في ليلة من ليالي عام 1956، اتصلت المطربة القادمة من سوريا فايزة أحمد بالأستاذ عبد الوهاب ثلاث مرات وفي كل مرة كان السفرجي الخاص به يرد عليها قائلا: - الأستاذ مش موجود - الأستاذ نايم - الأستاذ في الحمام! لم تيأس فايزة احمد من الاتصال وفي المرة الرابعة رد السفرجي أيضا. - الأستاذ مش موجود.. نايم.. في الحمام ثم أغلق السماعة وانصرف إلى عمله بالمطبخ. فهمت فايزة أن الأستاذ موجود، فأصرت على أن تكلمه، ورفعت السماعة للمرة الخامسة وطلبته فوجدته مشغولا وبعد قليل طلبته للمرة السادسة. فترامى اليها صوت عبد الوهاب التقليدي .. هالو. وقدمت نفسها له في كلمتين وقالت إنها مطربة جديدة وترغب في أن يسمع صوتها. ضعف عبد الوهاب أمام صوتها، ودعاها لزيارته في بيته. على الفور استقلت فايزة تاكسيا، وانطلقت اليه، وما إن وقعت عيناه عليها وجدها حاملا موضحة له بأنها في الشهر الثامن. وبسرعة قالت له تحب تسمع ايه يا أستاذ، وامسك عبد الوهاب العود ليضبط اوتاره، وانطلق صوت فايزة بغناء لحنه الشهير "كل ده كان ليه". ودار هذا الحوار بينهما بعدما انتهت من الغناء.. - انتي دلوقتي حامل.. فقالت له.. وماله - لما تخلفي وترجعي انا مستعد اتفق معاكي - طب نعمل عقد - دلوقتي مش ممكن - مش ممكن ليه - ازاي تغني وانتي حامل؟ أنا مستعدة اغنيلك مجانا.. عايزة اشتغل معاك ببلاش - الحكاية مش حكاية فلوس، المهم انك تلتفتي لصحتك، ولما تولدي وتتحسن صحتك انا مستعد ألحن لك. خرجت فايزة من بيت عبد الوهاب معتقدة أن صوتها لم يعجبه، فلو كان لفت نظره شيئ في صوتها لما تردد في التعاقد معها، وعادت إلى الفندق المتواضع الذي كانت تقيم فيه بعد أن يئست تماما وفقدت الأمل في الالتحاق بمدرسة عبد الوهاب. مركز معلومات أخبار اليوم
