من عجائب الخالق وبديع صنعه "الزمن" الذي ينطق به دوران الأجرام السماوية في أفلاكها، و تعاقب الليل والنهار، وتتابع الفصول، حتى دقات القلوب التي تحسب لحظات عمرنا ولكن بطريقة العد العكسي الذي يفوت ولا يعود ،خواطر ذكرتني بما فات من عمرنا والتي تؤكد إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ وأن الوقت نعمة عظيمة يتكرم فيه المولى سبحانه على عباده لإغتنامه من أجل الفوز بنعيم الآخرة. من منا اعتبرأن عمره هي محصلة هذه الأوقات قد تكون أيام.. شهور..أو سنوات - من اغتنمها اغتنم عمره وحياته، ومن أضاعها خسر الدنيا والآخرة وفي هذا المعني يقول الحسن البصري رحمه الله: "أيها الإنسان! إنما أنت أيام، كلما ذهب يومك ذهب بعضك". من منا لم يندم علي لحظات ضاعت بين حزن لم يدوم وفرحة أيضا , من منا لم تدخله الظروف في معارك تافهة من اناس مهمتهم الأساسية كانت التنمر والتربص بلا أي داع أو جريرة ارتكبتها في حقهم ! من منا لم يذكر تلك الظروف وضحك منها وقال في نفسه لو عاد بي الزمن لن أكون ذلك الشخص الذي استجاب لتلك التفاهات التي التهمت عمرنا الفائت!.من منا لم يندم لحظة ضاعت وركن الي الحائط ينعي حظه دون أن يقدم لنفسه أويؤخر! ولكن هل ينتهي الأمرعند البكاء علي ما فات ؟ كلا .. ليس عيبا أن نلوم النفس لإصلاح حاضرنا واستثماره للغد ، نداء لابد منه الي شباب هذا الجيل : اغتنموا فرص أعماركم، واملأوا أوقاتكم بما فيه خير دينكم ودنياكم، فقط يحتاج الأمر الي تخطيط جيد وتنظيم مع قسط من الترفيه والترويح , فالفراغ نعمة لمن شغلوه بالتزود لمعاشهم , ونقمة لمن جعلوه سياحة في دنيا الملذات والشهوات ولأن الشباب هو الفترة الزمنية والعمرية التي يمتلىء الإنسان فيها بالطاعة والحيوية , لا أحد ضد الترفيه, ولا يتعارض ذلك مع كون الاجازة فرصة لالتقاط الأنفاس من الدراسة أو العمل- في نفس الوقت يوجد مكان مستمر دون أجازة رسمية أو صيفية وان جاز لي تسميته جامعة علمية هذا المكان هو "المسجد" . يضاف الي ذلك مراكز الشباب التي بعضها حتي الآن لم يتعدي دورها خاصة - في المناطق البعيدة عن العاصمة في الصعيد الجواني - عن كونها ملاعب للكرة !! اشير أيضا الي المنتديات الشبابية التي تعقد كل عام وتنتهي الي حيث توقفت ، وبعد حفلة كبيرة يعود الوضع الي ما كان عليه .. احرص أيها شاب على الوقت واستغلاله , وهذا لن يتأتي من شاب يعشق الفوضى والكسل واللامبالاة . الأساس في تنظيم الوقت هو الشعور أنها لحظات عمره التي سيسأل عنها يوم القيامة وتذكرتوجيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام النعم الربانية الخمس: نعمة الشباب، وهو فرصة القوة والحيوية، ونعمة الصحة ، ونعمة الغنى , ونعمة الفراغ , ونعمة الحياة، وهي فرصة قبل الرحيل إلى الآخرة حتي لا نصرخ: ليت العمريباع فنشتريه !