كتب محمد حامد: يُعد لقاء إسبانيا وإنجلترا صدامًا تكتيكيًا بين مدرستين مختلفتين، ومن التناقض تحضر المتعة لمحبى التفاصيل الخططية فى المواجهات التى تكون بين فريقين كل منهما ينتهج طريقة لعب مختلفة عن الآخر، وبالطبع لا توجد متعة تضاهى مباراة بين فريقين يلعبان بأسلوب هجومى دون تعقيد، إلا أن التناقض والتباين بين مدرستين يُظهر الكرة وكأنها علم منفصل بذاته يحتاج لدراسة، وهو أمر متوقع رؤيته فى مباراة نهائى اليورو. أما منتخب إنجلترا، فمعهود عنه قديمًا أنه يقدم مدرسة كلاسيكية تقليدية معتمدة على الكرات الطولية والمهاجم التقليدى الذى يقتنص الكرات العرضية واللعب البدنى الحاد، هذا الجانب لم يعد قائمًا بشكل كبير فى أغلب المدارس الكروية، وأصبح هناك فلسفة مختلفة تعتمد بشكل أكبر على اللعب على تمريرات أرضية قصيرة لفتح المساحات فى دفاع الخصم. المنتخب الإنجليزى لا توجد له هوية مميزة مع مدربه جاريث ساوثجيت، لم يقدم طوال البطولة أداءً مقنعًا، حضرت الفاعلية فى بعض المباريات بأهداف حاسمة أشبه بالصدمة ساعدت على التأهل من دورٍ لآخر، إلا أن الإقناع لم يكن حاضرًا. تُعد مباراة نصف النهائى أمام هولندا الأفضل للإنجليز من حيث الإيقاع، بدأ منتخب الأسود الثلاثة البطولة بطريقة 3/3/4، ثم اعتمد فى مباراتى دور الثمانية ونصف النهائى طريقة 3/4/3. المحرك الرئيسى لهجمات الفريق هو الثنائى فيل فودين وجود بلينجهام، اللذان يقومان بدور صناعة اللعب تحت المهاجم كين، ويتبادلان التمركز يمينًا ويسارًا لإحداث ارتباك فى تمركزات مدافعى الخصم. ويقوم الثنائى ساكا وتربيير بدور ظهيرى الجنب يمينًا ويسارًا فى الدفاع ويعودان كظهرين، وفى الهجوم يتحولان كجناحين. ومن ثلاثى الدفاع يتواجد والكر الذى يستطيع اللعب كظهير أيضًا، لذا فى حالة الهجوم يتحول لظهير أحيانًا وينضم ساكا لمهام هجومية أكثر مع فودين وبيلينجهام وكين. أما المنتخب الإسبانى مع مدربه دى لافوينتى، فيقدم كرة أكثر تنوعًا، واضحة، بها من السلاسة ما يكفى ويُقنع، يلعب الماتادور بطريقة 3/3/4، ثلاثى خط الوسط «رودرى ورويز وأولمو» يتحكمون فى رتم وإيقاع المباراة بالاستحواذ السلبى أحيانًا لامتصاص حماس الخصم، وإيجابى أحيانًا أخرى ينتج عنه تسجيل أهداف. أما عن الجناحين، يامال وويليامز، فيمتلكان جودة فنية ومهارة وسرعة وقدرة على التسجيل وصناعة الأهداف، ومن الصعب إيقافهما مع تنوع أسلوبهما وخطورتهما فى العمق.