بالتزامن مع الانتخابات النيابية.. «حماة الوطن» يدشن برنامجًا لإدارة الحملات الانتخابية    طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بالمنيا يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    "التميز في النشر العلمي الدولي" ورش عمل بجامعة حلوان    «التضامن» تقر قيد 6 جمعيات فى 4 محافظات    أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بسوق العبور اليوم الخميس (جملة)    بعد الزيادة الكبيرة في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الخميس 22 مايو 2025 بمنتصف التعاملات    السيسي يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة «شل» العالمية    الجريدة الرسمية تنشر 9 قرارات جديدة لرئيس الوزراء في عدد اليوم الخميس 22 مايو 2025    رئيس اتحاد الغرف البلغارية: يوجد فرص استثمارية بين مصر وبلغاريا في الزراعة والطاقة والمواصلات    الحكومة تستعرض تفاصيل مشروع القطار الكهربائي السريع.. 2000 كم و60 محطة لنقلة حضارية في النقل الأخضر    الجامعة العربية: فقدان التنوع البيولوجى تهديد مباشر لرفاهية الإنسان وأمن المجتمعات    بعد حادث واشنطن.. صحيفة عبرية توجه اتهامات ل «الموساد» (ما القصة؟)    مؤيد لفلسطين وتبرع لحملة بايدن.. من هو مطلق النار على موظفي سفارة إسرائيل ب واشنطن؟    حيش الاحتلال ينذر سكان 14 حيا في شمال غزة بالإخلاء تمهيدا لتوسيع عملياته العسكرية    عاجل- وزير الخارجية الإيطالي: إسرائيل تنتهك القانون الإنساني وندعم المقترح المصري لإعمار غزة دون تهجير    وزير الخارجية يلتقي مع المفوض الأوروبي للصحة    وزير الأوقاف يُدين استهداف وفد دبلوماسى دولى بنيران قوات الاحتلال فى جنين    معاريف: إطلاق النار بواشنطن ثاني فشل ل الموساد خلال عام    إمام عاشور يغادر المستشفى.. وفحص طبي جديد في مران الأهلي    564 ألفا و592 طالبا يؤدون امتحانات النقل بالفيوم.. صور    البدء في تصحيح أوراق امتحانات الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بمطروح    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    القبض على 19 متهمًا بحوزتهم مخدر «الآيس» في بورسعيد    عامل ينهي حياة زوجته ب«عصا خشبية» بسبب خلافات أسرية بسوهاج    تعدى على الملكية الفكرية.. سقوط مدير مطبعة غير مرخصة في السلام    ارتكبوا 4 جرائم مشابهة.. القبض على لصوص