span style="font-family:" Arial",sans-serif"في تلك الليلة الكالحة.. لم يكن بيدي أو بيد غيري أن يصلح الأضواء.. الظلام سيد والآلام ترعى بكل جد.. لوعة الفراق وذلك الأمل القاتل في اللقاء. وتلك الزهرة العنيدة التي مالت وانزوت على نفسها بعد كل هذه السنوات لتتخلى عن أوراقها طواعية وتسقطها على تلك الرسالة الصفراء المهترئة التي لم تُقرأ بعد.. كأنها تذكرني بها عنوة ولكنها لا تعلم.. فلم أعد أقوى حتى على فتحها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"الهواء ثقيل.. لا أنكر له تلك الأنفاس الضعيفة التي يرسلها من آن لآخر لتحفظ الحياة.. فحالي معه كتاجر البندقية وذلك المرابي العجوز الذي يسرق ويبتسم في آن واحد. span style="font-family:" Arial",sans-serif"توقفت مع ذاتي وتساءلت لماذا كنت ألهث على الطريق! لماذا لم أقرأ رسالتها يوما! لماذا لم أغفر لها! لماذا لم أنجب منها طفل له عينيها الجميلتين! عن ماذا كنت أبحث!span style="font-family:" Arial",sans-serif"؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"للمرة الأولى أعترف بالغباء. span style="font-family:" Arial",sans-serif"فعلت أشياء مهمة في حياتي.. أما عن الأهم فلم أفعله يوما. span style="font-family:" Arial",sans-serif"لحظات وينتهي كل شيء.. كل ما أتمناه أن أقرأ رسالتها.. أن أمرر يدي على تلك الحروف ربما شعرت ببعض القرب المفقود.. بذلك الدفء الهادئ.. والحنان الذي يغمر القلب فيذوب معه في عالم الأحلام. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أتذكرها عندما رحلت وهي تبكي.. أتذكر صوتها المتقطع الذي همس لي: _span style="font-family:" Arial",sans-serif"يوما ما ستعرف ولكن بعد فوات الأوان. span style="font-family:" Arial",sans-serif"الآن عرفت يا حبيبتي وقد فات الأوان.. آه من هذا العالم الذي عشته في دوائر من الخديعة.. سأغادره اليوم يا حبيبتي دون ذكرى تبقيني في عينيك بعد الرحيل.