بكام الفراخ النهارده؟ أسعار الدواجن والبيض في أسواق وبورصة الشرقية الأربعاء 12-11-2025    الشرع يجيب على سؤال: ماذا تقول لمن يتساءل عن كيفية رفع العقوبات عنك وأنت قاتلت ضد أمريكا؟    الحصر العددي لأصوات الناخبين بالدائرة الرابعة مركز إدفو في أسوان    مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قريتين فلسطينيتين في الضفة الغربية    دقائق أنقذت السكان من الموت، انهيار عقار مكون من 8 طوابق بمنطقة الجمرك بالإسكندرية    زفاف الموسم يشعل السوشيال ميديا.. نجوم الفن يتسابقون لتهنئة مي عز الدين بزواجها من أحمد تيمور    «زي النهارده».. وفاة الفنان محمود عبدالعزيز 12 نوفمبر 2016    «زى النهارده».. استخدام «البنج» لأول مرة في الجراحة 12 نوفمبر 1847    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    رئيس الوزراء: استثمارات قطرية تقترب من 30 مليار دولار في مشروع "علم الروم" لتنمية الساحل الشمالي    عيار 21 يسجل رقمًا قياسيًا.. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    تحقيق عاجل من التعليم في واقعة احتجاز تلميذة داخل مدرسة خاصة بسبب المصروفات    مي سليم تطرح أغنية «تراكمات» على طريقة الفيديو كليب    أمطار وانخفاض درجات الحرارة.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم وغدًا    موعد بداية ونهاية امتحانات الترم الأول للعام الدراسي الجديد 2025-2026.. متى تبدأ إجازة نصف السنة؟    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم توك توك وتروسيكل بالخانكة    انقطاع التيار الكهربائي بشكل الكامل في جمهورية الدومينيكان    الزراعة: السيطرة على حريق محدود ب "مخلفات تقليم الأشجار" في المتحف الزراعي دون خسائر    سبب استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان وحقيقة تدخل حسام حسن في إقصاء اللاعب    رسميًا.. موعد إعلان نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025 المرحلة الأولى    استقرار نسبي في أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري مع تراجع طفيف للدولار    تسع ل10 آلاف فرد.. الجيش الأمريكي يدرس إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من غزة    قلبهم جامد.. 5 أبراج مش بتخاف من المرتفعات    موسكو تحذر من عودة النازية في ألمانيا وتؤكد تمسكها بالمبادئ    نيوسوم يهاجم ترامب في قمة المناخ ويؤكد التزام كاليفورنيا بالتكنولوجيا الخضراء    لتجنب زيادة الدهون.. 