المساكن في الحي الراقي    تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 22-5-2025 فى الإسماعيلية.. فيديو    الكشف اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    الأحد.. وزير الثقافة يدشن تطبيق "ذاكرة المدينة" الخاص بجهاز التنسيق الحضاري    الليلة.. قصور الثقافة تقيم معرض تجربة شخصية بالعريش ضمن مشروع المعارض الطوافة    الأوقاف تشارك في ورش عمل لتصحيح السلوكيات والممارسات الصحية خلال عيد الأضحى    وزير الصحة يُهنئ رئيس هيئة «الاعتماد والرقابة» لحصوله على جائزة الطبيب العربي ل2025    المستشفيات الجامعية تنظم الاحتفالية السنوية لنظافة الأيدي احتفالا باليوم العالمي    عاصي الحلاني يختتم مهرجان القبيات الفني في لبنان أغسطس المقبل    الزمالك في مواجهة نارية ضد الترجي بنصف نهائي كأس الكؤوس الإفريقية لليد    جدول ترتيب الدوري السعودي قبل مباريات اليوم    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام الاتفاق في الدوري السعودي    بطولة أحمد داش.. الفيلم الأقل جماهيرية في شباك تذاكر السينما    نصف نهائي بطولة أفريقيا لليد.. الموعد والقناة الناقلة لمباراة الزمالك والترجي    سعر الدولار اليوم الخميس 22 مايو 2025 في البنك المركزي    تقرير رسمى: تحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ بداية العام وحتى الآن    دوري أبطال إفريقيا.. بيراميدز يشارك في حفل "كاف" للكشف عن الشكل الجديد لكأس الأبطال    الحكومة تعلن تعديل قانون التعليم في مصر| 12 سنة إلزامية    «فولكانو ديسكفري»: نشاط زلزالي محتمل في الإسكندرية أو القرب منها    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    لماذا زادت الكوارث والزلازل خلال الفترة الحالية؟.. أمين الفتوى يوضح    مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن    الفيلم الوثائقي الأردني "أسفلت" يفوز بجائزة في مهرجان كان السينمائي 2025    المستشار عبد الرزاق شعيب يفتتح صرحا جديدا لقضايا الدولة بمدينة بورسعيد    سامر المصري: غياب الدراما التاريخية أثَّر على أفكار الأجيال الجديدة    الزمالك يُكثف استعداداته لمواجهة بتروجت في دوري نايل    امتدح بوستيكوجلو دون ذكر اسمه.. صلاح يهنئ توتنهام بعد التتويج بالدوري الأوروبي    محافظ الغربية يُشيد بابنة المحافظة «حبيبة» ويهنئها لمشاركتها في احتفالية «أسرتي.. قوتي».. صور    الاسم زوج..والفعل «مستعار»    خالد الجندي: الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة «جائزة» بشروط شرعية    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغبى مؤامرة فى التاريخ

