على مدار 23 يومًا، ظلت شرطة لانكشاير البريطانية، تبحث لغز اختفاء مطورة العقارات نيكولا بولي، 45 سنة، بدأ الأمر بإبلاغ عائلتها واصدقائها عن اختفائها الذي استمر يومًا بعد الآخر لتبرره الشرطة بتكثيف التحقيقات والكشف عن معاناة نيكولا من الحالة النفسية السيئة والاكتئاب في الاسابيع الاخيرة لأسباب شخصية ومهنية، وانتهى الامر بالعثور على جثتها في نهر واير في لانكشاير، وفوجئ الجميع بنشر فيديو لهذا المشهد دون علم الشرطة، وحينها تلقت الشرطة هجومًا كبيرًا بسبب بطء إجراءات البحث وكذلك ابعاد الشبهات الجنائية بالتلميح إلى كون الحادث انتحار لإنهائها في اسرع وقت ممكن. لم ينته لغز مقتل نيكولا؛ لتلفت القضية الأنظار نحو مصور فيديو انتشال جثة نيكولا الذي يطلق على نفسه «محقق التيك توك» او كيرتس أرنولد الذي أسهم في تحويل قضية نيكولا الى حديث البريطانيين على منصات السوشيال ميديا، ليضع كل شخص نظريته وتحليله لأسباب الحادث، وفي النهاية فوجئ الجميع بإلقاء القبض على كيرتس ارنولد ليواجه العديد من التهم بدءًا من قيامه بتصوير انتشال جثة نيكولا وبث الفيديو مباشرة عبر السوشيال ميديا وحتى محاولة تحليل القضية والتعهد بالوصول سريعًا إلى تفاصيل لم تصل اليها الشرطة. فوجئت الشرطة بأزمة انتشار المحققين الهواة للسوشيال ميديا في مكان انتشال جثة نيكولا لتصدر أمرًا بمنع دخول الغرباء إلى القرية لمدة 48 ساعة، واكدت رئيسة المباحث ريبيكا سميث؛ أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي كانوا يلعبون دور المحققين الخاصين وهو ما يتسبب في تعطيل تحقيقات الشرطة الاساسية حيث اعتمد محققو السوشيال ميديا على الإساءة إلى الشهود واقتحام المباني المهجورة للبحث عن المشاهدات وصرف انتباه المحققين عن الحادث. اقرأ أيضًا | الحكم بالسجن على زوج صفع زوجته أثناء بث مباشر على «تيك توك» يواجه محقق التيك توك كورتيس أرنولد -34 سنة- تهم بالاشتباه في ارتكابه اتصالات كيدية وإفساد مسار العدالة عبر تحقيقاته الوهمية حول الضحية وهى ام لطفلين، وتم الإفراج عنه بكفالة حتى يونيو، وتنص شروط الكفالة الخاصة به عدم مشاركة محتوى على الإنترنت حول القضية أو مناقشتها علنًا، وكذلك حظر دخوله لانكشاير من الاساس، وظهر كورتيس على اليوتيوب ليتحدث عن قضيته مؤكدًا أنه ممنوع قانونًا من الحديث عن قضية نيكولا بعد القبض عليه في مكان الحادث مشيرًا إلى معاناته من آثار الاعتقال ولديه علامات على يديه بعد اقتياده في منتصف الليل بعد بث الفيديو قائلا: إن الشرطة كان بإمكانها الاتصال به وإجراء مقابلة إلا أنه خضع لتحقيقات اكثر من ساعتين كمتهم دون ارتكاب جريمة سوى نشر فيديو بشكل علني.