6 نصائح ضرورية للحفاظ على وزنك في الشتاء    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    قبل غلق اللجان الانتخابية.. محافظ الأقصر يتفقد غرفة العمليات بالشبكة الوطنية    الحسيني أمينا لصندوق اتحاد المهن الطبية وسالم وحمدي أعضاء بالمجلس    اتهام رجل أعمال مقرب من زيلينسكي باختلاس 100 مليون دولار في قطاع الطاقة    «الجبهة الوطنية» يُشيد بسير العملية الانتخابية: المصريون سطروا ملحمة تاريخية    مختصون: القراءة تُنمّي الخيال والشاشات تُربك التركيز.. والأطفال بحاجة إلى توازن جديد بين الورق والتقنية    جناح لجنة مصر للأفلام يجذب اهتماما عالميا فى السوق الأمريكية للأفلام بلوس أنجلوس    مواجهة قوية تنتظر منتخب مصر للناشئين ضد سويسرا في دور ال32 بكأس العالم تحت 17 سنة    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل استعداداته لمواجهتي الجزائر (صور)    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    علشان تنام مرتاح.. 7 أعشاب طبيعية للتخلص من الكحة أثناء النوم    انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ الفيوم يتابع أعمال غلق لجان التصويت في ختام اليوم الثاني    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء عمليات الفرز في لجان محافظة الجيزة    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    بيان رسمي من خوان بيزيرا بشأن تجاهل مصافحة وزير الرياضة بنهائي السوبر    منتخب مصر يستعد لأوزبكستان وديا بتدريبات مكثفة في استاد العين    كرة سلة - الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    رياضة ½ الليل| الزمالك يشكو زيزو.. انتصار أهلاوي جديد.. اعتقال 1000 لاعب.. ومصر زعيمة العرب    السياحة تصدر ضوابط ترخيص نمط جديد لشقق الإجازات Holiday Home    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    السفير التركي: العلاقات مع مصر تدخل مرحلة تعاون استراتيجي شامل    وفد السياحة يبحث استعدادات موسم الحج وخدمات الضيافة    نقيب الإعلاميين: الإعلام الرقمي شريك أساسي في التطوير.. والذكاء الاصطناعي فرصة لا تهديد.    ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار فونج-وونج بالفلبين ل 25 قتيلا    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. روسيا تمنع 30 مواطنا يابانيا من دخول البلاد.. اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين فى طوباس.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلة يقدم استقالته لنتنياهو    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهاية اللعبة

‬لا ‬توجد ‬منطقة ‬على ‬ظهر ‬هذا ‬الكوكب ‬اكتوت ‬بنار ‬الإرهاب ‬والقتل ‬باسم ‬الدفاع ‬عن ‬العقيدة ‬والمذهب ‬مثل ‬منطقة ‬الشرق ‬الأوسط، ‬لم ‬يقتصر ‬هذا ‬الفيضان ‬الإرهابى ‬الذى ‬اكتسح ‬أمامه ‬كل ‬القيم ‬الإنسانية ‬على ‬اتجاه ‬أو ‬فصيل ‬معين ‬بل ‬امتد ‬فى ‬كل ‬الاتجاهات ‬وتجاوز ‬كل ‬الحدود.‬
هذا ‬الإرهاب ‬الدموى ‬ظل ‬طاغيًا ‬على ‬المشهد ‬الشرق ‬أوسطى ‬لمايقترب ‬من ‬قرن ‬نتيجة ‬للرعاية ‬والدعم ‬الذى ‬تقدمه ‬القوى ‬الاستعمارية ‬لكل ‬تنويعاته ‬السوداء ‬من ‬أجل ‬تحقيق ‬مصالحها ‬عن ‬طريق ‬تدمير ‬مفهوم ‬الدولة ‬وسحق ‬منظومة ‬القيم ‬المتسامحة ‬للشعوب ‬بتحويلها ‬إلى ‬مجتمعات ‬ممسوخة ‬العقل، ‬رجعية ‬الأفكار ‬لا ‬تسعى ‬إلى ‬تقدم ‬مكتفية ‬بصراعاتها ‬الداخلية ‬حول ‬تأسيس ‬الخرافات ‬واكتساب ‬المزيد ‬من ‬الجهل. ‬
هذه ‬القوى ‬الاستعمارية ‬التى ‬رعت ‬ودعمت ‬ليست ‬مجهولة ‬الاسم ‬والعنوان ‬فهى ‬تمتد ‬من ‬بريطانيا ‬العظمى ‬التى ‬غربت ‬عنها ‬الشمس ‬إلى ‬الامبراطورية ‬الأمريكية ‬التى ‬تخفى ‬أغراضها ‬فى ‬الهيمنة ‬خلف ‬لافتة ‬العولمة ‬أو ‬الشكل ‬الحديث ‬للاستعمار.‬
تسلمت ‬الولايات ‬المتحدة ‬من ‬بريطانيا ‬مسرح ‬الشرق ‬الأوسط ‬بمباركة ‬اللجنة ‬الأنجلو ‬ ‬الأمريكية ‬فى ‬العام ‬1946 ‬عقب ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬والتى ‬زارت ‬المنطقة ‬لبحث ‬موضوع ‬فلسطين ‬والهجرة ‬اليهودية ‬ولكنها ‬كانت ‬لجنة ‬تسليم ‬وتسلم ‬بين ‬امبراطورية ‬راحلة ‬وأخرى ‬صاعدة، ‬التقت ‬اللجنة ‬شخصيات ‬رسمية ‬فى ‬القاهرة ‬ولكنها ‬خصصت ‬لقاءً ‬مطولا ‬بعيدًا ‬عن ‬الرسميات ‬بتوصية ‬بريطانية ‬مع ‬مؤسس ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬حسن ‬البنا ‬وفى ‬فلسطين ‬درست ‬مطالب ‬زعماء ‬الحركة ‬الصهيونية ‬المطالبين ‬بفتح ‬باب ‬الهجرة ‬لليهود ‬وتأسيس ‬إسرائيل. ‬
