كتبت :أسماء ياسر فى قلب الساحل الشمالى ينبض «معرض ديارنا» بروح الإبداع والتراث، جامعًا بين الحرف اليدوية المصرية الأصيلة والتصاميم الحديثة فى أجواء مليئة بالحيوية والجمال، تحت شعار « مصر بتتكلم حرفى» يجذب المعرض أنظار الزوار من كافة الأعمار، حيث تتحول كل زاوية إلى حكاية فنية ترويها أنامل ماهرة، ومنذ انطلاقه أصبح «ديارنا» منصة تجمع بين الماضى والحاضر، ليأخذ زواره فى رحلة عبر الزمن، مستعرضًا تنوع الثقافة المصرية فى مشهدٍ ساحر لا يُنسى.. وتواصل الدورة ال 67 للمعرض فعالياتها بمنطقة مارينا 5 بالساحل الشمالي، والتى تُقام تحت رعاية د. مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي، ويستقبل المعرض الجمهور حتى 5 سبتمبر المقبل. يشارك فى معرض «ديارنا» 400 عارض يتناوبون على ثلاث فترات ويتنافسون على المهارة والإبداع، ويعرضون منتجاتهم اليدوية المحلية التى تحكى قصص التراث المصري، وهى عبارة عن السجاد والكليم، والزجاج الملون والمعشق، ومنتجات الخوص، والمفروشات والملابس القطنية، والإكسسوار والفضة، والمنتجات الخشبية والنحاسية، والجلود، والعطور، وغيرها من المنتجات التراثية صديقة البيئة والمنتجات متناهية الصغر من الأسر المنتجة والتعاونيات الإنتاجية و»مشروع مستورة» المُمول من بنك ناصر الاجتماعي، بالإضافة إلى صندوق تنمية الصناعات الريفية والبيئية ومنتجات الاتحاد التعاوني. وكان معرض « ديارنا» قد أنهى فترته الأولى، لتبدأ الفترة الثانية أمس وتستمر حتى 15 أغسطس، على أن تكون الفترة الثالثة من 16 أغسطس وحتى 5 سبتمبر نهاية فترة المعرض.. ويُقام المعرض على مساحة 2100 متر مربع ويقدم العديد من الخدمات منها: سحب يومى لثلاثة زوار يُمنح كل فائز قسيمة شراء بقيمة 1000 جنيه، كما يتم توفير كافة وسائل الشراء للسادة الزوار من ماكينات صرف آلي، فضلًا عن توفير خدمة الإنترنت المجانى داخل المعرض للعارضين والزوار. ويُعد «معرض ديارنا» من أكبر معارض الحرف اليدوية فى مصر، حيث يستضيف حرفيين من جميع أنحاء الجمهورية لدعم الاقتصاد الإبداعى وتمكينهم من الوصول إلى أسواق جديدة وتحقيق فرص مبيعات مباشرة، فمنذ انطلاقه فى عام 1964 يمثل المعرض نقطة ارتكاز ثقافية فى الساحل الشمالي، ويحتفى بالفنون الأصيلة ويقدم فرص بيع مباشرة لأصحاب الحرف اليدوية لمدة 60 يومًا. إحياء التراث فى قلب معرض «ديارنا» النابض بالإبداع والتراث، تخطف الأزياء المصرية والتراثية الأنظار بأناقتها وجمالها الفريد، هذه التصميمات التى تستلهم من التاريخ العريق لمصر، تأخذ الزوار فى رحلة عبر الزمن، حيث تتجسد الحرف اليدوية فى قطع فنية مبهرة، بمجرد أن تطأ قدماك أرض المعرض تجد نفسك محاطًا بألوان زاهية وأنماط مدهشة تعبر عن الروح الأصيلة للحرف المصرية، أزياء « مرح هاند ميد» كل قطعة تروى قصة فريدة من نوعها، مشغولة بحب وعناية بأيد حرفية ماهرة تحرص على إبراز التراث المصرى بلمسات عصرية فى مزيج ساحر من القديم والجديد يقدم تجربة بصرية لا تُنسى، ويعكس ثراء وتنوع الثقافة المصرية التى تتجلى فى كل خيط وكل تطريز. فى جناحها بمعرض «ديارنا مارينا» توضح ناهد أمين محمد صاحبة المشروع الناجح «مرح هاند ميد» أن فكرة مشروعها جاءت من حبها الشديد للأزياء التراثية