‬عندما ‬تقرأ ‬كتب ‬التاريخ ‬ستمر ‬الأحداث ‬الكبرى ‬فى ‬سطور، ‬تصبح ‬القرارات ‬المصيرية ‬عبارات ‬متراصة ‬بجوار ‬بعضها ‬البعض، ‬تقلب ‬الصفحات ‬فتنتقل ‬من ‬عصر ‬إلى ‬عصر ‬يفصل ‬بينهما ‬مئات ‬السنين، ‬يمكن ‬أن ‬يجد ‬البعض ‬فى ‬الأمرتسلية ‬محببة ‬أوحكاية ‬شيقة ‬أو ‬عظة ‬وعبرة ‬من ‬التأمل ‬فيما ‬جرى ‬لأحداث ‬صنعها ‬بشر ‬مروا ‬من ‬هنا ‬إلى ‬هناك ‬ورحلوا ‬عنا ‬ولم ‬يبق ‬منهم ‬إلا ‬أثر ‬الفعل.‬
لكن ‬هذا ‬التاريخ ‬الذى ‬يراه ‬البعض ‬شيقًا ‬فى ‬حكايته ‬أوتكمن ‬العظة ‬فى ‬أحداثه ‬هو ‬أكثر ‬تعقيدًا ‬من ‬هذا، ‬إنه ‬درس ‬الصراع ‬البشرى ‬الذى ‬لا ‬ينتهى ‬و ‬مخزون ‬الخبرة ‬الذى ‬نلجأ ‬إليه ‬فى ‬مواجهة ‬تقلبات ‬المستقبل ‬عندما ‬يحيد ‬عن ‬الطريق ‬الصحيح. ‬
قرأ ‬ويقرأ ‬الكثير ‬منا ‬التاريخ ‬المصرى ‬وإذ ‬أردنا ‬التعمق ‬فى ‬مجمل ‬تاريخ ‬هذا ‬الوطن ‬الممتد ‬لآلاف ‬السنين ‬فسنحتاج ‬عشرات ‬الأعمار ‬فوق ‬أعمارنا ‬لمعرفة ‬فقط ‬الخطوط ‬العريضة ‬لقصة ‬مصر ‬والمصريين ‬هذا ‬دون ‬الدخول ‬فى ‬تفاصيل ‬الأحداث. ‬
لا ‬يمكن ‬لسعة ‬هذه ‬السطور ‬أن ‬تناقش ‬التاريخ ‬المصرى ‬بأكمله ‬ولكن ‬يمكن ‬أن ‬تطل ‬سريعًا ‬على ‬مشهد ‬منه، ‬بداية ‬تكوينه ‬قبل ‬217 ‬عامًا ‬يوم ‬تأسيس ‬الدولة ‬المصرية ‬الحديثة ‬فى ‬العام ‬1805 ‬بتولى ‬محمد ‬على ‬باشا ‬الحكم، ‬من ‬المستحيل ‬فى ‬هذه ‬المساحة ‬سرد ‬أحداث ‬قرنين ‬من ‬الزمان ‬متخمة ‬بآلاف ‬من ‬دقائق ‬الأمور ‬والنجاحات ‬والإخفاقات ‬فى ‬تحقيق ‬الحلم، ‬الصعود ‬والهبوط ‬على ‬درجات ‬سلم ‬المستقبل.‬
يبقى ‬لنا ‬هذا ‬المخزون ‬من ‬الخبرة ‬الذى ‬تراكم ‬طوال ‬سنوات ‬والدرس ‬الذى ‬يصف ‬طبيعة ‬الصراع ‬الدائر ‬حتى ‬الآن ‬وتكشف ‬هذه ‬الطبيعة ‬من ‬هم ‬الأعداء ‬وأساليبهم ‬التى ‬تتبدل ‬وفق ‬مجريات ‬الزمن ‬والسياسات ‬والشخصيات ‬المؤثرة، ‬والأهم ‬فى ‬هذه ‬الطبيعة ‬أنها ‬تطرح ‬أسئلة ‬هل ‬كانت ‬بدايات ‬التأسيس ‬خالية ‬من ‬الصراع؟ ‬هل ‬تخلى ‬الأعداء ‬عن ‬غرضهم ‬أو ‬تراجعوا؟ ‬ماهى ‬اساليب ‬الأعداء ‬فى ‬إدارة ‬صراع ‬بهذا ‬الحجم ‬المهول ‬وطوال ‬قرنين؟ ‬والأهم ‬ماذا ‬كان ‬محور ‬هذا ‬الصراع ‬التاريخى؟ ‬
