تُعد مصر، واحدة من أكبر المراكز العالمية لصناعة تكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها، وكذا الخدمات المُعتمدة على الإبداع التكنولوجي، كما وتعتبر موطنًا عالميا للشركات متعددة الجنسيات والرائدة عالميًا، والمتخصصة في تقديم خدمات تعهيد نظم الأعمال BPO ، وتعهيد تكنولوجيا المعلومات ITO. وفي هذا الصدد، أعد الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. تقريرا حول "صناعة التعهيد في مصر"، واستعرضه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وقد تناول بالشرح والتحليل صناعة التعهيد في مصر، وقد أشار إلى أن مصر، تعد واحدة من أفضل مقاصد تقديم خدمات التعهيد، وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود والمنوطة بها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. - ماهي صناعة التعهيد؟ التعهيد هو تكليف من طرف خارجي (موّرد خدمات) بتنفيذ بعض أو كل وظائف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي كانت سابقًا تُدار داخليًا من قبل مورد الخدمة، وتشمل هذه تطوير البرمجيات، وإدارة البنية التحتية للتكنولوجيا، وخدمات الدعم الفني، والعمليات الإدارية، وغيرها من المهام المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. والهدف الرئيسي من تعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات، هو الاستفادة من الخبرات والموارد الخارجية لتحقيق وفورات تكليفية، وتحسين الجودة، والتركيز على الكفاءات الأساسية للمنظمة، علما بأن صناعة التعهيد في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، واحدة من أبرز الاتجاهات العالمية في مجال إدارة التكنولوجيا. اقرأ أيضا: في أول اجتماع عقب تشكيلها.. الحكومة تصدر 11 قرارا - نجاحات مصرية بصناعة التعهيد هذا وقد جاءت مصر في المركز الثالث عالميًا في "مؤشر الثقة في مواقع تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود 2023"، صعودًا من المركز 11 خلال عام واحد، كما تمكنت من اجتذاب العديد من الشركات العالمية لإنشاء فروع لها في مصر، وبلغ معدل نمو قطاع خدمات التعهيد في مصر بلغ 54.2% في العام المالي 2023/2022، لتسجل قيمة مضافة للقطاع بنحو 3.7 مليار دولار. وفي هذا الشأن، أكد د. عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على أن الدولة تسير فى مخطط تنفيذ استراتيجية تنمية صناعة التعهيد، التى تهدف إلى جذب مراكز التميز للشركات العالمية، وزيادة عدد المهنيين المستقلين، موضحا أن عدد شركات التعهيد التى تم إبرام عدد من الاتفاقات بلغ 74 شركة لتعيين 60 ألف متخصص في التعهيد منذ منتصف عام 2022، كما تمت إضافة 17 شركة عالمية جديدة فى السوق المصرية فى مجال التعهيد منذ نوفمبر 2022، والتي تتنوع أنشطتها ما بين خدمات تكنولوجيا المعلومات، وإجراءات أعمال الشركات، والبحث، والتطوير الهندسي. وفي عام 2022، أطلقت مصر استراتيجيتها الرقمية لصناعة التعهيد لتحقيق أهداف طموحة خلال الفترة 2022-2026، وهذه الاستراتيجية تهدف إلى مضاعفة حجم الصادرات المصرية من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود، وتضمنت الاستراتيجية عددًا من المبادرات منها تقديم حزمة حوافز جديدة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتوسع في الاستثمارات القائمة في هذا القطاع لتعزيز طاقاته الإنتاجية. هذا بالإضافة إلى تمكين الشركات المحلية وتشجيع إنشاء أعمال جديدة في هذا المجال، مع تعزيز تنافسية مصر في مجالات البحث والتطوير وخدمات القيمة المضافة ذات الصلة. - مستقبل صناعة التعهيد في مصر وبحسب تحليلات خبراء تكنولوجيا المعلومات والتقارير الدولية، لمستقبل صناعة التعهيد في مصر، فهناك فرص نمو كبيرة لصناعة التعهيد في مصر في السنوات المقبلة، وذلك لعدة أسباب: 1. الكفاءات البشرية المؤهلة تمتلك مصر الكوادر البشرية المُدربة والمؤهلة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، وهذا يعد ميزة تنافسية للبلاد في جذب مزيد من مشاريع التعهيد. 2. التكلفة التنافسية تتمتع مصر بتكلفة منخفضة للخدمات مقارنة بوجهات أخرى مثل الهند وأوروبا، مما يجعلها وجهة جذابة للشركات الأجنبية. 3. دعم الحكومة تولي الحكومة المصرية اهتمامًا كبيرًا بتطوير صناعة التعهيد، من خلال تحسين البنية التحتية الرقمية وتوفير الحوافز للمستثمرين. كما تستهدف زيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي. 4. نمو الطلب العالمي يتوقع الخبراء ازدياد الطلب العالمي على خدمات التعهيد في السنوات المقبلة بسبب التحول الرقمي السريع الذي يشهده العالم، خاصة بعد الجائحة، وهذا يخلق فرصًا كبيرة لمصر لاستقطاب المزيد من المشاريع. 5. التنوع في القطاعات يشمل التعهيد في مصر مجالات متنوعة كالبرمجيات والخدمات المالية والرعاية الصحية، مما يعزز قدرتها على الاستجابة للاحتياجات المختلفة للأسواق العالمية والقدرة على استيعاب كافة أوجه صناعة تكنولوجيا المعلومات. و يرى الخبراء، أن مصر لديها إمكانات كبيرة لتصبح وجهة رائدة للتعهيد بالعالم، وقد ذكر تقرير مركز معلومات الوزراء، أيضا أبرز ما تتمتع به مصر من سمات فريدة، ومنها توافر الكوادر الشابة التي تمتلك المهارات اللغوية، والرقمية، بالإضافة إلى البنية التحتية الداعمة لصناعة التعهيد في مصر، فضلًا عن المزايا التنافسية التي تمتلكها الدولة المصرية، والتي تدعم قدرتها على تحقيق ريادة عالمية في مجال صناعة التعهيد؛ مما عزز مكانتها كسوق جاذبة، ومستهدفة لصناعة التعهيد.