تقرير أممي: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ عام 2017 على الأقل    ترامب يثمن دور رئيس الوزراء الماليزى فى السلام بين كمبوديا وتايلاند    زعيمة المعارضة الفنزويلية تؤيد زيادة الضغط على مادورو حتى "يدرك أنه يجب عليه الرحيل"    بعد الخروج أمام الإمارات، مدرب منتخب الجزائر يعلن نهايته مع "الخضر"    مصرع شخص وإصابة 7 آخرين فى حادث تصادم بزراعى البحيرة    ياسمين عبد العزيز: كان نفسي أبقى مخرجة إعلانات.. وصلاة الفجر مصدر تفاؤلي    محمد فخرى: كولر كان إنسانا وليس مدربا فقط.. واستحق نهاية أفضل فى الأهلى    وول ستريت جورنال: قوات خاصة أمريكية داهمت سفينة وهي في طريقها من الصين إلى إيران    اليوم.. محاكمة المتهمين في قضية خلية تهريب العملة    هشام نصر: سنرسل خطابا لرئيس الجمهورية لشرح أبعاد أرض أكتوبر    ياسمين عبد العزيز: ما بحبش مسلسل "ضرب نار"    سلوى بكر ل العاشرة: أسعى دائما للبحث في جذور الهوية المصرية المتفردة    أكرم القصاص: الشتاء والقصف يضاعفان معاناة غزة.. وإسرائيل تناور لتفادي الضغوط    أحمد حسن: بيراميدز لم يترك حمدي دعما للمنتخبات الوطنية.. وهذا ردي على "الجهابذة"    الأهلي يتراجع عن صفقة النعيمات بعد إصابته بالرباط الصليبي    الأهلي يتأهل لنصف نهائي بطولة أفريقيا لكرة السلة سيدات    محمود عباس يُطلع وزير خارجية إيطاليا على التطورات بغزة والضفة    فرانشيسكا ألبانيزي: تكلفة إعمار غزة تتحملها إسرائيل وداعموها    إصابة 3 أشخاص إثر تصادم دراجة نارية بالرصيف عند مدخل بلقاس في الدقهلية    قرار هام بشأن العثور على جثة عامل بأكتوبر    بسبب تسريب غاز.. قرار جديد في مصرع أسرة ببولاق الدكرور    ننشر نتيجة إنتخابات نادي محافظة الفيوم.. صور    تعيين الأستاذ الدكتور محمد غازي الدسوقي مديرًا للمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية    رئيس وزراء بلجيكا: لدينا شكوك بشأن منح أوكرانيا قرضًا باستخدام الأصول الروسية    كأس العرب - مجرشي: لا توجد مباراة سهلة في البطولة.. وعلينا القتال أمام الأردن    ياسمين عبد العزيز: أرفض القهر ولا أحب المرأة الضعيفة    الرعاة يدخلون التحدى.. وجائزة جديدة للمتسابقين    محافظ الدقهلية يهنئ الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم من أبناء المحافظة    إشادة شعبية بافتتاح غرفة عمليات الرمد بمجمع الأقصر الطبي    روشتة ذهبية .. قصة شتاء 2025 ولماذا يعاني الجميع من نزلات البرد؟    