المصرية، قائلة: «كنت أحب المنتجات التراثية منذ صغرى وأصمم ملابسى بنفسي»، وبدأت القصة عندما زارت معرض ديارنا لأول مرة كزائرة فى عام 2016، أعُجب الكثيرون بملابسها التراثية وسألوها من أين تشتريها، وعندما أخبرتهم بأنها هى من تصممها، نصحوها بالاشتراك فى المعرض، وهكذا بدأت فى الاشتراك فى ديارنا وعرض تصاميمها التى لاقت استحسان الجميع وتم بيعها بالكامل. وتقدم ناهد مجموعة متنوعة من الأزياء تشمل: الفساتين والبلوزات والجواكت العصرية ولكنها تتميز باللمسات اليدوية التراثية المصرية، وتصمم أيضًا الأزياء التراثية مثل: الملك الصعيدي، ولكن بلمسة عصرية تجعلها مناسبة للاستخدام اليومي. ومنذ انطلاق مشروعها شاركت ناهد فى «معرض ديارنا» سنويًا منذ عام 2016 وحتى الآن، وتؤكد أن معرض ديارنا كان السبب الأساسى فى تسويق منتجاتها والنجاح فى انتشارها خاصةً بين العديد من الشخصيات البارزة مثل الوزراء والفنانين. وتعترف ناهد بأن الأسعار تضاعفت بسبب الزيادة الكبيرة فى تكاليف الإنتاج، ولكنها تحاول دائمًا أن تحافظ على أسعار معقولة لتكون فى متناول الجميع، وتحلم ناهد بأن تصل منتجاتها إلى الأسواق العالمية من خلال المشاركة فى معارض خارج مصر والتصدير للدول الأخرى. اقرأ أيضًا | بكلية التدريب والتنمية ..أكاديمية الشرطة تختتم الدورة التدريبية الثالثة عشرة إبداع مصرى يقول سيد إبراهيم فنان الزجاج اليدوى وصاحب «كايرو آرت جلاس» : إن مهنة صناعة زجاج البايركس أساسها الأجهزة العلمية والمعملية فى المختبرات سواء فى الجامعات أو معامل التحاليل، ويتم استخدام زجاج بايركس تشيكى المنشأ كالمادة الخام لهذه الصناعة، مضيفًا : أن عملية تشكيل هذا الزجاج تتطلب درجات حرارة تصل إلى 1800 درجة مئوية، حيث نستخدم موقد نار مزودا بثلاثة خراطيم لضخ الأوكسجين والغاز وضغط الهواء للوصول إلى الحرارة المطلوبة. ويسترسل سيد فى الحديث عن التطوير والإبداع قائلًا: «عملية تشكيل القطع تتم يدويًا بدون استخدام أى آلة أثناء التصنيع سواء كان التصميم الرسم بارزًا أو بسيطًا بعد التشكيل، نلون الزجاج باستخدام ألوان ألمانية تدخل الفرن على درجة حرارة 800 درجة مئوية، هذا يضمن نضج اللون الذى لا يتأثر بالحرارة أو الغسيل أو الكحت، بعد التلوين نزين القطع بحروف عربية أو نضيف حفراً على الحجر ونزينها بماء الذهب عيار 12 ثم تدخل الفرن مرة أخرى على درجة حرارة 600 درجة مئوية لتثبيت الذهب على القطع». ويتابع سيد: «بدأنا فى التوسع بالسوق المحلى والدولى ووزعنا منتجاتنا فى مناطق سياحية مثل: شرم الشيخ، الأقصر، أسوان، ومرسى علم، ثم اتجهنا نحو المعارض الدولية وشاركنا فى 14 دولة حول العالم، كما افتتحنا فرعًا فى مول العرب للتعامل مع السوق المصري، خاصًة بعد جائحة كورونا التى أثرت على التصدير والمعارض الدولية». ويؤكد سيد أن المعارض المحلية مثل: ديارنا وتراثنا بدعم من وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الصناعة وجهاز تنمية المشروعات قدمت لهم فرصة ذهبية لعرض منتجاتهم فى مواقع مميزة يصعب الوصول إليها بأجر رمزي، كما ساعدتهم كثيرًا فى تعزيز وجودهم فى السوق المحلي، مضيفًا : أنهم شاركوا أيضًا فى معارض دولية مدعومة من جهاز تنمية المشروعات مثل: إيطاليا والسعودية.