انتقد السفير الأمريكي لدى تل أبيب، توم نيدس، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، مؤكدا أن واشنطن لن تقبل أي مساس بالوضع الراهن في القدس. وقال نيدس في تصريح لموقع "والا" العبري: "ليكن واضحا.. نحن معنيون بالحفاظ على الوضع الراهن وأي عمل يحول دون ذلك غير مقبول. قلنا هذا بوضوح للحكومة الإسرائيلية". اقرأ أيضا: نتنياهو قرار الأممالمتحدة: لن يكون ملزما لإسرائيل والوضع الراهن أو ما يعرف بالإنجليزية ب "ستاتس كو"، هو ذلك المتعلق بإدارة الأماكن المقدسة بالقدسالشرقية منذ إقراره في العهد العثماني. واستمر الوضع الراهن خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين (1920-1947) ولاحقا في العهد الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967. وينص الوضع الراهن، بما في ذلك على أن المسجد الأقصى مكان مقدس للمسلمين فقط وتحت إداراتهم. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي لتغيير الوضع الراهن، عبر تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين اليهود والمسلمين، وبدأت إسرائيل في السماح للمستوطنين اليهود بتنفيذ اقتحامات للأقصى منذ عام 2003. وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، قال عضو الكنيست "تسفيكا فوجيل" من حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) برئاسة بن غفير إن حزبه سيسعى لتغير الوضع الراهن في القدس. وقال فوجيل لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "أفترض أننا في المستقبل سنطلب عقد مناقشة في الحكومة حول تغيير الوضع الراهن". وصباح الثلاثاء، اقتحم الوزير المتشدد بن غفير، على نحو مفاجئ، باحات الأقصى، بعدما أكد أمس، إرجاء هذه الخطوة التي يصفها الفلسطينيون بالاستفزازية إلى الأسابيع اللاحقة. وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى منذ توليه مهام منصبه وزيرا للأمن القومي يوم الخميس الماضي، ضمن حكومة شكلها نتنياهو من أحزاب أقصى اليمين الديني والقومي. واقتحم بن غفير المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة (تجاوزت ال 20 عنصرا من الشرطة وحرسه الخاص)، من جهة باب المغاربة. وقال بن غفير عقب اقتحام المسجد: "حكومتنا لن ترضخ لتهديدات حماس. ونحافظ على حرية الحركة للمسلمين والمسيحيين، ولكن اليهود سيصعدون أيضا إلى جبل ومن يهددون يجب التعامل معهم بقبضة من حديد"