بعد واقعة تحرش فرد الأمن بأطفال، مدرسة بالتجمع تبدأ التفاوض مع شركة حراسات خاصة    انفجار غاز يهز حيا سكنيا بكاليفورنيا ويتسبب في دمار واسع وإصابات    صحه قنا تعلن موعد انطلاق الحملة التنشيطية لتنظيم الأسرة ضمن مبادرة بداية    عمرو أديب ينتقد إخفاق منتخب مصر: مفيش جدية لإصلاح المنظومة الرياضية.. ولما نتنيل في إفريقيا هيمشوا حسام حسن    سعر جرام الذهب، عيار 21 وصل لهذا المستوى    الإسعافات الأولية لنقص السكر في الدم    مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة بشاير الخير بمحافظة الإسكندرية    المطربة أنغام البحيري تشعل استوديو "خط أحمر" ب أما براوة.. فيديو    الأرصاد تعلن انحسار تأثير المنخفض الجوي وارتفاع طفيف في الحرارة وأمطار على هذه المناطق    غلق مزلقان مغاغة في المنيا غدا لهذا السبب    لجنة المحافظات بالقومي للمرأة تناقش مبادرات دعم تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي    تسليم "كنز صوتي" نادر لأحفاد الشيخ محمد رفعت بعد عقود من الغياب    محافظ الإسكندرية: الدولة المصرية ماضية في مشروع التأمين الصحي الشامل    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    محافظ أسوان يأمر بإحالة مدير فرع الشركة المصرية للنيابة العامة للتحقيق لعدم توافر السلع بالمجمع    انطلاقة قوية للمرحلة الثانية لبرنامج اختراق سوق العمل بجامعة سوهاج |صور    اسعار الفاكهه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    سويلم: العنصر البشري هو محور الاهتمام في تطوير المنظومة المائية    ضبط المتهمين بتقييد مسن فى الشرقية بعد فيديو أثار غضب رواد التواصل    ناشيونال جيوجرافيك: الدعاية للمتحف الكبير زادت الحجوزات السياحية لعام 2026    هشام طلعت مصطفى يرصد 10 ملايين جنيه دعمًا لبرنامج دولة التلاوة    باسل رحمي: نعمل على استفادة كافة مشروعات الشباب الصناعية من خبرات جايكا    نقيب العلاج الطبيعى: إلغاء عمل 31 دخيلا بمستشفيات جامعة عين شمس قريبا    بتوجيهات الرئيس.. قافلة حماية اجتماعية كبرى من صندوق تحيا مصر لدعم 20 ألف أسرة في بشاير الخير ب226 طن مواد غذائية    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    تحالف جديد تقوده واشنطن لمواجهة الصين يضم إسرائيل و4 آخرين    عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحالة البريطانية

‬تمر ‬العاصمة ‬البريطانية ‬لندن ‬فى ‬هذه ‬الأيام ‬بحالة ‬شديدة ‬من ‬الاضطراب ‬السياسى ‬بسبب ‬الأزمات ‬الاقتصادية ‬المتلاحقة، ‬فبعد ‬شهر ‬فقط ‬من ‬توليه ‬منصبه ‬تمت ‬إقالة ‬كواسى ‬كوارتنج ‬وزير ‬المالية ‬عقب ‬استدعائه ‬من ‬واشنطن ‬أثناء ‬حضوره ‬اجتماعات ‬بالولايات ‬المتحدة ‬وتم ‬تعيين ‬جيرمى ‬هانت ‬خلفا ‬له،لايتوقف ‬هذا ‬الاضطراب ‬على ‬إقالة ‬وزير ‬المالية ‬بل ‬أن ‬رئيسة ‬الوزراء ‬نفسها ‬ليز ‬تراس ‬هى ‬الأخرى ‬تواجه ‬شبح ‬اتحاد ‬أعضاء ‬حزبها ‬المحافظين ‬ضدها ‬من ‬أجل ‬مطالبتها ‬بالاستقالة ‬وهى ‬لم ‬تمكث ‬فى ‬الحكم ‬إلا ‬فترة ‬وجيزة. ‬