إجابات ‬الأسئلة ‬تبدأ ‬من ‬السؤال ‬الأخير، ‬كان ‬محور ‬هذا ‬الصراع ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬المستقل ‬الحديث ‬لأمة ‬عريقة ‬تريد ‬بقوة ‬وصبر ‬صناعة ‬وبناء ‬قواعد ‬مشروع ‬ينقلها ‬من ‬الماضى ‬إلى ‬المستقبل ‬عن ‬طريق ‬إصلاح ‬الحاضر.‬
عندما ‬تتوالى ‬الإجابات ‬ستظهر ‬الحقائق ‬وحجم ‬التضحيات ‬التى ‬قدمها ‬أبناء ‬الأمة ‬المصرية ‬للحفاظ ‬على ‬استمرارية ‬مشروعهم ‬الوطنى ‬المستقبلى ‬والمستقل ‬فى ‬قراره ‬يمكن ‬للبعض ‬أن ‬يدور ‬فى ‬دوامات ‬التأويلات ‬للحدث ‬لكن ‬أسفار ‬التاريخ ‬تسجل ‬بدقة ‬كل ‬شاردة ‬وواردة ‬والحقيقة ‬الثابتة ‬التى ‬مهما ‬حاول ‬شياطين ‬الإفك ‬تدميرها ‬تقول ‬إن ‬التاريخ ‬الحقيقى ‬يصنعه ‬الوطنيون ‬المنتمون ‬لهذه ‬الأرض ‬ويتخذ ‬قراراته ‬المصيرية ‬القادة ‬المخلصون ‬للروح ‬والهوية ‬المصرية ‬وينفذها ‬الشهداء ‬والأبطال ‬من ‬ابناء ‬أمتنا، ‬أما ‬الخونة ‬ووكلاء ‬العدو ‬والمأتمرين ‬بأمره ‬والمتآمرين ‬على ‬هذه ‬الأمة ‬فالتاريخ ‬المتيقظ ‬لأفعالهم ‬له ‬غضبة ‬لا ‬يتراجع ‬عنها ‬تجاه ‬هؤلاء ‬وهو ‬يدون ‬أسفاره ‬فهو ‬فى ‬غضبته ‬يسحقهم ‬ثم ‬يلقيهم ‬فى ‬مزبلة ‬هامش ‬التاريخ. ‬
لم ‬يكن ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬الذى ‬أرادته ‬الدولة ‬المصرية ‬منذ ‬لحظة ‬تأسيسها ‬هدفه ‬البحث ‬عن ‬دور ‬فى ‬منطقة ‬هى ‬قلب ‬العالم ‬أو ‬البحث ‬عن ‬نفوذ ‬ومكاسب ‬سريعة ‬أو ‬السيطرة ‬على ‬موارد ‬واستغلال ‬شعوب ‬لقد ‬كان ‬اساس ‬هذا ‬المشروع ‬نابعًا ‬من ‬روح ‬هذه ‬الأمة ‬الموغلة ‬فى ‬الإنسانية ‬الباحثة ‬عن ‬العدل ‬المعتزة ‬بهويتها ‬التى ‬تريد ‬من ‬مشروعها ‬أن ‬يكون ‬حضاريًا ‬يعطى ‬للآخر ‬ولايستغله ‬أو ‬يفقده ‬هويته ‬لم ‬تكن ‬مصر ‬فى ‬ذروة ‬قوتها ‬يومًا ‬ما ‬دولة ‬غازية ‬تسطو ‬على ‬مقدرات ‬الشعوب ‬أو ‬تستعبد ‬البشر ‬أو ‬تستلب ‬حيواتهم ‬بل ‬فى ‬اشد ‬لحظات ‬الوهن ‬فتحت ‬هذه ‬الأمة ‬ابوابها ‬لكل ‬لاجئ ‬يبحث ‬عن ‬الأمن ‬فوق ‬أرضها ‬دون ‬سؤال ‬عن ‬دينه ‬أو ‬عرقه ‬أو ‬لونه ‬أو ‬مذهبه ‬قدم ‬لهم ‬هذا ‬الشعب ‬الخير ‬لأنه ‬يحمل ‬داخله ‬جينات ‬التسامح ‬المرتبطة ‬بهويته ‬الرفيعة ‬والإنسانية ‬فى ‬تكوينها، ‬دائمًا ‬ما ‬حاول ‬المرجفون ‬تشويه ‬هذه ‬الحقائق ‬التى ‬رسختها ‬مصر ‬ونسجها ‬المصريون ‬قرنًا ‬بعد ‬قرن ‬وفى ‬كل ‬مرة ‬يسقط ‬فى ‬مزبلة ‬التاريخ ‬المرجفون ‬وأكاذيبهم. ‬