منذ ‬هذه ‬اللحظة ‬فى ‬أربعينيات ‬القرن ‬الماضى ‬بدأت ‬الامبراطورية ‬الأمريكية ‬تصنع ‬محركات ‬لعبتها ‬الدموية ‬الإرهابية ‬القائمة ‬على ‬التطرف ‬الدينى ‬من ‬كلا ‬الطرفين ‬المشتركين ‬فى ‬تحقيق ‬أغراض ‬الامبراطورية ‬فى ‬الهيمنة ‬بالعنف ‬والإرهاب ‬على ‬مقدرات ‬الشرق ‬الأوسط ‬،هذا ‬الشرق ‬الذى ‬يمتلك ‬النفط ‬الذى ‬سيمد ‬شرايين ‬الامبراطورية ‬الأمريكية ‬الصاعدة ‬بطاقة ‬الحياة.‬
تبقى ‬قصة ‬عمالة ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬للامبراطورية ‬البريطانية ‬والأمريكية ‬هى ‬الأكثر ‬تداولا ‬والأكثر ‬خسة ‬لكن ‬ملابسات ‬قصة ‬استخدام ‬الكيان ‬الإسرائيلى ‬الدموى ‬فى ‬صناعة ‬الإرهاب ‬لتنفيذ ‬أغراض ‬الامبراطورية ‬الأمريكية ‬تطرح ‬العديد ‬من ‬الأسئلة ‬منها ‬لماذا ‬تلجأ ‬واشنطن ‬إلى ‬هذا ‬الأسلوب ‬فى ‬التحالف ‬مع ‬كيان ‬غير ‬مستقر ‬لتنفيذ ‬ما ‬تريد ‬رغم ‬أنها ‬خرجت ‬من ‬الحرب ‬منتصرة ‬وامتلكت ‬تحالفات ‬قوية ‬مستقرة ‬فى ‬المنطقة ‬العربية ‬بسبب ‬كنز ‬الشرق ‬أو ‬النفط ‬؟ ‬كيف ‬وازنت ‬النخبة ‬السياسية ‬الأمريكية ‬بين ‬التحالفات ‬العربية ‬ ‬الأمريكية ‬من ‬ناحية ‬وغرضها ‬من ‬استخدام ‬الكيان ‬غير ‬المستقر ‬من ‬ناحية ‬أخرى؟ ‬ألم ‬يكن ‬هناك ‬عقلاء ‬بين ‬الساسة ‬الأمريكيين ‬يرون ‬أن ‬الاندفاع ‬فى ‬الاعتراف ‬ودعم ‬هذا ‬الكيان ‬سيؤثر ‬على ‬المصالح ‬الأمريكية ‬مستقبلا ‬ويفقدها ‬مصداقيتها ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط؟ ‬وأخيرا ‬هل ‬غضبة ‬واشنطن ‬الحالية ‬من ‬الكيان ‬الإسرائيلى ‬والامتداد ‬الإخوانى ‬فى ‬غزة ‬غضبة ‬حقيقية ‬أم "‬شو" ‬دعائى ‬تجيده ‬دائمًا ‬آلة ‬السياسة ‬الأمريكية ‬لتعود ‬من ‬جديد ‬بعد ‬الأزمة ‬إلى ‬نهجها ‬السابق؟ ‬
إذ ‬كانت ‬الإجابة ‬على ‬السؤال ‬الأخير ‬هى ‬الملحة ‬حاليًا ‬لكن ‬الحصول ‬على ‬إجابة ‬وافية ‬تجعلنا ‬نعود ‬إلى ‬لحظة ‬تأسيس ‬إسرائيل ‬بالنسبة ‬للولايات ‬المتحدة ‬،عكس ‬ماهو ‬متصور ‬بأن ‬السرعة ‬التى ‬اعترفت ‬بها ‬واشنطن ‬بإسرائيل ‬ناتجة ‬عن ‬إجماع ‬فى ‬النخبة ‬السياسية ‬الأمريكية ‬بل ‬كانت ‬نتيجة ‬للهروب ‬لرفض ‬أغلبية ‬هذه ‬النخبة ‬لهذا ‬الاعتراف ‬عدا ‬شخص ‬واحد ‬أصر ‬عليه ‬وهو ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬وقتها ‬هارى ‬ترومان ‬الذى ‬اعترف ‬بإسرائيل ‬دون ‬رغبة ‬النخبة ‬والدولة ‬العميقة ‬فى ‬أمريكا ‬حيث ‬فوجئوا ‬يعلن ‬هذا ‬الأعتراف ‬دون ‬العودة ‬حتى ‬للخارجية ‬الأمريكية.‬
