ينوي جيش الاحتلال الإسرائيلي القيام بعملية برية واجتياح شامل لقطاع غزة ضمن حربه التي يقوم بها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الجاري، ردًا على عملية "طوفان الأقصى"، التي قامت بها المقاومة الفلسطينية صبيحة 7 أكتوبر، وأصابت الداخل الإسرائيلي بالهلع، وجعلت منظومة الأمن والاستخباراتات الإسرائيلية محل شك في تل أبيب. ولا يتوان قادة جيش الاحتلال من الإذعان بأنهم على وشك القيام بحرب برية في قطاع غزة من أجل "القضاء على حماس"، حسب تعبيرهم، في وقتٍ يواصل طيران الاحتلال قصفه للمباني والمساكن وحتى المستشفيات في قطاع غزة وأوقع اكثر من 5000 شهيد إلى حد اللحظة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أول أمس الأحد 22 أكتوبر، إن حرب إسرائيل في غزة يجب أن تكون "الأخيرة" في القطاع الفلسطيني لأنه "لن يكون هناك وجود لحماس" بعد ذلك. وبدأ الجميع يتأهب لدخول إسرائيل في حرب شاملة تشمل اجتياحًا بريًا، غير مأمون العواقب، في انتظار مدى تحقق ذلك على أرض الواقع، أم أن جيش الاحتلال والمسؤولين السياسيين في تل أبيب لديهم تخوفات وهواجس تجاه تلك الخطوة. قدرة إسرائيل على الحرب البرية وفي غضون ذلك، قال عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، "أعتقد أن إسرائيل تستطيع القيام بالتدخل البري في غزة"، مستطردًا بالقول: "لكن هل تستطيع تحقيق أهدافها؟.. فهذا يعتمد على طبيعة المقاومة على الأرض وقدرة المقاومين على الصمود وإطالة مدى المعركة". واستدرك قائلًا: "إلا أن القدرات العسكرية التي تملكها إسرائيل إضافة إلى الدعم العسكري المطلق من أمريكا يجعل لديها دافع أكبر لتنفيذ الهجوم البري". وحول توقعه لمدى نجاح تلك العملية، قال مطاوع ل"بوابة أخبار اليوم"، "صعب الحديث عن نسبة لاعتبارات كثيرة أهمها أنه ليس لدينا معطيات تتعلق بأماكن القصف الجوي ومدى تأثيره على الأنفاق". حرب برية سابقة وأشار مطاوع إلى أن إسرائيل قامت من قبل في حرب 2008-2009 باجتياح بري ووصلت إلى منتصف مدينة غزة من ثلاث محاور. وحول مدى نجاحها في ذلك التوقيت، قال مطاوع: "عسكريًا إسرائيل اجتاحت، لكن لم تواصل العملية بسبب أن (باراك) أوباما كان قد فاز بالانتخابات، فأرسل كونداليزا رايس ونقلت رسالة أن الرئيس الأمريكي لن يُنصب على شاشات منقطة بالدماء". وبدوره، قال الباحث الفلسطيني أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن إسرائيل جربت الحرب البرية في 2008، ولم تكن المقاومة قادرة على السيطرة على غزة، وتمكنوا (جيش الاحتلال) من حصر المقاومة في مدينة غزة، ولكن حينما لم يجدوا أحد يأخذ حمل غزة منهم، وعرضوا وقتها ذلك على السلطة (الفلسطينية)، اضطروا للانسحاب وأضاف الرقب، ل"بوابة أخبار اليوم"، أن "إسرائيل غيرت من إستراتيجيتها في التعامل مع حركة حماس، ولكنهم حاولوا أيضًا الاجتياح البري في 2014، ولكن وجدوا مقاومة ولم يكملوا العملية البرية، وتوقفت العملية". الحرب أشرس وتابع قائلًا: "أعتقد أن هذه المرة ستكون أشرس لأن المقاومة تمكنت من تغيير الجغرافيا الساحلية لقطاع غزة، من خلال بناء الأنفاق تحت الأرض ومغارات وجبال تساعد الحرب الشعبية". وأشار الرقب إلى أن هذا الأمر جعل الاحتلال في الحرب البرية، وكان هناك محاولة على تخوم قطاع غزة شرق خان يونس والاحتلال وجد هناك مقاومة شرسة، وقُصفت دبابة والآليات التي كانت معهم، وبحسب الاحتلال قُتل جنديٌ وأصيب آخرون. تخوف إسرائيلي وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن هناك تخوفًا من الحرب البرية وهو ما نصح به الأمريكان بعدم دخول الحرب البرية، مستطردًا: "ولكن ما تحدث عنه الجيش الإسرائيلي أنهم قالوا: نحن جاهزون وننتظر قرارًا سياسيًا". ولفت الرقب إلى أن الناطق باسم جيش الاحتلال اليوم قال إن الحرب البرية قد نوقفها ونوقف هذه الحرب إذا قامت حركة حماس بالاستسلام وتسليمهم 200 أسير لدى حماس. ونبه الرقب قائلًا: "لكنهم حتى هذه اللحظة يخشون الحرب البرية ويخشون تبعاتها، ونتنياهو مع إطالة أمد الحرب عن طريق هذا القصف الهمجي، والذي يستهدف قطاع غزة، حيث تحول قطاع غزة إلى أطلال وتم هدم 30% من مباني القطاع"، مضيفًا أن "نتنياهو يتوقع أنه إذا دخل الحرب البرية سيخسر مئات أو لآلاف الجنود في تلك الحرب".