كان ‬يمكن ‬أن ‬تنشغل ‬لندن ‬بهذا ‬الاضطراب ‬الداخلى ‬المسيطر ‬على ‬الحالة ‬السياسية ‬والاقتصادية ‬وتعمل ‬على ‬حل ‬مشكلاتها ‬وصراعها ‬السياسى ‬وتبتعد ‬ولو ‬قليلا ‬عن ‬دورها ‬المعتاد ‬فى ‬إشعال ‬الموقف ‬الدولى ‬وتأجيج ‬الصراعات ‬العالمية ‬والإقليمية ‬خاصة ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬المنكوب ‬بالمؤامرات ‬البريطانية ‬هذا ‬غير ‬تدبير ‬الدسائس ‬فى ‬الخفاء ‬عن ‬طريق ‬رعايتها ‬التاريخية ‬والدائمة ‬للتنظيمات ‬الإرهابية ‬وعلى ‬رأسها ‬جماعة ‬الإخوان ‬الفاشية ..‬ولكنها ‬الحالة ‬البريطانية ‬التى ‬لا ‬تتعلم ‬ولن ‬تتعلم ‬من ‬درس ‬التاريخ ‬الذى ‬يقول ‬بوضوح ‬إن ‬التآمر ‬على ‬مقدرات ‬الشعوب ‬نهايته ‬دائما ‬الفشل.‬
عندما ‬تتابع ‬الحالة ‬البريطانية ‬على ‬المستوى ‬الدولى ‬تجد ‬أنها ‬فى ‬كثير ‬من ‬الأحيان ‬تتفوق ‬على ‬زعيمتها ‬الولايات ‬المتحدة ‬فى ‬اتخاذ ‬المواقف ‬المتشددة ‬والتى ‬تصل ‬لحد ‬العبث ‬فى ‬تعاملها ‬مع ‬الأزمة ‬الروسية ‬الأوكرانية ‬بل ‬أن ‬نسبة ‬الهجوم ‬الذى ‬تتلقاه ‬الخارجية ‬البريطانية ‬من ‬نظيرتها ‬الروسية ‬يتفوق ‬على ‬ماتوجهه ‬موسكو ‬لواشنطن ‬من ‬هجوم. ‬
وسط ‬الأزمة ‬الاقتصادية ‬فى ‬لندن ‬والفشل ‬الذى ‬أدى ‬لخروج ‬المظاهرات ‬إلى ‬شوارع ‬المدن ‬البريطانية ‬للمطالبة ‬بحلول، ‬نجد ‬رئيسة ‬الوزراء ‬ليز ‬تراس ‬تترك ‬كل ‬هذا ‬وتعلن ‬فى ‬أحد ‬مؤتمرات ‬حزبها ‬أنها ‬صهيونية ‬أكثر ‬من ‬الصهاينة ‬وأنها ‬ستنقل ‬سفارة ‬بلادها ‬إلى ‬القدس ‬وجاء ‬هذا ‬الإعلان ‬دون ‬أى ‬سابق ‬إنذار، ‬فبدلا ‬من ‬أن ‬تهتم ‬رئيسة ‬الوزراء ‬بحل ‬مشكلات ‬مواطنيها ‬المتراكمة ‬تذهب ‬إلى ‬الشرق ‬الأوسط ‬بتصريحاتها ‬الغريبة ‬لتزيد ‬الموقف ‬المشتعل ‬اشتعالا ‬لكنها ‬الحالة ‬البريطانية ‬التى ‬لا ‬تتوقف ‬عن ‬التآمر.‬
نفس ‬رئيسة ‬الوزراء ‬ليز ‬تراس ‬والمتأثرة ‬بالحالة ‬البريطانية ‬الدائمة ‬ووسط ‬فشلها ‬المستمر ‬سياسياً ‬واقتصادياً ‬توجه ‬النصح ‬للملك ‬تشارلز ‬بعدم ‬حضور ‬مؤتمر ‬المناخ ‬وفى ‬الأعراف ‬البريطانية ‬النصح ‬هنا ‬بمثابة ‬أمر ‬للملك، ‬والغريب ‬أنها ‬لاتعطى ‬أى ‬مبررات ‬لهذه ‬النصائح "‬الثمينة " ‬فى ‬عدم ‬حضور ‬الملك ‬لمؤتمر ‬دولى ‬تحت ‬رعاية ‬الأمم ‬المتحدة ‬وفى ‬شأن ‬يعتبر ‬الملك ‬تشارلز ‬أكثر ‬المهتمين ‬به ‬على ‬المستوى ‬الدولى .‬