يسجل ‬التاريخ ‬السياسى ‬الأمريكى ‬تفاصيل ‬هذا ‬الصراع ‬بين ‬الجنرال ‬جورج ‬كاتليت ‬مارشال ‬وزير ‬الخارجية ‬وقتها ‬والرئيس ‬ترومان ‬ومارشال ‬ليس ‬شخصية ‬عادية ‬فى ‬التاريخ ‬الأمريكى.‬
مع ‬اندلاع ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬اختاره ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬فرانكلين ‬روزفلت ‬رئيسًا ‬لأركان ‬حرب ‬الجيش ‬الأمريكى ‬متخطيًا ‬32 ‬ضابطًا ‬من ‬الرتب ‬الأقدم ‬ليتولى ‬بعد ‬رئاسة ‬الأركان ‬وزارتى ‬الخارجية ‬والدفاع. ‬
نجح ‬الجنرال ‬مارشال ‬فى ‬حشد ‬8 ‬ملايين ‬جندى ‬أمريكى ‬و ‬إقامة ‬نظام ‬عسكرى ‬صناعى ‬لإدارة ‬آلة ‬الحرب ‬الأمريكية ‬حتى ‬تحقق ‬النصر ‬للحلفاء ‬على ‬دول ‬المحور، ‬عقب ‬الحرب ‬ألقى ‬جورج ‬مارشال ‬محاضرة ‬فى ‬جامعة ‬هارفارد ‬عندما ‬اصبح ‬وزيرًا ‬للخارجية ‬مقترحًا ‬اضخم ‬مشروع ‬مساعدات ‬وتنمية ‬لأوروبا ‬تقدمه ‬أمريكا ‬حتى ‬لا ‬تسقط ‬القارة ‬العجوز ‬فى ‬أيدى ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬وتلتهمها ‬الشيوعية ‬سمى ‬المشروع ‬باسمه ‬ليصبح ‬الأضخم ‬فى ‬التاريخ ‬وحازعلى ‬جائزة ‬نوبل ‬بسبب ‬مشروعه.‬
يقال ‬عن ‬الجنرال ‬مارشال ‬أنه ‬صانع ‬مستقبل ‬أمريكا ‬حربًا ‬وسلمًا ‬فأثناء ‬رئاسته ‬أركان ‬الجيش ‬الأمريكى ‬حمل ‬معه ‬أجندة ‬ملاحظات ‬كان ‬يدون ‬فيها ‬أسماء ‬أفضل ‬الرجال ‬المتميزين ‬الذين ‬تعامل ‬معهم ‬أثناء ‬خدمته ‬مهما ‬صغرت ‬رتبتهم ‬العسكرية ‬أو ‬كانوا ‬من ‬المدنيين، ‬بعد ‬نهاية ‬خدمته ‬العسكرية ‬سلم ‬هذه ‬الأسماء ‬للبيت ‬الأبيض ‬لتتشكل ‬نخبة ‬هى ‬من ‬قادت ‬الولايات ‬المتحدة ‬إلى ‬الجلوس ‬على ‬عرش ‬العالم ‬بعد ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية. ‬
بالتأكيد ‬عندما ‬يقول ‬الجنرال ‬جورج ‬مارشال ‬رأيه ‬فى ‬سياسة ‬الولايات ‬المتحدة ‬بعد ‬هذا ‬التاريخ ‬فإنه ‬رأى ‬يجب ‬أن ‬يسمع ‬ويتخذ ‬به، ‬يحتفظ ‬التاريخ ‬السياسى ‬الأمريكى ‬بسجلات ‬لقاء ‬عاصف ‬دار ‬بين ‬الجنرال ‬جورج ‬مارشال ‬وزير ‬الخارجية ‬وقتها ‬والرئيس ‬الأمريكى ‬هارى ‬ترومان ‬حول ‬إسرائيل ‬ومازال ‬هذا ‬اللقاء ‬العاصف ‬محل ‬بحث ‬إلى ‬لحظتنا ‬تلك ‬من ‬المؤرخين ‬والسياسيين ‬الأمريكيين. ‬
