«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طوفان الأقصى| مجازر ومحارق في غزة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 09 - 01 - 2024


■ كتب: أحمد جمال
قبل 15 عامًا اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بتسمية يوم السابع والعشرين من يناير كذكرى للمحرقة التى تعرض لها اليهود وآخرون خلال الحرب العالمية الثانية وذلك بغية «تكريم ضحايا النازية»، بحسب ما جاء فى القرار الذى أتاح إجراء تطوير للبرامج التعليمية التى تهدف لمنع مزيد من الإبادات الجماعية، غير أن الذي يجرى في الوقت الحالى يشير إلى أن إسرائيل، التى ضغطت لإصدار هذا القرار الدولى، هى ذاتها ترتكب مجازر الإبادة الجماعية على نحو أكثر قسوة مما حدث فى أربعينيات القرن الماضي، وهو ما يتطلب أن يجعل العالم يتذكر مسئولياته نحو الشعب الفلسطيني في تلك الذكرى.
◄ إحصاء دولي: 30 ألف شهيد فى غزة ونزوح 2.3 مليون شخص داخل القطاع
◄ 70 % من شهداء غزة أطفال ونساء.. والاحتلال ابتكر جريمة نبش القبور وسرقة أعضاء الضحايا
ورغم أن الصهيونية العالمية تحاول توظيف هذا اليوم لتعزيز المظلومية التى تعرض لها اليهود، وهى نفس المظلومية التى تسوِّق لها منذ نشأة دولة إسرائيل، إلا أن التاريخ والواقع يشيران إلى أن من تعرضوا للمحرقة والإبادة فى تلك الفترة لم يكونوا اليهود فقط، فهناك السلاف، وهم مجموعة صغيرة من الشعوب العديدة التى تقطن أوروبا، والبولنديون وشعب الروما «الغجر» والمعاقون باختلاف إعاقاتهم، وغيرهم من الفئات والأجناس التى طالتها المحرقة فى هذا التوقيت، فى حين أن ما يحدث فى قطاع غزة الآن هو بمثابة محرقة كبيرة وإبادة جماعية ضد أهالى القطاع عبر أعداد هائلة من المذابح والجرائم المرتكبة بحق المدنيين بشكل يومى.
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي فى غزة جملة من الجرائم التى تشير إلى أن ما أقدم عليه تخطى مرحلة المجازر والمحارق، لأنه عمد على تنويع انتهاكاته ما بين الإبادة الجماعية بطرق وحشية بينما الحرق والتهجير القسرى للمدنيين والاستهداف العشوائى لهم واستهداف الفئات المحمية فى المدارس والمستشفيات وأماكن الإيواء وتركيزه على استهداف الأطفال والنساء وهؤلاء يمثلون حوالى 70% من إجمالى الشهداء، وفرض أحوال معيشية صعبة تشمل منع الماء والغذاء وقطع الكهرباء، واستحداث جريمة جديدة تمثلت فى نبش القبور وسرقة الأعضاء البشرية، ونهاية باستخدام القنابل المحرمة دولياً.
◄ أرقام مُرعبة
بحسب الأرقام التى أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة، فإن عدد الشهداء خلال ثلاثة أشهر من بدء العدوان الإسرائيلى الغاشم على القطاع بلغ 22 ألفاً و438؛ وأن عشرات المجازر يتم ارتكابها يوميًا وقد تصل إلى 20 مجزرة أو أكثر فى اليوم الواحد ويتراوح عدد الشهداء فى اليوم الواحد ما بين 120 إلى 200 شهيد، وأدى القتال إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وهؤلاء يمثلون ما يقرب من 90% من أهالى القطاع.
وتفوق إحصاءات أخيرة نشرها المرصد الأورومتوسطى ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، إذ تفيد باستشهاد أكثر من 30 ألف شخص منذ بدء العدوان، وأشار المرصد إلى أن أرقامه تشمل بالإضافة إلى إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية أعداد آلاف الضحايا ممن لايزالون تحت أنقاض المبانى المدمرة ومضى على وجودهم تحت الأنقاض أكثر من 14 يومًا، بما يشير إلى عدم نجاتهم أو فقدانهم بشكل نهائي.
وأبرز المرصد الأورومتوسطى على موقعه الإلكترونى، أن هجمات إسرائيل المتواصلة جوًا وبرًا وبحرًا دمرت نحو 70 بالمئة من المنشآت المدنية والبنى التحتية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بنهج يهدف فيما يبدو إلى تنفيذ عقاب جماعى ضد السكان، وجعل القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا مكانًا غير صالح للحياة، بما يدفع مئات آلاف المدنيين نحو النزوح القسرى الجماعى، ولفت إلى أن 28201 من ضحايا الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية على قطاع غزة هم من المدنيين، بمن فى ذلك 12040 طفلًا، و 6103 سيدات، و241 عاملًا فى المجال الصحى و107 صحفيين، فيما أصيب 58960 بجروح مختلفة بينهم المئات فى حالة خطيرة.
