واحد من أقدم وأهم المساجد الأثرية في صعيد مصر، فعلى بقعة طاهرة مميزة شهدت دخول المسلمين الأوائل لمدينة أرمنت جنوبالأقصر، يتخذ الجامع العمري موقعًا مميزًا في قلوب المصلين والمتباهين بتاريخ بلدهم. خليفة فاضل أحد المرشدين السياحيين بالأقصر تحدث عن أن أساس الجامع قديم جدا ويعود إلى بداية وصول المسلمين إلى الأقصر في عهد الصحابي عمرو بن العاص، كما يضم مئذنة قديمة جدا. يعتبر المسجد الحالي الأثري مبني على أساس المسجد الذي بني في عهد سيدنا عمرو بن العاص، ويعد المسجد من المزارات السياحية بمركز أرمنت وتم ضمه إلى هيئة الآثار الذي تسعي إلى ترميمه والحفاظ عليه. وأمام تعرض جدران الجامع للتصدع، صدر قرار بإغلاقه بعد صلاة عصر الجمعة الموافق 1/11/1985، وتم ترميمه 1990، ليصبح أول إمام له الشيخ عبدالدايم محمد الدرديري وأول درس كان للشيخ فتحي محمد عمر عن الفتح الإسلامي. ويروي عبدالمنعم عبدالعظيم، مدير مركز دراسات ثراث الصعيد بالأقصر، أن المحافظة يوجد بها ثلاثة مساجد عمرية أثرية منها المسجد العمري العتيق في مركز إسنا، والمسجد العمري في أرمنت الحيط، حيث تم بناؤه في العهد الفاطمي وبناه عبيد بن عبد الله. وأخيرا الجامع العمري في أرمنت الوابورات، والذي تم بناؤه في عهد مصطفي فاضل شقيق الخديو إسماعيل عام 1855 عندما قام ببناء مصنع السكر، مؤكدا أن الثلاثة مساجد لا تزال بحالة جيدة. ويبلغ ارتفاع المئذنة 25 مترا، وتتميز المئذنة من الداخل بسلم داخلي يدور حول عمود في الوسط تلتف حوله درجات المئذنة التي تصعد من باب الدخول حتى القبة، وذلك من خلال 99 درجة من الطوب بنيت مقدمتها من الخشب وحاليا يجرى العمل حاليًا على إعداد مشروع لإنشاء سور كريتال حول السور الأثري الموجود أمام جامع العمري بمنطقة أرمنت بالأقصر، بحسب ما ذكره الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار. مشروع مميز يأتي رغم ما أثير مؤخرًا حول وجود بعض الأحجار الأثرية الملقاه بالشارع والتي يستخدمها الأهالي كبديل للكراسي ومواقد للتدفئة، وهو ما وصفه ب«المخالف للحقيقة»، حيث تمثل هذه الأحجار «سور أثري يمتد حوالي 50 مترا، عبارة عن مدماك أو اثنين فوق سطح الأرض وباقي السور تحت سطح الأرض.