رفض ‬جورج ‬مارشال ‬قطعيًا ‬أن ‬توافق ‬الولايات ‬المتحدة ‬على ‬الاعتراف ‬بإسرائيل ‬كدولة ‬، ‬بنى ‬الجنرال ‬رفضه ‬بأن ‬وجود ‬إسرائيل ‬سيورط ‬الولايات ‬المتحدة ‬فى ‬الدفاع ‬عنها ‬وسيحملها ‬تبعات ‬وعداءات ‬لا ‬تتوافق ‬مع ‬مصالحها ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬والعالم، ‬واستعان ‬مارشال ‬بدراسات ‬أعدتها ‬هيئة ‬الأركان ‬الأمريكية ‬لتأكيد ‬وجهة ‬نظره.‬
انتظر ‬الجنرال ‬أن ‬ينحاز ‬هارى ‬ترومان ‬إلى ‬وجهة ‬نظر ‬أغلب ‬النخبة ‬الأمريكية ‬التى ‬يمثلها ‬لكن ‬ترومان ‬انحاز ‬لرأى ‬زائر ‬آخر ‬قدم ‬إلى ‬البيت ‬الأبيض ‬هو "‬أدى ‬جاكوبسون" ‬الأمريكى ‬اليهودى ‬والصديق ‬الصدوق ‬لهارى ‬ترومان ‬واللذان ‬كانا ‬فى ‬شبابهما ‬شركاء ‬فى ‬دكان ‬صغير. ‬لم ‬يأخذ ‬ترومان ‬بوجهة ‬نظر ‬النخبة ‬الأمريكية ‬ممثلة ‬فى ‬جورج ‬مارشال ‬وهى ‬وجهة ‬النظر ‬التى ‬تعلى ‬من ‬المصلحة ‬الأمريكية ‬ولم ‬يعرض ‬عليهم ‬قراره ‬ونفذ ‬رغبات ‬صديقه ‬جاكوبسون ‬معترفًا ‬بإسرائيل ‬بعد ‬11 ‬دقيقة ‬من ‬إعلان ‬تأسيسها، ‬واعتبر ‬المجتمع ‬الأمريكى ‬اليهودى ‬أن ‬جاكوبسون ‬له ‬الفضل ‬الأول ‬فى ‬وجود ‬إسرائيل.‬
بقيت ‬وجهة ‬نظر ‬الجنرال ‬جورج ‬مارشال ‬والتى ‬تمثل ‬نسبة ‬كبيرة ‬من ‬النخبة ‬الأمريكية ‬فى ‬مكان ‬ما ‬داخل ‬العقل ‬السياسى ‬الأمريكى ‬تطل ‬من ‬حين ‬إلى ‬آخر ‬على ‬القرار ‬الأمريكى، ‬يأتى ‬جنرال ‬آخر ‬فى ‬منصب ‬الرئاسة ‬وهو ‬داويت ‬أيزنهاور ‬الذى ‬اتخذ ‬موقفًا ‬حازمًا ‬تجاه ‬إسرائيل ‬وقت ‬العدوان ‬الثلاثى ‬على ‬مصر ‬وينهى ‬تحالفها ‬مع ‬بريطانيا ‬وفرنسا ‬ويخرج ‬الثلاثة ‬من ‬المعادلة ‬الأمريكية ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط .‬
تطل ‬مرة ‬أخرى ‬وجهة ‬نظر ‬مارشال ‬مع ‬بداية ‬الستينيات ‬على ‬القرار ‬الأمريكى ‬مع ‬اسم ‬لامع ‬فى ‬تاريخ ‬السياسة ‬الأمريكية ‬وهو ‬السناتور ‬وليام ‬فولبرايت ‬نتيجة ‬أزمة ‬محورها ‬مصر ‬أيضا ‬بسبب ‬إضراب ‬عمال ‬الشحن ‬فى ‬ميناء ‬نيويورك ‬عن ‬تفريغ ‬شحنة ‬السفينة ‬المصرية ‬كليوباترا ‬انحيازًا ‬لإسرائيل ‬وهنا ‬يلقى ‬فولبرايت ‬بيانًا ‬فى ‬الكونجرس ‬طالبا ‬بلجم ‬تدخل ‬جماعات ‬الضغط ‬الصهيونية ‬فى ‬القرار ‬السياسى ‬الأمريكى ‬لأن ‬المصلحة ‬الأمريكية ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬تقتضى ‬على ‬أقل ‬تقدير ‬اتخاذ ‬موقف ‬معتدل، ‬وعلى ‬إسرائيل ‬أن ‬تلجأ ‬للمنظمات ‬الدولية ‬للمطالبة ‬بما ‬تريد ‬بعيدا ‬عن ‬أمريكا ‬لأن ‬مصالح ‬الولايات ‬المتحدة ‬تتعارض ‬مع ‬ماتريده ‬إسرائيل ‬وقد ‬أثرت ‬هذه ‬الرؤية ‬على ‬إدارة ‬جون ‬كنيدى ‬فى ‬علاقاته ‬مع ‬العالم ‬العربى ‬خاصة ‬مع ‬مصر ‬التى ‬شهدت ‬تطورًا ‬ملحوظًا ‬لكنه ‬أغتيل ‬فى ‬نوفمبر ‬1963.‬
