الروعة التى ظهر بها حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 على ضفاف نهر السين والذوق والشياكة أكدت الطابع الفرنسى بمشاركة قرابة 10 آلاف رياضى بالطبع لم تقلل من حدة القلق والتوتر التى يشعر بها الأبطال والبطلات الباحثون عن الذهب والفضة والبرونز الأولمبى مع اقتراب موعد المنافسات التى انطلقت صباح اليوم فى جميع اللعبات. وبلا شك أن الأمنيات والأحلام كبيرة فى قدرة البعثة المصرية المشاركة فى الأولمبياد الفرنسى وهى الأكبر عربيًا وإفريقيًا على مر التاريخ لتحقيق عدد وافر من الميداليات المرجوة تفوق ما أنجزناه فى طوكيو 2020 خاصة أن كل الظروف مهيأة أمام الفراعنة للوقوف على منصات التتويج ورفع علم مصر خفاقًا فى ذلك المحفل الرياضى الكبير بعد الدعم اللامحدود الذى قدمته الدولة ومؤسساتها المعنية للبعثة قبل السفر وبعده للعودة لأرض الكنانة مرفوعين الرأس وإسعاد الشعب المصرى بالذهب الأولمبى. أثق فى قدرة أبطال مصر على تحقيق ما وعدوا به قبل السفر للأولمبياد ومثلما أكد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة مرارًا أن الفراعنة سيحققون فى باريس ما يسعد المصريين وإن شاء الله يفرحونا ويفرحوا الشعب المصرى كله بالميداليات الأولمبية ويكتبوا تاريخهم بحروف من نور فى مدينة النور. عندما نتعمق ونشاهد الدورات والبطولات التى تنظمها بلدان العالم يجب أن نشعر بالفخر لأننا مصريون وأن نضع بلدنا فوق رؤوسنا لأنها بالفعل عظيمة وتمتلك قدرات كبيرة فى التنظيم الذى تفوق على ما شاهدنا فى اليورو الأخيرة بألمانيا من سوء تنظيم أو فى كوباأمريكا من شغب جماهيرى ومآسٍ، ومن هنا يتولد لدينا إحساس قوى أن مصر تستطيع بإذن الله تنظيم دورة ألعاب أولمبية فى المستقبل القريب بشكل أفضل مما شاهدناه فى دورات مماثلة بفضل رؤية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية الذى يخطط دائمًا لهذا الحلم بتدشين المنشآت والمدن الرياضية فى كل مكان لتصبح «أم الدنيا» قبلة العالم عن جدارة فى السنوات الأخيرة. البعض ممن ينبهرون بالغرب ويركزون على غلطة أو خطأ لا ترى أعينهم عن جهل الإنجاز والإبداع والروعة فى تنظيم البطولات والأحداث الكبرى التى استضافتها مصر وأن بلدنا دائما تفتح ذراعيها لاستقبال أبناء القارة السمراء مثلما حدث فى كأس الأمم الإفريقية للكبار عندما عجزت الكاميرون عن التنظيم لتبهر مصر العالم فى 6 شهور فقط بروعة التنظيم 2019 ومثلما حدث فى وقت أزمة جائحة كورونا عندما أغلقت دول العالم أبوابها أمام الرياضيين ليجدوا «أم الدنيا» حاضرة وجاهزة وقادرة على احتضانهم فى جميع بطولات العالم لمختلف اللعبات لتثبت أنها بلد الأمن والسلام. يجب أن نحب بلدنا ونحافظ عليها لأنها الحضن الدافئ والملاذ الآمن للجميع وستظل بعون الله محروسة دائمًا. المنتخب الأولمبى لا بد أن يتدارك الأخطاء التى وقع فيها فى مباراته الأولى بالأولمبياد أمام الدومينيكان، التى انتهت بالتعادل السلبى قبل لقائه اليوم مع أوزبكستان الذى لا بديل عن الفوز بنتيجته اذا ما أردنا الذهاب بعيدًا فى تلك البطولة، الشكل العام للفراعنة الصغار فى اللقاء الأول لم يكن الأفضل بل كانت هناك أخطاء كثيرة وظهر الخواجة ميكالى عاجزًا أمام حالة التراجع الرهيب لنجومنا، خاصة زيزو الذى لم يكن فى مستواه المعهود. ليس عيبًا أن نتعلم من أخطائنا ولكن العيب كل العيب أن نظهر بنفس الأخطاء فى مباراة اليوم أمام أوزبكستان ووقتها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب. منتخب المغرب الأولمبى استعان بأفضل العناصر من الكبار لدعم صفوفه مثل أشرف حكيمى نجم باريس سان جيرمان الفرنسى وسفيان رحيمى نجم العين الإماراتى وحارس نهضة بركان ليحقق انتصارًا تاريخيًا على الأرجنتين فى ضربة البداية الأولمبية ليؤكد ان الحدوتة تكمن فى الاتحاد المغربى لكرة القدم الذى يعمل ويخطط من أجل مصلحة بلده وللأسف الاتحاد المصرى بعيد تمامًا ويحتاح لهزة قوية من أجل الفوقان ولكن هل تأتى بعد فوات الأوان. لو خرج المنتخب الأولمبى من دور المجموعات -لا قدر الله- ستكون صدمة قوية للشارع الكروى المصرى لأن الآمال كانت ولا تزال كبيرة على كتيبة ميكالى فى التأهل، خاصة بعد وقوعنا فى مجموعة ليست بالصعبة بوجود الدومينيكان وأوزبكستان والاستثناء الوحيد هو الإسبان. مازالت ردود الأفعال بعد مباراة الأهلى وبيراميدز مولعة والتحفيل والخناقة عبر الفيسبوك ومواقع التواصل أكثر اشتعالًا خاصة أن عقوبات لجنة المسابقات بالرابطة لم تنجح فى إقناع الجمهور المؤيد للأهلى أو المتعاطف مع بيراميدز، الأزمة الحقيقة أن الكلام عما حدث بعد المباراة خارج المستطيل الأخضر أكثر من الحديث عن الفنيات وأسباب فوز الأهلى وخسارة بيراميدز للمباراتين وأصبح الشيبى والشحات أبطالًا للأحداث ودخل مروان حمدى على خط الانفلات قبل أن يعود معتذرًا ومازالت الكرة فى ملعب لجنة الانضباط لتضبط إيقاع ملاعبنا بعقوبات رادعة بعيدًا عن قعدات عرب الجبلاية التى تسببت فى زيادة الأوجاع. فوز الأهلى بالمباراتين على بيراميدز واقترابه الكبير من لقبه المفضل الدورى يؤكد أن الفريق مركز جدًا ولديه إدارة واعية محترفة توفر لبن العصفور والأهم جماهير بالملايين تدعمه فى كل مكان حتى لو تم زيادة تذاكر المدرجات أضعافًا مضاعفة وأن اللعب على الفوز والألقاب حتى لو كانت بطولة ودية هو الدستور الذى يسعى الجميع داخل المنظومة الحمراء للسير على بنوده من جيل الى جيل.