هل يقتل الحزن صاحبه ؟ .. الإجابة العلمية والمنطقية هي نعم، من الممكن أن يتسبب الحزن وتراكم المواقف السلبية والإحباطات ومشاعر الخذلان المتتالية في ذبح القلب حرفيًا، وجعله ينزف ببطء حتى الموت. الحزن القاتل متعارف عليه طبيًا باسم «متلازمة القلب المنكسر» وهي حالة مَرَضية تصيب القلب وتحدث غالبًا بسبب التعرض لمواقف مثيرة للتوتر ومشاعر شديدة الوطأة. ويمكن أن تحدث هذه الحالة أيضًا بسبب الإصابة بأمراض جسدية أو جراحات خطيرة. وتكون متلازمة القلب المنكسر مؤقتة عادةً ، لكن قد يستمر الشعور بالإعياء بعد شفاء القلب لدى البعض. غالبًا يسبق متلازمة القلب المنكسر حدث بدني أو عاطفي بالغ الأثر، فأي شيء ينتج عنه رد فعل عاطفي قوي قد يسبب حدوث هذه الحالة. ومن الأمثلة على ذلك التعرض لحالة من الحزن الشديد نتيجة وفاة شخص عزيز أو أي صورة أخرى من صور الفقد، والدخول في صراع نفسي نتيجة ضغوط يمارسها بعض الاشخاص على هذا الشخص بشكل متكرر ومستمر. قد يزيد التوتر المزمن من مخاطر الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر. ويمكن لاتخاذ خطوات السيطرة على التوتر العاطفي أن تحسن صحة القلب ويمكن أن تساعد في الوقاية من متلازمة القلب المنكسر. ما حدث مع اللاعب احمد رفعت تجسيد حقيقي لمتلازمة القلب المكسور، فهذا اللاعب كما قال بلسانه أنه تعرض لضغوط نفسية لم يتعرض لها انسان وليس لاعب كرة، وهذه الضغوط النفسية هزمت قلبه وأنهكته بصورة جعلته غير قادر على الاستمرار في أداء وظيفته. لا تستهينوا بالتوتر والشعور بالقهر والظلم، فهذه الامراض النفسية تتحول سريعًا لأمراض عضوية قاتلة ، فجسد الانسان أشبه بشبكة كهربائية من الخلايا الدقيقة المرتبطة ببعضها البعض، قد يؤدي القصور في احدى الخلايا إلى خلل شامل في جميع الوظائف ويعقبها انهيار كامل في الجسد. أصبح من المعتاد أن نسمع يوميا عن اشخاص فارقوا الحياة بشكل مفاجئ دون أن يكون لهم تاريخ مرضي أو يعانون من أي مشكلات صحية. التفسير الواضح قدمته لنا حالة اللاعب أحمد رفعت وهي أن هناك بعض الاشخاص يعيشون حولنا وقلوبهم مثقلة بالهموم والاحساس بالعجز وقلة الحيلة ، وهذا الاحساس يتحول مع الوقت إلى سم بطيئ المفعول يتسرب إلى القلب وينهكه تدريجيًا حتى يقضي عليه في النهاية كليُا. السؤال الآن هل هناك علاج فعال لمتلازمة القلب المكسور؟ الاجابة الطبية لا يوجد حتى الآن علاج محدد لمتلازمة القلب المكسور، غير أن المصاب بحاجة لرعاية طبية بأحد المستشفيات، فقد يكون العلاج مشابهًا للعلاج المستخدم في حالات النوبة القلبية مثل مدرات البول ، وعلى المريض أن يظل تحت إشراف طبي إلى أن يتم تشخيص الحالة بدقة ومن ثم التعافي. وهناك علاج آخر قد يكون أكثر فاعلية وهو العمل على رفع الظلم الواقع على هؤلاء الاشخاص، والتخفيف من شعورهم بالقهر وقلة الحيلة. امنحوهم الفرصة للكلام والتعبير عما يحتفظون به في قلوبهم العليلة .. هنا فقط قد ترتاح قلوبهم وتعرف معنى الراحة والسكينة.