يأتى ‬التحول ‬الحقيقى ‬فى ‬استخدام ‬الولايات ‬المتحدة ‬لإسرائيل ‬عقب ‬حرب ‬1967 ‬فقد ‬تزامن ‬تحقيق ‬إسرائيل ‬لضربتها ‬مع ‬انشغال ‬الولايات ‬المتحدة ‬فى ‬حرب ‬فيتنام ‬مما ‬أعطى ‬لإسرائيل ‬مساحة ‬للتحرك ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬بضوء ‬أخضر ‬أمريكى ‬لم ‬تكن ‬تحلم ‬به ‬وتوارثت ‬الإدارات ‬الأمريكية ‬المتعاقبة ‬هذا ‬الدور ‬الإسرائيلى ‬الدموى ‬والصراع ‬الدائم ‬مع ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬والشيوعية ‬لتكتسب ‬إسرائيل ‬مساحات ‬أكبر ‬فى ‬التحرك.‬
مع ‬الغزو ‬السوفيتى ‬لأفغانستان ‬تستدعى ‬الولايات ‬المتحدة ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬لتنضم ‬إلى ‬إسرائيل ‬فى ‬حربها ‬ضد ‬السوفيت ‬والشيوعية ‬ونتيجة ‬للانتصار ‬على ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬فى ‬التسعينيات ‬وزوال ‬الخطر ‬الشيوعى ‬أدمنت ‬الولايات ‬المتحدة ‬لعبتها ‬الدموية ‬بل ‬وصلت ‬فى ‬جنونها ‬مع ‬تبنيها ‬للعولمة ‬لتحقق ‬المزيد ‬من ‬الهيمنة ‬على ‬الشرق ‬الأوسط ‬إلى ‬محاولة ‬فرض ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬كنظام ‬حكم ‬على ‬المنطقة ‬بكاملها ‬برعاية ‬إسرائيلية ‬لكن ‬فشلت ‬مخططاتها .‬
وسط ‬انشغال ‬واشنطن ‬بلعبتها ‬الدموية ‬لم ‬تنتبه ‬أن ‬الأعداء ‬القدامى ‬يمكن ‬أن ‬يعودوا ‬فى ‬صورة ‬أخرى ‬فبدلا ‬من ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬عادت ‬روسيا ‬بوتين ‬وأن ‬العالم ‬يراقب ‬فى ‬بكين ‬صعود ‬امبراطورية ‬جديدة ‬تنافس ‬الهيمنة ‬الأمريكية ‬بقوة ‬، ‬هنا ‬استفاقت ‬الولايات ‬المتحدة ‬من ‬إدمانها ‬الدموى ‬ليس ‬عن ‬احساس ‬بالضمير ‬ولكنها ‬لغة ‬المصالح ‬والحرص ‬على ‬وجودها ‬المؤثر ‬فى ‬العالم ‬والشرق ‬الأوسط .‬
اكتشفت ‬الولايات ‬المتحدة ‬أن ‬طرفى ‬لعبتها ‬الكارثية ‬سواء ‬إسرائيل ‬والفاشية ‬الإخوانية ‬يفجران ‬الشرق ‬الأوسط ‬فى ‬وجهها ‬ولم ‬يكتفيا ‬بذلك ‬بل ‬هناك ‬رائحة ‬خيانة ‬وتحالفات ‬غامضة ‬تجرى ‬من ‬وراء ‬ظهرها ‬مع ‬خصمها ‬الامبراطورى ‬الصاعد ‬بقوة.‬
