نفس السيناريو الذى شهدناه مع بداية حرب الإبادة الإسرائيلية يتكرر تقريبًا مع استئناف هذه الحرب بعد أسبوع الهدنة.. يذهب وزير الخارجية الأمريكى "بلينكن" إلى إسرائيل ويجتمع مع مجلس الحرب هناك، ثم يخرج ليؤكد أنه "نصح" الإسرائيليين بتقليل الخسائر فى المدنيين، وبسرعة إنهاء المهمة!! وبالفعل.. تبدأ إسرائيل القصف الوحشى فورًا، وكما سقط نحو 20 ألف شهيد فلسطينى فى الجولة الأولى من حرب الإبادة وتم تدمير نصف بيوت غزة، يتم استهداف المدنيين ويسقط فى اليوم الأول بعد استئناف حرب الإبادة نحو 200 شهيد غير من دفنوا تحت الأنقاض. وفى نفس الوقت- وكما حدث من قبل- تتوالى تصريحات المسئولين الأمريكيين التى تُبرر جرائم إسرائيل وتؤكد أن الفلسطينيين هم الذين خرقوا الهدنة- وتكرر الحديث الذى لم يعد له معنى عن "نصائح" أمريكا التى لا تتوقف لإسرائيل بعدم استهداف المدنيين.. مع التأكيد هذه المرة أن إسرائيل تملك من الأسلحة المتطورة ما يمكنها من تنفيذ ذلك!! ولا شك أن أمريكا هى خير من يتحدث عن ترسانة إسرائيل من الأسلحة.. فهى لم تكتف بفتح مخازن السلاح الأمريكى فى إسرائيل، بل قامت بتزويد الجيش الصهيونى منذ بداية الحرب بأكثر من 15 ألف قنبلة دقيقة متطورة، وحوالى 60 ألف قذيفة، والأخطر هو تزويد الجيش الصهيونى بمائة قنبلة خارقة للتحصينات تبلغ زنة كل واحدة منها 2000 رطل تم استخدام واحدة منها فى قصف "جباليا" وكانت النتيجة مائة شهيد معظمهم من الأطفال ومحو مربع سكنى من الوجود!! ولاشك أن ذلك كله كان فى إطار الجهد الأمريكى الكبير لتقصير أمد الحرب وتقليل الخسائر البشرية بين المدنيين"!!" أو ربما المساعدة فى تقليل "الكثافة السكانية" فى غزة.. وهو الاسم الجديد لمحاولة التهجير القسرى التى يرفضها شعب فلسطين رغم كل ما يواجهه، والتى لن تسمح بها مصر تحت أى ظرف.. ولاشك أن أمريكا "مع كل التقدير لنصائحها التى أسقطت حتى الآن 20 ألف شهيد فلسطينى" تعرف جيدًا أن تورطها فى حرب الإبادة الإسرائيلية قد أصبح أكبر من محاولة إخفائه بتصريحات مخادعة، أو بأكاذيب تقوم بترويجها حول "حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس"، الذى كانت ترجمته الحقيقية هى "حق إسرائيل فى إبادة شعب فلسطين أو تهجيره من أرضه". تعرف أمريكا أنها أصبحت شريكة لإسرائيل فى هذه الحرب، وأنها لن تستطيع تحمل تبعات هذه الشراكة التى ترفضها أغلبية الشعب الأمريكى نفسه. وتعرف أمريكا أن الحل لم يعد يومًا إضافيًا أو يومين من الهدنة، ولا طائرة مساعدات إنسانية ترسلها بعد خمسين يومًا من المذابح. الحل هو إيقاف الحرب تمامًا، والاعتراف بدولة فلسطين على كامل أرضها. هل تفعل أمريكا.. أم تكتفى بإرسال القنابل القاتلة وتقديم "النصائح"، التى أسقطت حتى الآن 20 ألف شهيد فلسطينى والتى تهدد بانفجار المنطقة كلها؟! الحقائق - حتى الآن - تقول إن أمريكا مستمرة فى الطريق الخطأ!!