سر التفاف المصريين حول الرئيس السيسى هو إيقاظ الروح الوطنية فى النفوس، والتذكير بأن مصر دولة عظيمة وكبيرة ولها من الأمجاد ما يستحق أن نحافظ عليه، ونضحى من أجله بالأرواح. ولم تكن الهوية الوطنية مجرد شعار، وإنما برنامج عمل شاق لاستعادة قوة الدولة التى تُلزم الجميع باحترامها، ولن يأتى الاحترام إلا بالاحتفاظ بمكونات القوة والتفرد. وكانت الطريق الى استعادة مصر القوية يمر عبر سنوات شاقة من العمل والإنجازات وتعظيم مفهوم الاحترام، والدول مثل البشر لا يُبنى احترامها إلا على عوامل قوتها ووقوفها على قدميها. ويرسخ الرئيس قاعدة رضاء المصريين جميعا ، وأن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الوطنية، تصدى لهم عقلاء الأمة، فخاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدة الصف. واعتاد المصريون قبول الآخر، واكتسبوا قوتهم تحت مظلة التسامح، ولم يمارسوا الإقصاء أو الإبعاد أو الاضطهاد السياسى أو الديني، ويلجأون فى ذروة الأزمات للقواسم المشتركة ،ويحتمون بالمخزون الاستراتيجى لهويتهم الوطنية. وكان طبيعياً أن يحتمى المصريون بهوية الوطن فى زمن الإخوان، بعد أن أدركوا أن استغلال الغرب لقضايا الفتنة الدينية ،يأتى من باب المزايدة وأوراق سياسية للضغط على مصر، ولا علاقة له بمزاعمهم عن الحريات وحقوق الانسان. لم يعرف عن المصريين منذ دخول الإسلام قسمتهم بين المذاهب الخلافية، المصرى غير قابل للتصنيف على الهوية الدينية، ولم يلجأ فى يوم من الأيام إلى الاقتتال الدينى بسبب اختلاف المذاهب. ولم ينجح مشايخ الإرهاب فى تقسيم المصريين إلى «رويبضة» مصيرهم النار، و«مؤمنين» يدخلون الجنة، ومصر هى وطن التسامح والتعايش والمحبة والسلام ولم تعترف بتقسيماتها الإرهابية المجحفة.. وقاوموا من يقترب من هذا المخزون الاستراتيجى، ويؤجج الفتن والصراعات. وإذا كان الدفاع عن مصر «لا يعجب البعض» فأهلا به، وإذا كان الهجوم عليها شجاعة فبئسها، فمصر هى الشعب والأرض والدولة.. الشعب الذى تنبع هويته من التلاحم السلمى بين الحضارات والأديان، وفشلت محاولات جره لأتون الصراع الطائفى، ورفض المصريون أن يكونوا وقودا لحروب دينية، مثل التى تحرق دول الجحيم العربى. مصر هى التى يعيش فيها كل أبناء البلدان الأخرى الذين ضاقت بهم الأرض،بعد أن كانوا أعزاء وغدرت بهم الأيام، وسحقتهم قوى الشر وعندما طرقوا أبوابنا فتحنا لهم ورحبنا بهم، شرط الالتزام بقوانين الدولة . مصر هى الأرض، التى سعت الجماعة الإرهابية إلى التفريط فيها، وتصدى لها جيشها العظيم، وبالمناسبة فهذا الجيش الذى يروى ثراها بالدماء، لا يعرف التفريط فى شبر واحد من أرضها، ولم يكن قادته فى يوم من الأيام، إلا حراسا أمناء على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، وتحطمت على صخرته مؤامرات التقسيم والتفريط .