فى ‬2020 ‬كانت ‬إسرائيل ‬تبرم ‬اتفاقية ‬استراتيجية ‬مع ‬الصين ‬وتدخلت ‬واشنطن ‬لإنهائها ‬والامتداد ‬الإخوانى ‬فى ‬غزة ‬يتحرك ‬ويتلقى ‬الدعم ‬من ‬الحرس ‬الثورى ‬الإيرانى ‬الموالى ‬لبكين، ‬وكانت ‬المفاجأة ‬لوزير ‬الخارجية ‬الأمريكى ‬بلينكن ‬فى ‬زيارته ‬الأخيرة ‬للصين ‬أن ‬فى ‬ناحية ‬أخرى ‬من ‬العاصمة ‬الصينية ‬تجرى ‬مشاورات ‬بين ‬طرفى ‬الانقسام ‬الفلسطينى ‬فتح ‬وحماس ‬للتوفيق ‬بينهما ‬برعاية ‬بكين.‬
هنا ‬فتحت ‬واشنطن ‬خزائن ‬ذكريات ‬عقلها ‬السياسى ‬واستعادت ‬رؤية ‬الجنرال ‬جورج ‬مارشال ‬وأدركت ‬أن ‬قواعد ‬اللعبة ‬التى ‬أدمنتها ‬تفلت ‬من ‬بين ‬يديها ‬وبدلا ‬من ‬خطاب ‬وليام ‬فولبرايت ‬كان ‬خطاب ‬تشاك ‬تشومر ‬زعيم ‬الأغلبية ‬الديمقراطية ‬فى ‬مجلس ‬الشيوخ، ‬والذى ‬يراجع ‬نص ‬خطابه ‬المطول ‬تجده ‬يحمل ‬أطراف ‬اللعبة ‬التى ‬أدمنتها ‬الولايات ‬المتحدة ‬مسئولية ‬الانفجار ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬ويطالب ‬بإزاحتهم ‬لأنهم ‬أصبحوا ‬عقبة ‬أمام "‬السلام "‬.‬
واشنطن ‬التى ‬كانت ‬تتابع ‬لعبتها ‬الدموية ‬فى ‬سعادة ‬وترعى ‬أطرافها ‬تتحرك ‬الآن ‬ضد ‬نتنياهو ‬وعصابته ‬من ‬المتطرفين ‬وترى ‬أن ‬وجود ‬قيادات ‬حماس ‬فى ‬قطر ‬بأوامر ‬منها ‬وضوء ‬أخضر ‬إسرائيلى ‬أصبح ‬غير ‬مرغوب ‬فيه ‬وتسرع ‬إلى ‬تواجد ‬على ‬الأرض ‬فى ‬غزة ‬بالميناء ‬الذى ‬تنشئه ‬هناك ‬باسم "‬الإنسانية" ‬أو ‬هو ‬بنسبة ‬كبيرة ‬جزء ‬من ‬مشروعها ‬المسمى ‬الممر ‬الاقتصادى ‬الذى ‬يربط ‬الشرق ‬الأوسط ‬بأوروبا ‬والهند ‬لينافس ‬مبادرة ‬الحزام ‬والطريق ‬الصينية.‬
بعيدا ‬عن ‬هذا " ‬السلام " ‬ونغمة "‬الإنسانية " ‬التى ‬تعزفها ‬واشنطن، ‬الحقيقة ‬أن ‬لغة ‬المصالح ‬هى ‬من ‬تتحدث ‬فخصوم ‬واشنطن ‬وعلى ‬رأسهم ‬بكين ‬يزحفون ‬إلى ‬الشرق ‬الأوسط ‬بهدوء ‬وثقة ‬لطردها ‬منه ‬و ‬مشروع ‬الممر ‬الاقتصادى ‬الذى ‬تريد ‬به ‬استعادة ‬نفوذها ‬القديم ‬مهدد ‬من ‬أطراف ‬لعبتها ‬الدموية ‬المفضلة ‬الذين ‬فلتوا ‬من ‬بين ‬يديها ‬ويمارسون ‬العنف ‬والجنون ‬دون ‬سقف، ‬هذه ‬التطورات ‬تطرح ‬سؤالا ‬آخر ‬هل ‬بالفعل ‬استرجعت ‬واشنطن ‬جزءًا ‬من ‬ذاكرتها ‬السياسية ‬أو ‬نصائح ‬الجنرال ‬مارشال ‬وغضبتها ‬حقيقية ‬؟ ‬الإجابة ‬تظل ‬معلقة ‬بما ‬هو ‬قادم ‬لكن ‬المؤكد ‬أن ‬الولايات ‬المتحدة ‬أدركت ‬أن ‬قواعد ‬لعبتها ‬الدموية ‬انتهت ‬وأطرافها ‬أصبحوا ‬غير ‬صالحين ‬للاستخدام ‬فى ‬ظل ‬وضع ‬دولى ‬جديد ‬يفرض ‬نفسه.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.