«لكل أجل كتاب» و«أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة».. صدق الله العظيم.. حياة الإنسان فى هذه الدنيا عبارة عن رحلة قصيرة ينتهى أجله عندما يعبرها.. فلا يتأخر.. ولا يتقدم.. فموعد الرحيل مقدر ومكتوب.. أقول ذلك ونحن ننعى فقيد الرياضة والرياضيين وفقيد الشباب اللاعب الراحل أحمد رفعت لاعب مودرن فيوتشر الذى وافته المنية صباح أمس عن عمر 31 عامًا بعد صراع استمر أربعة أشهر مع المرض.. فقد تعرض أحمد رفعت لتوقف عضلة القلب أثناء مباراة فريقه مع الاتحاد السكندرى فى أول يوم من شهر رمضان الماضى ودخل اللاعب فى غيبوبة لعدة أيام وقتها.. لكن سبحان الله عاد مرة أخرى للحياة وبدأ يمارس عاداته بشكل طبيعى تحت إشراف الفريق الطبى، ومنذ عدة أيام وبالصدفة وجدت الراحل فى برنامج رياضى مع الزميل المهنى إبراهيم فايق.. انتابتنى الدهشة للوهلة الأولى لوجوده على الشاشة.. لكنى وجدت نفسى أستمع لكلامه بتركيز شديد.. حيث كان يتكلم بطلاقة وقد ترك المذيع له المجال للاسترسال دون مقاطعة.. وكيف أنه يحلم بأن يعود للعب بالكرة مرة أخرى.. وكيف أن تجربة المرض جعلته يغير الكثير من أفكاره وأن يعمل دائما الخير دون أن ينتظر المقابل.. فهو لا ينسى دعوات كل المصريين له بالشفاء وقت محنة الغيبوبة.. وأنه شاهد الفرحة بعيون أمه عندما أفاق للوهلة الأولى.. وأن الله عز وجل استجاب لدعاء ست الحبايب وقتها فعاد للحياة.. ورغم حالة التفاؤل التى صاحبت مرض أحمد رفعت فإن قلبه توقف فجأة مرة أخرى.. لكن هذه المرة توقف بلا عودة. رحمة الله على اللاعب الراحل وصاحب الموهبة الفنية المميزة وأفضل جناح أيسر بين أقرانه.. وألهم الله والديه وأهله الصبر والسلوان. .. تبقى كلمة.. هل الحياة تستحق منا كل هذا التكالب والصراع على دنيا فانية؟! إنا لله وإنا إليه راجعون.