لم تأت دعوة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين G20 لتعكس عمق ومتانة العلاقات الثنائية الاستثنائية والتاريخية التى تربط بين كل من مصر والهند على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على مر العصور منذ عهد رئيس الوزراء جواهر لال نهرو ومشاركة مصر ودعوتها لتأسيس نواة حركة دول عدم الانحياز بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر منذ اكثر من 67عاما والتى لعبت دورا مهما فى الأمن والسلم فى العالم وقد ساهمت فى القضاء على الاستعمار والحفاظ على استقلال الدول وسيادتها بعد أن كانت نتاجا للحرب الباردة .. كذلك لم تأت هذه الدعوة من فراغ وإنما ترجع لثقل مصر ووزنها ليس فقط فى محيطها العربى والاقليمى ولكن على المستوى الدولى والعالمى أيضا ..لذا لم يكن غريبا أن يركز الرئيس السيسى خلال أعمال القمة على مختلف القضايا التى تهم الدول النامية بوجه عام وخاصة الافريقية لاسيما ما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية فى الاقتصاد العالمى على نحو متكافئ على خلفية ما يوفره ذلك من فرص ومزايا متبادلة تسهم فى جذب الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادى والتنمية لجميع الاطراف .. كما أكد الرئيس خلال مشاركته على ضرورة تقديم المساندة الفعالة للدول النامية لتحقيق التنمية المستدامة فى مواجهة التداعيات السلبية على الاقتصاد والغذاء والطاقة فى ظل ما شهده العالم من أزمات جراء تفشى فيروس كورونا ثم الحرب الروسية الاوكرانية .. فضلا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار الاتفاقيات الدولية لتغير المناخ وتمكين الدول النامية من القدرة على زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة .. وغيرها من القضايا التى تهم منطقتنا .. لاشك ان مشاركة الرئيس السيسى فى هذه القمة الدولية كانت بالاهمية خاصة انها تضم رؤساء وزعماء القوى الكبرى فى العالم وهو ما يعد فرصة سانحة ليكون صوت مصر حاضرا دائما فى مثل هذه المحافل الدولية والعالمية .