يبدو ‬من ‬حقائق ‬هذا ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬وطرحه ‬المنطقى ‬العادل ‬النزيه ‬والمتسامح ‬أنه ‬لا ‬يصنع ‬الأعداء ‬فمن ‬يحارب ‬العدالة ‬والنزاهة ‬والتسامح ‬أو ‬من ‬يبحث ‬عن ‬استغلال ‬الأمم ‬بدلا ‬من ‬التعاون ‬الحضارى ‬لكن ‬الواقع ‬ودروس ‬التاريخ ‬وطبيعة ‬الصراع ‬تقول ‬غير ‬ذلك ‬فكل ‬هذه ‬السمات ‬التى ‬تتحد ‬داخل ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬وتعطيه ‬قوته ‬الدافعة ‬هى ‬من ‬تخلق ‬لهذه ‬الأمة ‬ومشروعها ‬الأعداء ‬وهنا ‬تجد ‬الإجابة ‬عن ‬جوهر ‬ونوعية ‬العدو ‬الذى ‬يترصد ‬لهذه ‬الأمة ‬ولمشروعها ‬الوطنى ‬منذ ‬بدايته ‬مع ‬تأسيس ‬الدولة ‬المصرية ‬فى ‬القرن ‬التاسع ‬عشر، ‬إنه ‬الاستعمار ‬القديم ‬الذى ‬تحرك ‬بكل ‬أطيافه ‬وقوته ‬العسكرية ‬المباشرة ‬للقضاء ‬على ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬لأن ‬هذا ‬الاستعمار ‬القديم ‬لا ‬يريد ‬العدالة ‬ولا ‬النزاهة ‬ولا ‬التسامح ‬ولا ‬التبادل ‬الحضارى ‬بل ‬يريد ‬سيطرة ‬الظلم ‬و ‬الاحتيال ‬والاستغلال ‬لنهب ‬مقدرات ‬وثروات ‬الشعوب ‬الآمنة ‬فى ‬أوطانها ‬وكان ‬ظهور ‬المشروع ‬المصرى ‬بهذه ‬الأسس ‬الإنسانية ‬يعنى ‬تهديدًا ‬كاملا ‬لكافة ‬مصالحه ‬فى ‬منطقتنا ‬والعالم ‬لأنه ‬سيصبح ‬مرجعية ‬للشعوب ‬التى ‬تبحث ‬عن ‬الحرية ‬والاستقلال ‬والتنمية. ‬
لقد ‬حاربت ‬القوى ‬الاستعمارية ‬فى ‬القرن ‬التاسع ‬عشر ‬بعضها ‬البعض ‬مئات ‬السنين ‬جريًا ‬وراء ‬السيطرة ‬على ‬الأمم ‬المستضعفة ‬ونهب ‬ثروات ‬الشعوب ‬لكن ‬بمجرد ‬ظهور ‬المشروع ‬المصرى ‬وتأسيس ‬الدولة ‬المصرية ‬واتخذ ‬المشروع ‬قواعده ‬الجغرافية ‬والسياسية ‬نسى ‬جميع ‬المستعمرين ‬عداواتهم ‬واتحد ‬المتفرقون ‬ضد ‬الأمة ‬المصرية ‬لتكون ‬لندن ‬قبلتهم ‬بزعامة ‬بريطانيا ‬العظمى.‬
‬اتفق ‬الجميع ‬فى ‬صفاقة ‬ضد ‬الأمة ‬المصرية ‬ليوقعوا ‬اتفاقية ‬لندن ‬1840 ‬ومن ‬المفارقات ‬أن ‬العنوان ‬الرسمى ‬لهذه ‬المعاهدة ‬الجائرة "‬اتفاقية ‬إعادة ‬السلام ‬إلى ‬بلاد ‬الشام" ‬بعد ‬أن ‬حررت ‬مصر ‬الشام ‬من ‬الاستعمار ‬التركى ‬ووقفت ‬بقوة ‬أمام ‬النفوذ ‬الغربى ‬فى ‬المنطقة ‬بكاملها، ‬يمكن ‬للمرجفين ‬أن ‬يعودوا ‬لهذه ‬المعاهدة ‬وشروطها ‬ليعلموا ‬أن ‬غرضها ‬الاساسى ‬كان ‬القضاء ‬على ‬هذا ‬المشروع.‬
