الضائعة

تحملت معه حياة قاسية مليئة بالمصاعب وعانت خلالها شظف العيش، خاصة انه كان يعمل «سباك» ليس له أجر ثابت، فتقدمت لأكثر من جهة للعمل بها لتتمكن من مساعدته في تربية أبنائهم الأربعة، حتي تمكنت أخيرًا من الإلتحاق بمهنة بسيطة استطاعت بها أن تسهم في الإنفاق علي المنزل، وبمرور الوقت تحسنت أوضاعهما المادية نوعًا ما، ثم جاءت للزوج بخبر حصوله علي عقد عمل بإحدي الدول العربية، بعد أن شعرت وقتها بأن هذه الفرصة هي طوق النجاة الذي سينتشلهما من بئر الفقر والحرمان.
وأخذت تحلم وترتب مع زوجها كيف ينظمان حياتهما علي الوضع الجديد، وكيف سيؤمنان مستقبل أطفالهم الأربعة وسافر الزوج، وبدأ يرسل لهم الأموال، ولكن فجأة انقطع هذا السيل بعد عدة أشهر، وانقطعت أجازتها وعادت إلي عملها مرة أخري، لتبدأ طاحون العمل من جديد ومرت شهور طويلة، ومع أول زيارة للأب الغائب عاد وحمل معه المفاجأة الكبري، فتوقع الجميع أن يعود ببعض الهدايا والأمتعة لتجهيز إبنته الوحيدة، ولكنه عاد بزوجة وطفل فلم تنطق الزوجة، وثار الأبناء عليه لتخليه عنهم في هذا الوقت العصيب، بدلًا من أن يقف بجانبهم ذهب ليمتع نفسه بحياة جديدة مع فتاة تصغره ب 15 عامًا.
لم يكتف الزوج بذلك.. بل كان كلما حضر في إجازة إلى مصر يصطحب معه زوجته وأبنائه منها، ويقيمون في منزل زوجته الأولي وكانت الثانية كثيرًا ما تحبك المكائد وتوجه الإهانات لزوجته الأولي أم أولاده، والتي لم تنطق بأي كلمة حتي تربي أبناءها ونجحت في ذلك، حيث ساعدت في زواج ابنتها الصغيرة والتي استطاعت تزويجها زيجة مناسبة.
فكان زوج ابنتها يعمل في السلك الدبلوماسي وجاء يوم زفاف إبنتها وبعد أن اطمأنت عليها عادت إلي المنزل، وطلبت من زوجها الطلاق مبررة ذلك أنها تحملت كثيرًا ولم تعترض حتي تطمئن علي أبنائها، فاعتبر الزوج أن ما فعلته الزوجة خديعة لاستنزاف المال اللازم لتجهيز ابنائها ثم طلبت الطلاق، فهددها بأنه سيجعلها معلقة وخادمة لزوجته الصغيرة وابنائها.
إلا أنها بادلته التهديدات، مؤكدة أنها ستذهب لمحكمة الأسرة تطلب الطلاق خلعًا فهددها هو أيضًا بأنها إن فعلت ذلك سيذهب ويضرب زوج ابنتها الدبلوماسي ويطلقها منه ويفضحهم أمامه ولكنها أصرت، وأمام رئيسة مكتب تسوية الأسرة روت حكايتها مطالبة بالخلع من زوجها وإبرائه من جميع مستحقاتها، فحاولوا تسوية الدعوي وديا ولكنه رفض فلم يكن هناك بد من ارسال خطاب رسمي موجه له من المحكمة ..وتم الخلع !
اقرأ أيضا | النصب باستغلال لقمة العيش.. سقوط عصابات «التأشيرات المزورة» بالقاهرة