أنواع المراهنات تلك التي تتعلق بالمباريات، حيث يمكن لها التأثير في مسار أو نتيجة مباراة أو بطولة بهدف جني الأرباح بطرق غير قانونية حيث إنه لا يوجد قانون يجرم القمار والمراهنات الإلكترونية، وللأسف انتشرت هذه الثقافة بشكل ملحوظ في مصر وأصبحت هناك العديد من المنصات التي تقوم بهذه المراهنات وتجذب الكثير من الناس. بعيدا عن الحلال والحرام تنمو مواقع المراهنات الرياضية، عبر الإنترنت، بشكل أكبر، وتعتمد على توقع نتائج مباريات كرة القدم، وهي متاحة للجميع، ولا تقتصر على الخبراء أو أصحاب المعلومات الرياضية فقط، كما لا ترتبط بسن أو جنس معين، ولا تحتاج حسابات بنكية لتفعيلها، بعدما دخلت المحافظ الإلكترونية كوسيط لإدارة هذه الصناعة، وأيضا لا تحتاج عبقرية ومتابعة دقيقة، لأنها ببساطة تحتوى على معلومات الفرق والمباريات، وتقدم إحصائيات وأحدث التوقعات، كل ذلك للحصول على أموال نتيجة التوقع الصحيح عن طريق الاشتراك بقيمة مالية، والفوز بعد التوقع الصحيح بالكثير من المال الذي يشمل ما قام بدفعه وما دفعه غيره من المتسابقين، وعن عمليات السحب والإيداع، فتلك المواقع أتاحت الدفع بمجموعة كبيرة من خيارات الدفع الذكية المتوافرة في البلاد العربية بشكل عام. مواقع المراهنات لا تخسر شيئًا، الرابحون يحصلون على ثرائهم من أموال الخاسرين في نفس اللعبة وتحصل المواقع والمنصات علي مكسبها نسبة من المراهنات تصل إلي 25٪، وللأسف تعرض كثير من رواد هذه المواقع والمنصات للنصب والاحتيال الإلكتروني على الإنترنت، وقد تكررت هذه الظاهره بشكل كبير وآخرها واقعة النصب علي أكثر من 70 ألف شخص علي إحدى المنصات الإلكترونية حيث إن أغلب هذه المواقع والمنصات خلفها شركات وهمية. الرهانات غير القانونية على الألعاب الرياضية تُقدر بنحو 2 تريليون دولار سنويًا، وتُستخدم في الغالب من جانب المجرمين لإجراء عمليات غسل الأموال، وللأسف لا تخضع هذه المراهنات إلي رقابة وإشراف من الدولة أو من اتحاد كرة القدم أو غيرها من الهيئات المختصة. وعلى الرغم من أنه لا توجد لافتات كُتب عليها «محلات للقمار الإلكتروني» إلا أن هذه المحلات موجودة بالفعل والمداهمات الأمنية أكبر دليل على وجودها، على الرغم من السرية التي تُحاط بها ولكن تبقى هذه الأوكار واقعاً تم التطبيع معه وتحول إلى وسيلة ناجحة لغسيل الأموال من خلال مواقع المقامرة وحتى مواقع الألعاب الافتراضية. وجود هذه المراهنات بهذا الشكل يعرض أموال المصريين للضياع والنصب ولا توجد إحصائيات أو معلومات رسمية عن أعداد مستخدمي تطبيقات القمار والمراهنات الرياضية في مصر، أو حجم تداول المستخدمين المصريين للأموال من خلالها، كما أنه يتسبب في إحداث مشاكل اجتماعية بين الشباب، ويجب علي الهيئات التنظيمية ومجالس إدارة المؤسسات الرياضية العمل معًا بشكل أكبر لمكافحة الرهان غير القانونى، وعلي الحكومة وضع التشريعات وإنشاء وحدات وضوابط لمكافحة غسيل الأموال، ويجب أن تتضمن الإصلاحات أيضًا ضوابط قيام المشغلين بتسجيل معلومات العملاء وبيانات الرهان، بالإضافة إلى حظر منصات الدفع مجهولة الهوية.