رغم ‬ماحدث ‬لا ‬ترضى ‬الأمة ‬المصرية ‬أن ‬تخرج ‬من ‬الصراع ‬وبالتأكيد ‬الترصد ‬والجبن ‬الاستعمارى ‬لن ‬يترك ‬الانطلاقة ‬تكتمل ‬أو ‬يصبح ‬الجيش ‬الوطنى ‬المصرى ‬قلب ‬المشروع ‬ومحركه ‬قادر ‬على ‬حماية ‬هذه ‬الأمة ‬خاصة ‬مع ‬ظهور ‬قناة ‬السويس ‬التى ‬حفرها ‬المصريون ‬بدمائهم ‬وأموالهم ‬لتضاف ‬قوة ‬أخرى ‬إلى ‬القوة ‬المصرية ‬ولذلك ‬بعد ‬أربعة ‬عقود ‬على ‬معاهدة ‬لندن ‬أو ‬للسخرية ‬معاهدة ‬إحلال ‬السلام ‬تتحرك ‬بريطانيا ‬بأساطيلها ‬وجيوشها ‬المستعمرة ‬وبالخديعة ‬والخيانة ‬تحتل ‬مصر.‬
هذه ‬بعض ‬ملامح ‬الصراع ‬بين ‬المشروع ‬المصرى ‬والاستعمار ‬القديم ‬وكان ‬آخر ‬تعدى ‬مباشر ‬له ‬وظهور ‬وجهه ‬القبيح ‬فى ‬العام ‬1956 ‬عندما ‬استعدنا ‬حقوقنا ‬فى ‬قناتنا، ‬وحتى ‬عندما ‬تخفى ‬وراء ‬الوكيل ‬الصهيونى ‬وظن ‬أنه ‬حقق ‬الانتصار ‬على ‬المشروع ‬الوطنى ‬المصرى ‬كان ‬عقل ‬أكتوبر ‬لهم ‬بالمرصاد ‬الذى ‬أحد ‬نتاجات ‬المشروع ‬الوطنى ‬المصرى ‬فتحقق ‬العبور ‬المجيد ‬ووقف ‬الاستعمار ‬ووكيله ‬الصهيونى ‬مذهولين ‬يشاهدون ‬فى ‬حسرة ‬الجيش ‬المصرى ‬العظيم ‬الذى ‬حاولوا ‬تحجيمه ‬فى ‬لندن ‬1840 ‬فعاد ‬لهم ‬منتصرًا ‬بالعلم ‬والحداثة ‬فى ‬أكتوبر1973 ‬وتم ‬إجبارهم ‬على ‬السلام ‬واستعادة ‬كافة ‬أراضينا ‬دون ‬نقصان. ‬
تعلم ‬الاستعمار ‬القديم ‬وأدرك ‬أن ‬الصدام ‬المباشر ‬مع ‬هذه ‬الأمة ‬المناضلة ‬يكسبها ‬مزيدًا ‬من ‬القوة ‬ومناعة ‬المواجهة ‬والإيمان ‬بعدالة ‬مشروعها ‬الوطنى، ‬عاد ‬الاستعمار ‬من ‬جديد ‬متنكرًا ‬باسم ‬الاستعمار ‬الحديث ‬أو ‬الهيمنة ‬دون ‬غباء ‬المواجهة ‬المباشرة ‬وانتقل ‬القرار ‬الاستعمارى ‬الحديث ‬عبر ‬الاطلنطى ‬من ‬لندن ‬إلى ‬واشنطن ‬وبالتأكيد ‬لايمكن ‬أن ‬تبخل ‬بريطانيا ‬على ‬ربيبتها ‬بالخبرات ‬التدميرية ‬والتآمرية ‬ضد ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬وهنا ‬ننتقل ‬إلى ‬إجابة ‬سؤال ‬الأساليب ‬الجديدة ‬للاستعمار ‬الحديث ‬لايريد ‬هذا ‬الاستعمار ‬اساطيل ‬و ‬جيوش ‬بل ‬يريد ‬لتنفيذ ‬مخططاته ‬عملاء، ‬وكلاء، ‬خونة، ‬مرتزقة، ‬ووفرت ‬بريطانيا ‬من ‬مخازن ‬مخابراتها ‬كل ‬مايريده ‬السيد ‬الأمريكى ‬الجديد ‬من ‬بضاعة ‬فائقة ‬الجودة ‬فى ‬الخيانة ‬والخسة ‬مع ‬ضمانة ‬فى ‬عقد ‬التوريد ‬بالإشراف ‬على ‬تشغيل ‬العملاء ‬والخونة.‬