الأغرب ‬أن ‬الملك ‬وقت ‬أن ‬كان ‬وليا ‬للعهد ‬قام ‬بزيارة ‬مطولة ‬إلى ‬مصر ‬مع ‬قرينته ‬وهى ‬الدولة ‬التى ‬سيقام ‬على ‬أرضها ‬فعاليات ‬المؤتمر ‬وأشاد ‬ولى ‬العهد ‬وقتها ‬بالزيارة ‬وحسن ‬الاستقبال، ‬وهذه ‬الزيارة ‬كانت ‬قبل ‬وقت ‬قليل ‬من ‬نصيحة ‬تراس " ‬الثمينة " ‬فماذا ‬تغير؟ ‬لم ‬يتغير ‬شىء ‬غير ‬أن ‬الحالة ‬البريطانية ‬تزداد ‬حدتها ‬وجنونها ‬عندما ‬ترى ‬اسم ‬مصر ‬أمامها.‬
إذ ‬كانت ‬الحالة ‬البريطانية ‬ترتفع ‬وتنحفض ‬حدتها ‬ومعدلات ‬جنونها ‬حسب ‬المواقف ‬الدولية ‬والشرق ‬أوسطية ‬التى ‬تتعامل ‬معها ‬إلا ‬أنها ‬ثابتة ‬فى ‬هذه ‬الحدة ‬تجاه ‬كل ‬مايتعلق ‬بمصر ‬وبالتأكيد ‬الأسباب ‬واضحة ‬فذاكرة ‬لندن ‬لاتريد ‬أن ‬تتعافى ‬من ‬الضربات ‬المصرية ‬التى ‬حولت ‬بريطانيا ‬العظمى ‬إلى ‬دولة ‬دون ‬عظمة ‬عقب ‬العدوان ‬الثلاثى ‬فى ‬العام ‬56 ‬وطردتها ‬من ‬الشرق ‬الأوسط ‬بالكامل، ‬بل ‬أن ‬سقوط ‬الامبراطورية ‬التى ‬لا ‬تغرب ‬عنها ‬الشمس ‬بدأ ‬فى ‬بداية ‬القرن ‬العشرين ‬مع ‬ثورة ‬1919. ‬
تتجلى ‬الحالة ‬البريطانية ‬وتزداد ‬نسبة ‬الفصام ‬مع ‬إدارة ‬ملف ‬الجماعة ‬الإخوانية ‬الفاشية، ‬وعندما ‬نريد ‬معرفة ‬مدى ‬تفاقم ‬الحالة ‬البريطانية ‬فى ‬تعاملها ‬الحميمى ‬مع ‬الفاشية ‬الإخوانية ‬يجب ‬أن ‬نبتعد ‬عن ‬ضباب ‬التفاصيل ‬الوهمية ‬والمصطنعة ‬عن ‬وجود ‬الانشقاقات ‬والانقسامات ‬داخل ‬الجماعة ‬الفاشية ‬فالجماعة ‬على ‬قلب ‬بريطانى ‬واحد ‬منذ ‬أن ‬أسستها ‬ال ‬Mi6فى ‬عام ‬1928 ‬، ‬فلم ‬تتخل ‬بريطانيا ‬يوما ‬ما ‬عن ‬صنيعة ‬يدها ‬أما ‬هذه ‬الانقسامات ‬الوهمية ‬أو ‬وجود ‬الفاشيست ‬فى ‬دول ‬أخرى ‬تحت ‬أسماء ‬تنظيمات ‬دعائية ‬فهى ‬مجرد ‬أدوار ‬يوزعها ‬المخرج ‬البريطانى ‬المصاب ‬بالفصام ‬والحقد ‬الشديد ‬تجاه ‬الأمة ‬المصرية ‬التى ‬أذلته. ‬
يعطى ‬التاريخ ‬دروسا ‬كاشفة ‬لطبيعة ‬الحالة ‬البريطانية ‬فى ‬تعامل ‬لندن ‬مع ‬الجماعة ‬الفاشية ‬منذ ‬أن ‬تولت ‬تأسيسها ‬فالامبراطورية ‬البريطانية ‬أمام ‬عنفوان ‬الحركة ‬الوطنية ‬المصرية ‬التى ‬أطلقتها ‬ثورة ‬1919 ‬لم ‬تجد ‬أمامها ‬سوى ‬أن ‬تلعب ‬بورقة ‬الدين ‬لضرب ‬هذه ‬الحركة ‬وشق ‬الصف ‬وهى ‬السياسة ‬الاستعمارية ‬المعتادة ‬من ‬بريطانيا ‬فأتوا ‬بهذا ‬الشخص ‬غامض ‬الأصول ‬حسن ‬البنا ‬وتم ‬تمويله ‬من ‬شركة ‬قناة ‬السويس ‬التى ‬يديرونها ‬ليصنع ‬هذه ‬الجماعة ‬الخنجر ‬فى ‬ظهر ‬الحركة ‬الوطنية ‬والأهم ‬العمل ‬الدؤوب ‬على ‬تفتيت ‬الهوية ‬المصرية ‬وتغريبها ‬فمنذ ‬العام ‬1928 ‬عام ‬تأسيس ‬الجماعة ‬الفاشية ‬سنجد ‬فعل ‬الفاشيست ‬دائما ‬ماهو ‬إلا ‬خنجر ‬فى ‬ظهر ‬أى ‬قرار ‬وطنى ‬مصرى ‬هذا ‬بالنسبة ‬للداخل ‬المصرى ‬أما ‬بالنسبة ‬للخارج ‬فقد ‬كان ‬صعود ‬روسيا ‬بثورتها ‬الشيوعية ‬خطراً ‬يهدد ‬المصالح ‬البريطانية ‬فى ‬الشرق ‬الأوسط ‬فكانت ‬الخطة ‬البريطانية ‬تحزيم ‬المنطقة ‬بجماعات ‬تتحدث ‬باسم ‬الدين ‬والدين ‬منهم ‬براء ‬لمواجهة ‬الخطر ‬الشيوعى ‬المتربص ‬بالمصالح ‬البريطانية ‬ولا ‬مانع ‬أن ‬تستعير ‬الولايات ‬المتحدة ‬نفس ‬الخطة ‬البريطانية ‬ونفس ‬الجماعة ‬الفاشية ‬فى ‬صراعها ‬مع ‬الاتحاد ‬السوفيتى ‬فى ‬أفغانستان ‬فى ‬العام ‬1979.‬
هذه ‬الاستعارة ‬الأمريكية ‬للجماعة ‬الفاشية ‬والخطط ‬من ‬الحليف ‬البريطانى ‬الذى ‬تنازل ‬عن ‬عظمته ‬الامبراطورية ‬لواشنطن ‬عقب ‬الحرب ‬العالمية ‬الثانية ‬لها ‬أصل ‬تاريخى ‬ثابت ‬فبريطانيا ‬تشاركت ‬مع ‬الولايات ‬المتحدة ‬فى ‬رعاية ‬الفاشيست ‬منذ ‬العام ‬1946.‬
فى ‬هذا ‬العام ‬1946قبل ‬74 ‬سنة ‬تشكلت ‬اللجنة ‬الأنجلو /‬أمريكية ‬لبحث ‬مسألة ‬يهود ‬أوروبا ‬والأوضاع ‬فى ‬فلسطين، ‬كان ‬التواجد ‬البريطاني ‬فى ‬اللجنة ‬مثل ‬المدير ‬الذى ‬يسلم ‬عهدته ‬للمدير ‬الجديد ‬ويطلعه ‬على ‬كافة ‬محتويات ‬المخازن ‬والخزائن ‬للشركة ‬التى ‬كان ‬يديرها ‬وأيضا ‬آخر ‬منتجات ‬الشركة. ‬
من ‬أجل ‬حفظ ‬ماء ‬الوجه ‬وضع ‬أرنست ‬بيفن ‬وزير ‬خارجية ‬بريطانيا ‬وقتها ‬إطار ‬عمل ‬اللجنة ‬في ‬ثلاثة ‬توجهات، ‬معرفة ‬الأحوال ‬السياسية ‬والاقتصادية ‬والاجتماعية ‬في ‬فلسطين ‬وتأثيرها ‬على ‬الهجرة ‬والاستيطان ‬اليهوديين، ‬بحث ‬حالة ‬اليهود ‬في ‬الدول ‬الأوروبية ‬لأنهم ‬ضحية ‬للاضطهاد ‬النازي ‬والتدابير ‬التي ‬اتخذت ‬أو ‬التى ‬سيتم ‬اتخاذها ‬لإنقاذهم، ‬وتقدير ‬عدد ‬الذين ‬يرغبون ‬فى ‬الهجرة ‬إلى ‬فلسطين، ‬سماع ‬آراء ‬الشهود ‬من ‬ممثلي ‬العرب ‬واليهود ‬بشأن ‬مشكلات ‬فلسطين ‬وعلاقاتها ‬بأحوال ‬اليهود ‬وتقديم ‬التوصيات ‬لحكومتي ‬بريطانيا ‬والولايات ‬المتحدة ‬لمعالجة ‬هذه ‬المشكلات.‬
بدأت ‬اللجنة ‬عملها ‬من ‬نيويورك ‬وواشنطن ‬لتستمع ‬إلى ‬الجالية ‬اليهودية ‬ثم ‬عبرت ‬الأطلنطى ‬إلى ‬لندن ‬وعدد ‬من ‬الدول ‬الأوروبية ‬لتتفقد ‬أحوال ‬اليهود ‬فى ‬القارة ‬العجوز ‬ثم ‬وصلت ‬الشرق ‬الأوسط ‬فى ‬فبراير46 ‬لتكون ‬محطتها ‬الأولى ‬والرئيسية ‬هى ‬القاهرة ‬قبل ‬القدس. ‬
التقت ‬اللجنة ‬عبد ‬الرحمن ‬عزام ‬أمين ‬الجامعة ‬العربية ‬وعدد ‬من ‬المسئولين ‬والدبلوماسيين ‬العرب ‬ليشرحوا ‬الوضع ‬فى ‬فلسطين ‬ودعوها ‬أيضا ‬لزيارة ‬بلدانهم ‬وبتوصية ‬بريطانية ‬عقدت ‬اللجنة ‬لقاء ‬خارجا ‬عن ‬سياق ‬لقاءاتها ‬المعتادة ‬فعقدت ‬اجتماعا ‬مع ‬مرشد ‬جماعة ‬الإخوان ‬حسن ‬البنا. ‬
‬كان ