الازمة الاوروبية الامريكية فى تصاعد رغم زيارة الرئيس ماكرون الى واشنطن منذ ايام ولقائه مع الرئيس بايدن الذى اعترف ان ازمة الغواصات الفرنسية بالتصرف غير الائق الا أن فرنسا التى تقود تمرد اوروبى على واشنطن وتسعى لتقارب حقيقى مع روسيا رغم الازمة الاوكرانية لم تقتنع ولن تستطع ان تقنع الاوروبيين الذين يشتكون من الجهود الأمريكية التى تسببت ب«التضخم الجشع» الذى تعانيه كل دول القارة العجوز وتواجه أوروبا حاليا واقعا معقدا بسبب الحرب فى أوكرانيا وسط تأثر تدفقات الوقود وجعلت سعر الغاز فى أوروبا تتضاعف ويتهم المسئولون الأوروبيون واشنطن باستغلال هذه الحرب لزيادة هيمنتها الاقتصادية على العالم باريس كانت تنتظر دعما أكبر فى عمليات التدخل العسكرى الهادفة إلى مكافحة الجهاديين فى منطقة الساحل التى قتل فيها الكثير من الجنود الفرنسيين لكن لم يحدث. وتزايد الغضب الفرنسى بعد الإعلان عن تحالف جديد أطلق عليه اسم «أوكوس» بين امريكاوأستراليا وبريطانيا فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ العام الماضى بالإضافة إلى عدم استشارتها وشعرت باريس بخيبة أمل كبيرة لان هذه الشراكة المتمثلة جعلت أستراليا تتخلى عن عقد ضخم لشراء غواصات فرنسية بقيمة 35مليار دولار. الرئيس ماكرون قال فى واشنطن ان برنامج امريكا للاستثمارات والإعانات لمساعدة الشركات المحلية يهدد «بتفتيت الغرب» وحذر من «خطر» أن تذهب أوروبا عموماً وفرنسا تحديداً ضحية للتنافس التجارى الراهن بين واشنطن وبكين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم وحث ماكرون الأوروبيين على «التخلى عن السذاجة» و»استخلاص العبر» من الخيارات الاستراتيجية الجديدة لواشنطن التى تتركز على خصومتها مع الصين. ومن جانبه انتقد «برونو لو مير» وزير المالية الفرنسى امريكا لأنها تعتزم استغلال أزمة الطاقة على حساب اوروبا. فرنسا ليست وحدها الاتحاد الاوروبى غاضب فوزير المالية الألمانى ليندنرحذر من حرب تجارية بين المانياوواشنطن. وأعربت العديد من الأصوات الأوروبية عن القلق بشأن تداعيات قانون خفض التضخم الأمريكى على الصناعة الأوروبية وثارت بروكسل ضد الاجراءات الامريكية خاصة اعتمادات المناخ وتزايد الغضب الاوروبى والفرنسى بشكل خاص يجعل التحالف القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فى مهب الريح.