مع ‬تجدد ‬انطلاق ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬المستقل ‬عقب ‬العام ‬2014 ‬وإعادة ‬تأسيس ‬الدولة ‬المصرية ‬الحديثة ‬فى ‬نسختها ‬الثانية ‬نتيجة ‬انتصار ‬الأمة ‬المصرية ‬فى ‬ثورة ‬ال ‬30 ‬من ‬يونيو ‬عاد ‬الصراع ‬الممتد ‬بين ‬مشروعنا ‬الوطنى ‬واستعمارهم ‬الحديث ‬لكن ‬مع ‬اختلاف ‬الأساليب. ‬
هنا ‬كان ‬دور ‬الفاشيست ‬أو ‬الجماعة ‬الإرهابية ‬التى ‬صنعتها ‬بريطانيا ‬فى ‬1928ومازالت ‬ترعاها ‬هو ‬دور ‬رئيسى ‬وبدلا ‬من ‬أساطيل ‬وجيوش ‬الاستعمار ‬القديم ‬فى ‬القرن ‬ال19 ‬تكونت ‬عصابات ‬المرتزقة ‬من ‬الفاشيست ‬وأذنابهم ‬المتسلفة ‬ومن ‬ولاهم ‬من ‬أدعياء ‬الحريات ‬والحقوق ‬وبدلا ‬من ‬دانات ‬المدافع ‬وإنذارات ‬التسليم ‬و ‬طلقات ‬الرصاص ‬التى ‬كان ‬يطلقها ‬الاستعمار ‬القديم ‬أطلقوا ‬عملاءهم ‬ووكلاءهم ‬ومرتزقتهم ‬وإرهابييهم ‬يشنون ‬حربًا ‬من ‬نوع ‬جديد ‬مستخدمين ‬فيها ‬الدعاية ‬السوداء ‬وخسة ‬العمليات ‬الإرهابية ‬والشائعات ‬والأكاذيب ‬من ‬أجل ‬غرضهم ‬القديم ‬الجديد ‬تعطيل ‬المشروع ‬الوطنى ‬المصرى ‬الذى ‬فى ‬وجوده ‬تهديد ‬لكل ‬مصالح ‬الاستعمارالقديم ‬والحديث ‬فى ‬نهب ‬مقدرات ‬شعوب ‬المنطقة.‬
عندما ‬تستمع ‬إلى ‬السخافات ‬التى ‬يطلقها ‬عملاء ‬ووكلاء ‬الاستعمار ‬وتشاهد ‬دعايتهم ‬السوداء ‬وتراقب ‬تحريضهم ‬وأكاذيبهم ‬من ‬عاصمة ‬المعاهدة ‬القديمة ‬وبمساعدة ‬الانكشارية ‬المهزومة ‬ورعاية ‬معولمى ‬واشنطن ‬يعطيك ‬تاريخ ‬هذه ‬الأمة ‬إشارات ‬ودروس ‬تقول ‬إننا ‬نتابع ‬أغبى ‬مؤامرة ‬فى ‬التاريخ ‬يشرف ‬عليها ‬الاستعمار ‬وعملاؤه ‬من ‬ضفتى ‬الأطلنطى ‬فخلال ‬المائتى ‬عام ‬الماضية ‬حارب ‬الاستعمار ‬قديمه ‬وحديثه ‬المشروع ‬المصرى ‬الوطنى ‬ورغم ‬ما ‬يحوذ ‬عليه ‬الاستعمار ‬من ‬قوة ‬منهوبة ‬من ‬دماء ‬الضعفاء ‬وخسته ‬ودنائته ‬إلا ‬أن ‬غباء ‬الاستعمار ‬وأذنابه ‬يمنعهم ‬عن ‬رؤية ‬الحقيقة ‬أن ‬هذه ‬الأمة ‬الجبارة ‬لا ‬تستسلم ‬ولا ‬تقبل ‬الانكسار ‬والمشروع ‬الوطنى ‬المصرى ‬يحميه ‬الخالق ‬سبحانه ‬وتعالى ‬ثم ‬ملايين ‬المصريين ‬الذى ‬يؤمنون ‬إيمانًا ‬مطلقًا ‬بعدالة ‬مشروعهم ‬وعظمة ‬امتهم ‬الخالدة .‬
أيها ‬الاستعمار ‬الغبى ‬فى ‬تنكرك ‬الجديد ‬لا ‬تصدق ‬بلاهات ‬السوشيال ‬ميديا ‬وتذكر ‬فقط ‬قونية ‬ورشيد ‬والسويس ‬وأكتوبر ‬ويونيو .. ‬حتى ‬تنجو ‬من ‬غبائك ‬لأننا ‬بإذن ‬الله ‬منتصرون . ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.