طوال 75 عامًا ومنذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، كانت العلمين مدينة «الموت» بسبب الألغام التى خلفتها المعركة الحاسمة التى دارت على أرضها بين دول المحور بقيادة رومل ودول الحلفاء بقيادة مونتغمري، حيث حسمت «العلمين» الحرب العالمية بانتصار الحلفاء بعد أن راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والمصابين والمفقودين فى الصحراء الغربية، ولكن ترك الحلفاء «العلمين» غارقة فى بحور من الألغام على مساحات شاسعة من الأراضى والتى أوقفت عملية التنمية واستغلال موارد هذه المنطقة الرائعة على ساحل المتوسط، وطوال السنوات التى أعقبت الحرب العالمية الثانية، حتى 2018 حاولت الدولة المصرية إقناع دول الحلفاء بإزالة الألغام دون جدوي، بل ورفضوا منحنا خرائط هذه الألغام، إلى أن اتخذ الرئيس السيسى قبل ست سنوات قرارا بإنشاء مدينة العلمين الجديدة على مساحة 48 ألف فدان وتطهير المنطقة من الألغام، ووضعت القيادة السياسية رؤية شاملة لتنمية غرب مصر، من خلال مشروعات قومية عملاقة ومدن سكنية ومشروعات سياحية وجامعات تكنولوجية واستيعاب ثلاثة ملايين مصرى للحياة فيها، وأن تكون «العلمين» مدينة تنبض بالحياة طوال العام وليس شهور الصيف فقط. وعندما تزور العلمين الجديدة لن تصدق، أن هذه المدينة التى كانت قبل ست سنوات مدينة مليئة بالألغام أصبحت مدينة للأحلام والأنغام والموسيقى والحياة، وتنقسم المدينة إلى ثلاث شرائح، الأولى «ساحل عالمى ممتد بطول المدينة على ساحل البحر ويتكون من حى الفنادق والذى يضم أحدث وأفخم الفنادق العالمية ومركز المدينة وحدائق العلمين والمنطقة الترفيهية والممشى السياحى ومراكز تجارية ومعارض وملاهى وسينمات ومسارح»، والشريحة الثانية «التاريخية والتراثية»، والثالثة السكنية تضم أكثر من 37 ألف وحدة سكنية ب18 برجا وعمارات الدون تاون والحى اللاتينى وكمبوند يتكون من شاليهات وفيلات بالإضافة إلى إسكان مميز وسكن مصر. لابد أن تشعر بالانبهار وأنت تشاهد العلمين الجديدة ، والتى أصبحت عاصمة مصر الصيفية ففيها المقر الصيفى للحكومة، وجامعات حديثة، مثل جامعات العلمين الدولية للعلوم والتكنولوجيا والأكاديمية العربية لعلوم التكنولوجيا والنقل البحري. لن تصدق أن مدينة الألغام على مدار سنوات طويلة أصبحت أول وأكبر مدينة سياحية واقتصادية صديقة للبيئة من الجيل الرابع، كما أصبحت قبلة للسائحين، وللأنغام والموسيقى والثقافة والفنون والرياضة حيث تشهد حاليا للعام الثانى على التوالى «مهرجان العلمين» والذى استقطب كبار المطربين فى حفلاته مثل «الكينج والساهر وماجد الرومى والهضبة» ونجوم السينما يعرضون أفلامهم ويقدمون مسرحياتهم لزوار المدينة الساهرة والساحرة.