وأوضح، أن إسرائيل تعمدت تدمير وإلحاق أضرار جسيمة بمرافق البنى التحتية فى قطاع غزة، بما شمل استهداف 318 مدرسة، و1612 منشأة صناعية وقتلت 326 من الكوادر الصحية، وتدمير 121 سيارة إسعاف، واستهداف 150 مؤسسة صحية، وخروج 30 من أصل 35 مستشفى و53 مركزاً صحياً عن الخدمة فى جميع مناطق قطاع غزة، وقال المرصد الأورومتوسطى، إن إسرائيل تصر على تصعيد هجماتها العسكرية التى تستهدف فيها المدنيين الفلسطينيين بشكل عمدى، وتوسيع رقعتها الجغرافية لتطول كافة مناطق قطاع غزة، متسببةً بنزوح الغالبية العظمى من السكان، بما ينتهك أكثر قواعد القانون الدولى رسوخًا وإلزامًا، العرفية منها والمكتوبة، إلى الحد الذى يصل إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بالإضافة إلى جريمة الإبادة الجماعية، وأكد أن استهداف إسرائيل بشكل منهجى وواسع النطاق الأعيان المدنية، ولا سيما الثقافية والدينية منها، وإيقاع أعداد كبيرة من الضحايا وإلحاق الدمار والخسائر المادية كشكل من أشكال الانتقام والعقاب الجماعى يعد مخالفًا للقانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جينيف 1949، ويرقى لجرائم حرب طبقًا لميثاق روما الناظم للمحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب ذلك، فإن إلحاق أى أذى جسدى وروحى خطير بالمدنيين، وإخضاعهم عمدًا لظروف معيشية يراد بها تدميرهم، يعد مخالفة جسيمة لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها 1948، والسوابق القضائية ذات الصلة، وذكر الأورومتوسطى، أن إسرائيل انتهكت بشكل صارخ التزاماتها إزاء أحكام القانون الدولى الإنسانى التى تقضى بحظر الإضرار بالممتلكات «كوسيلة وقائية» ومنع تدمير الممتلكات لتحقيق الردع حتى فى حالات الضرورة العسكرية.
◄ اقرأ أيضًا | حماس: مخطط التهجير فشل.. و«طوفان الأقصى» ردٌ على محاولة تهميش القضية
◄ ضد الإنسانية
وأكد الدكتور أيمن نصرى، رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان فى جنيف، أن ما حدث فى القرن الماضى هو جريمة ضد الإنسانية وما ترتكبه إسرائيل الآن هو أسوأ بكثير، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلى عمد إلى توظيف تلك المحرقة سياسياً لابتزاز ألمانيا ودفعها نحو تقديم المساعدات والدعم السياسى والعسكرى، وأشار إلى أن ما حدث فى الماضى ارتكبته دولة واحدة، لكن ما يحدث الآن فى قطاع غزة هو بمباركة وتأييد المجتمع الدولى بأكمله وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى وأن إسرائيل تستخدم الأسلحة الغربية فى إبادتها ضد أهالى القطاع، وهو ما يجعل الجرائم المرتكبة الآن أفظع وأشد ضراوة، كما أن ما ترتكبه إسرائيل الآن من جرائم إبادة لن يتم إدانتها عنه، وهناك تعطيل متعمد للقرار السياسى والقانونى بالتبعية لوقف الحرب ومحاسبتها على جرائمها، ويعمل الاحتلال بشتى الطرق على منع أى محاولات لتوثيق ما يحدث على الأرض من جرائم وهو ما يجعلنا نؤمن بأن ما يتم نشره وتوثيقه بشأن جرائم الاحتلال لا يتجاوز 25% من حجم الجرائم المرتكبة على الأرض، وتواجه المنظمات الحقوقية والدولية ووسائل الإعلام صعوبات جمة فى توثيق ما يحدث على الأرض، لأن الاحتلال يمنع دخول الإعلام الأجنبى أو المنظمات الحقوقية أو الدولية دون أن يضمن أمنهم وسلامتهم ومن يصل إلى هناك يكون على مسئوليته الشخصية، ويشير نصرى إلى أن دولة الاحتلال تدرك بأن عملية التوثيق تضرها على المدى البعيد لإمكانية استخدامها ضدها فى أىٍ من المحافل الدولية.
