سجلت البيتكوين العملة المشفرة الأولى عالميًا ارتفاعات قوية خلال الأسابيع الاخيرة، حيث وصلت إلى أعلى مستوى مسجل خلال 2023، عند مستويات 38 ألف دولار للوحدة الواحدة من عملة البيتكوين. رغم أن الأسعار مازالت بعيدة عن أعلى مستوياتها على الإطلاق والتي سجلتها العملة المشفرة خلال شهر نوفمبر من عام 2021 عند مستويات 69 ألف دولار، وهو أمر ليس غريب بالنسبة لأصل مالي يتميز بالتقلبات الكبيرة صعودًا وهبوطًا على مدار العام. في هذا الشأن دار الكثير من الخلاف في العالم العربي والإسلامي من بين الجهات التشريعية حول مدى شرعية التعامل في البيتكوين سوء بالشراء والبيع، او التعدين والتخزين، وهل هو حلال أم حرام البيتكوين الأصل الآمن، والذهب الرقمي ترجع التقلبات الكبيرة لسعر العملة المشفرة، لأسباب متنوعة ما بين الاستفادة من عملية التحفيز الكمي الكبيرة التي أطلقتها البنوك المركزية حول العالم خلال فترة الجائحة بهدف إنعاش الاقتصاد العالمي من حالة الركود المتوقعة بسبب الإغلاق الاقتصادي لتسجل العملة المشفرة الأولى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بينما تراجع سعر البيتكوين بشكل كبير خلال عام 2022 مع بدء تلك البنوك عملية تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة. حيث رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على مدار أحد عشر اجتماعًا دفع سعر الفائدة في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوى في 22عام عند نسبة تتراوح ما بين 5.25% إلى 5.5%. بينما يمكن تفسير تلك التغييرات وأسبابها، حيث تمثل السياسة النقدية أحد أبرز العوامل المؤثرة على حركة الأصول المالية بشكل عام، خاصة إذا تمت مقارنة تحركات أسعار البيتكوين والذهب في نفس الفترة، حيث ارتفع الذهب مع سياسة التحفيز بينما تراجع مع بداية دورة التشديد النقدي من قبل البنوك المركزية حول العالم. الا ان الفارق يتجلى في ظرف مثل الحرب الروسية في أوكرانيا او أزمة المصارف في الولاياتالمتحدةالأمريكية في بداية العام الجاري، والتي دفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية فوق مستويات 2000 دولار للأونصة مع زيادة الطلب على الذهب الذي يصنف آمن من الدرجة الأولى لدى المستثمرين، وهو مالم يحدث مع سعر البيتكوين التي استقرت عند مستويات متدنية نسبيًا خلال تلك الفترة، الأمر الذي دفع الكثير من المحللين لنفي صفة الذهب الرقمي او الأصل الأمن لعملة البيتكوين. صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين خلال العام الجاري، شهدت فكرة الاستثمار تحول إيجابي مع طلب أكبر صندوق استثماري في العالم بلاك روك (BlackRock) من هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC)في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الموافقة على تأسيس صندوق بيتكوين متداول في البورصة (Bitcoin ETF) بشكل مباشر، الأمر الذي رفع من موجة التفاؤل لدى المستثمرين، خاصة وأن تأسيس ذلك النوع من الصناديق من شأنه أن يعزز اعتماد وشرعية العملة المشفرة ويجذب المزيد من المستثمرين من المؤسسات والأفراد إلى هذا النوع من الاستثمار. علماً، انه لم تتم الموافقة بشكل فعلي حتى تاريخ كتابة هذا التقرير على ترخيص صناديق استثمار متداولة للبيتكوين تحتفظ بعملة البيتكوين. حيث بررت الهيئة على عدم الموافقة حتى الآن بسبب مخاوف بشأن التلاعب والاحتيال، وعدم وجود قواعد لحماية المستثمرين بشكل جدي في هذا السوق الجديد نسبيًا. يتلخص دور صندوق الاستثمار هو صندوق متداول في البورصة يهدف إلى تتبع تحركات أسعار البيتكوين، العملة المشفرة الأولى والأكثر شيوعًا. تم تصميم صناديق البيتكوين المتداولة بهدف توفر طريقة منظمة، وأكثر راحة للتعرض للبيتكوين دون الحاجة إلى شرائها أو تخزينها أو تأمينها. تنقسم من صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين إلى أنواع مختلفة، وذلك اعتمادًا على كيفية استثمارها في البيتكوين. تعتمد بعض صناديق البيتكوين المتداولة على عقود البيتكوين الآجلة فقط، وهي اتفاقيات لشراء أو بيع العملة المشفرة بسعر وتاريخ محددين في المستقبل. حيث لا تمتلك صناديق الاستثمار المتداولة هذه أي عملة بيتكوين بشكل فعلي، ولكنها تستفاد من تقلبات أسعارها عبر تداول عقود بيتكوين الآجلة في البورصات المنظمة مثل بورصة شيكاغو التجارية (، من أبرز الأمثلة لتلك الصناديق هو صندوق برو شير بيتكوين استراتجي (ProShares Bitcoin Strategy ETF). هناك نوع آخر من تلك الصناديق الاستثمارية وهي تعتمد في استثمارتها على مزيج من العقود الآجلة، وأسهم الشركات التي لها صلة بتداول، او تخزين، او تعدين العملة المشفرة، يتمثل نوع الاستثمار في تلك الصناديق في تتبع سعر العملة المشفرة ومدى إمكانية الاستفادة من النمو المستقبلي لهذه الصناعة. من أبرز أنواع تلك الصناديق، صندوق بيتكوين استراتيجي (Bitcoin Strategy ETF).