الرأى العام العالمى أصبح أكثر إدراكا لحقيقة حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى. والحكومات التى كانت بعيدة عن الرأى العام فى بلادها تجد نفسها الآن مطالبة باحترام رأى شعوبها واتخاذ مواقف أكثر انحيازا للحق والقانون وليس للنازية الإسرائيلية!! انصاعت إسرائيل للهدنة المؤقتة وستضطر لتمديدها لأن حكومتها الفاشية لا تستطيع تحمل المظاهرات الداخلية التى تطلب إيقاف الحرب وعودة الرهائن، كما لا تستطيع الوقوف أمام ضغوط أمريكا التى يخشى معظم مواطنيها من التورط فى حرب الإبادة أكثر فأكثر، والتى بدأت ترتفع فيها أصوات مؤثرة مثل السناتور ساندرز وغيره من أعضاء الكونجرس الذين يطالبون بوقف فورى للحرب، والأهم أنهم بدأوا يطالبون بربط المساعدات الأمريكية الكبيرة لإسرائيل بمدى التزامها بقرارات الشرعية الدولية واحترام القانون الدولى الإنسانى.. وهو ما كانت إسرائيل تتجاهله طوال السنوات الماضية فى حماية أمريكية تمنع عقابها وتدعم بقاءها خارج القانون وفوق المحاسبة!! تغيرت المواقف العالمية عما كانت عليه فى بداية حرب الإبادة الإسرائيلية. حجم الجرائم الإسرائيلية التى ارتكبتها فى خمسين يوما من ذبح الأطفال وقتل الأبرياء صدم العالم كله. افتضاح الأكاذيب الإسرائيلية حول أحداث 7 يناير وحول تعمد قتل المدنيين وقصف المستشفيات أفقد الرواية الإسرائيلية أى مصداقية، ووضع من أيدوها وروجوا لها «وفى المقدمة أمريكا»، فى موقف صعب لم يعد يكفى لعلاجه هدنة قصيرة أو مساعدات محدودة مازالت إسرائيل تعرقل وصولها إلى أشقائنا فى غزة. مشروع القانون العربى الإسلامى الذى تم تقديمه لمجلس الأمن ينطلق من هذه النقطة التى تركز عليها جهود مصر، وجهود كل دول العالم التى تدرك أنه لا سلام فى المنطقة بدون حل عادل لقضية فلسطين لابد أن تتواصل بعد أن انكشف الغطاء تماما عن وجه إسرائيل النازى الذى جعلها خطرا حقيقيا على سلام العالم وأمنه. لم يعد هناك مفر من أن يكون الهدف الأساسى الآن هو الوقف الفورى والدائم لاطلاق النار والاعتراف بفلسطين عضوا كامل العضوية فى الأممالمتحدة ودولة على كامل حدودها الدولية، وبدء اتخاذ الإجراءات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى غير المشروع لكل الأرض الفلسطينية ولكل شبر من القدسالشرقية عاصمة فلسطين. السقوط الإسرائيلى هذه المرة يتعذر تمريره، والانحياز الأمريكى والأوروبى لإسرائيل أصبح عبئا لحكومات تواجه شعوبها التى تنحاز للعدل وترفض مشاركة بلادها فى المذابح المستمرة ضد شعب فلسطينوأمريكا بالذات تعرف جيدا أن كل محاولاتها لتصفية قضية فلسطين قد باءت بالفشل، وأن الحديث عن حل الدولتين لم يعد ممكنا الاستمرار فيه كغطاء لاستمرار إسرائيل فى اغتصاب الأرض والمضى فى مؤامرة التهجير، وأن كل مشروعات الصفقات قد سقطت مع من سقطوا فى مجازر إسرائيل وحرب الإبادة الصهيونية. لم يعد إلا الاعتراف بدولة فلسطين على حدودها التاريخية طريقا للأمن والسلام.. السلام الحقيقى وليس سلام أوسلو الذى اغتالته إسرائيل، أو سلام بن غفير الذى سيقود إسرائيل لأكبر كوارثها!!