ويوضح أن الجريمة الأبرز التى ترتكبها إسرائيل الآن وتتجاوز جرائم النازية هى أنها تستهدف المستشفيات بشكل مثكف وهو ما تجرِّمه كافة الاتفاقيات الدولية بينها اتفاقية جينيف التى تضع معايير لإدارة الحروب، إلى جانب تكديس ما يقرب من 2 ونصف مليون شخص فى مساحة جغرافية لا تتجاوز 150 كيلو مترا وهو ما سيؤدى لأكبر كارثة إنسانية فى التاريخ، ونهاية بضرب المدنيين الذين تركت لهم ممرات آمنة للنزوح من الشمال إلى الجنوب دون أن توفر لهم الحماية المطلوبة، وتابع: «غزة فى طريقها لأن تتحول إلى إحصاء للأرقام السياسية التى حدثت خلال الحروب السابقة، فهى بحسب تصريح الأنروا تحولت إلى حفرة من الجحيم وتضم أكبر مقبرة جماعية فى العالم وأكبر سجن جماعى وأكبر حالة نزوح داخلى وأكبر منطقة يتواجد فيها أطفال تحت الأنقاض ويصل عددهم إلى ما يقرب من 4000 طفل»، ويمكن القول بأن إسرائيل ضربت المثل فى جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين، وشدد على أن إسرائيل ركزت بالأساس على استهداف ثلاث فئات وهم النساء والأطفال والشيوخ، وهؤلاء لديهم محدودية التعامل مع الضربات المكثفة أو إنقاذ أنفسهم من الجرائم التى يتعرضون لها، وهو أمر يفوق بكثير ما كان يحدث أيام النازى، وجرى ذلك باستخدام السلاح الغربى وبدعم سياسى وعسكرى من الدول الغربية.
◄ جريمة إبادة
وقال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن ما يحدث الآن فى قطاع غزة هو جريمة إبادة حقيقية للمواطنين الأبرياء وأن الاحتلال الإسرائيلى يستهدف تدمير مقومات الحياة فى القطاع، وإذا كانت النازية قد وضعت اليهود فى معسكرات الاعتقال فإن الاحتلال الإسرائيلى وضع شعب القطاع بأكمله فى سجن كبير ومنع عنه كافة سبل العيش ويعمل على قتله بشكل بطيء، ويستهدف كل ما هو يتعلق بمقومات الحياة فى القطاع بحثاً عن تحقيق هدف يتمثل فى اقتلاع الشعب من أرضه واستبداله بآخرين من المستوطنين الإسرائيليين، وأوضح أن إسرائيل تقطع كافة السبل التى تجعل هناك إمكانية لعودة المواطنين إلى منازلهم مرة أخرى رغم تمسكهم بالأرض، وأن الأرقام تشير إلى أننا أمام ما هو أشد بشاعة مما حدث فى الحرب العالمية الثانية، وأن ما تحققه إسرائيل على الأرض لا يرتبط بأى نجاح عسكري وأن الأمر الوحيد الذى يتحقق هو إبادة أهالى القطاع.
◄ نبش القبور
ويمكن القول بأن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب جرائم تجاوزت ما حدث فى أربعينيات القرن الماضي ولعل أبرزها جريمة نبش القبور، ووفقًا للمكتب الإعلامى الحكومى فى غزة فإن جيش الاحتلال نبش قرابة 1100 قبر فى مقبرة حى التفاح (شرق مدينة غزة)، وقامت آليات الاحتلال بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء والأموات منها وداستها، وامتهنت كرامتها دون أى مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر.
وبعد نبش القبور وتجريف المقبرة سرق جيش الاحتلال قرابة 150 جثماناً من جثامين الشهداء التى دُفنت حديثاً وأخرجها الجيش من القبور وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة مما يثير الشكوك مجدداً نحو جريمة أخرى وهى جريمة سرقة أعضاء الشهداء التى تم الإشارة لها، وكرر الاحتلال هذه الجريمة أكثر من مرة وآخرها تسليم 80 جثماناً من جثامين شهداء سابقين كان قد سرقها من محافظتى غزة وشمال غزة وعبث بها، وسلَّمها مُشوَّهة ودفنت فى رفح رافضاً تقديم أية معلومات حولها وظهر عليها تغير فى ملامح الجثامين فى إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال أعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء، كما نبش سابقاً قبوراً فى جباليا وسرق جثامين شهداء أيضاً منها إضافة إلى استمراره فى احتجاز عشرات جثامين الشهداء من قطاع غزة.
وفي 4 يوليو 2022، أثار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قضية استخدام جثامين الضحايا فى مختبرات كليات الطب فى بعض الجامعات الإسرائيلية، ما يضيف بعداً جديداً إلى جرائم الاحتلال وانتهاكاته عبر تورط مؤسسات أكاديمية فى جرائم يحظرها القانون الدولى، إلى جانب تفشى العنصرية فى هذه المؤسسات.
وأفاد تقرير أصدره المركز الفلسطينى لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية «مسارات»، فى أغسطس 2022، بأن إسرائيل تتبع سياسة احتجاز الجثامين وسرقة أعضائها منذ عام 1948، فيما يعرف ب«مقابر الأرقام»، ومنذ عام 2015، بدأت إسرائيل احتجاز الجثامين فى الثلاجات ضمن سياسة ممنهجة تتيح لها سرقة المزيد من الأعضاء، أو استعمالها لإجراء تجارب ودراسات فى كليات الطب الإسرائيلية، بحسب المركز، ونقل التقرير عن أهالى ضحايا، وتقرير لوزارة الإعلام الفلسطينية، فى 18 أبريل 2022، أن إسرائيل تحتجز 104 جثامين فى الثلاجات، و256 في «مقابر الأرقام»، إضافة إلى احتجاز 13 جثماناً منذ مطلع 2022.
واعترف المدير السابق لمعهد أبو كبير للطب الشرعى فى إسرائيل يهودا هس بسرقة أعضاء الفلسطينيين فى فترات مختلفة بين الانتفاضتين الأولى والثانية تحت غطاء القانون، بحسب المركز، ووجهت صحيفة «أفتونبلاديت» السويدية اتهامات إلى المعهد بسرقة الأعضاء والاتجار بها ضمن شركات دولية غير شرعية.
◄ مركز لتجارة الأعضاء
وبحسب تقارير إعلامية دولية فإن إسرائيل «هى الدولة الوحيدة التى تحتجز جثامين الضحايا بشكل ممنهج، وتُصنف كأكبر مركز عالمى لتجارة الأعضاء البشرية بشكل غير قانوني»، وفق المركز الفلسطينى، وفى دراستها عن التعامل مع أجساد الفلسطينيين فى مركز أبو كبير، التى نشرتها فى كتاب بعنوان «على جثثهم»، قالت الباحثة الأنثروبولوجية ميرا ويس إنه أثناء وجودها فى المعهد «شاهدت كيف يأخذون أعضاء من أجساد الفلسطينيين وفى المقابل يتركون جثث الجنود سليمة»، وأضافت الباحثة: «إنهم يأخذون القرنيات والجلد وصمامات القلب، بشكل يجعل غياب تلك الأعضاء لا يلاحظه غير المتخصصين، إذ يعوضون القرنيات بأجسام بلاستيكية، وينزعون الجلد من الخلف كى لا تراه أسرة الضحية. بالإضافة إلى ذلك، يجرى استخدام الجثث فى كليات الطب بالجامعات الإسرائيلية لأغراض بحثية».
وتمتلك إسرائيل أكبر بنك للجلود البشرية فى العالم، وهو منشأة طبية تخزن الجلود البشرية لاستعمالها لاحقاً فى معالجة الحروق والسرطانات الجلدية، حيث جرى تشييد البنك عام 1986، بإشراف من قطاع الطب العسكرى التابع للجيش الإسرائيلى، ويقدم خدماته على مستوى دولى، خاصة طلبات الدول الغربية، ويختلف البنك الإسرائيلى عن باقى البنوك حول العالم بأن مخزوناته من الأعضاء الحيوية لا تأتى من متبرعين طوعيين فقط، بل سجلت عمليات سرقة جلود من جثث الضحايا الفلسطينيين، بحسب تحقيق استقصائى نشره الصحفى السويدى دونالد بوستروم، عام 2001، عن سرقة الأعضاء من جثث الضحايا الفلسطينيين والاتجار بها، وكانت هذه أول مرة يجرى فيها كشف هذا الأمر للرأى العام الدولى.
◄ أكبر مقبرة جماعية وأضخم سجن بشري
30 ألف شهيد 70 % منهم أطفال ونساء
2.3 مليون شخص نزحوا من القطاع
20 مجزرة أو أكثر فى اليوم الواحد
120 ل200 شهيد فى اليوم الواحد
70 % من المنشآت المدنية والبنية التحتية دُمرت
326 من الكوادر الصحية قتلوا و121 سيارة إسعاف حرقت
150 مؤسسة صحية و318 مدرسة
و1612 منشأة صناعية تم استهدافها
30 من أصل 35 مستشفى و53 مركزاً صحياً خرجت عن الخدمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.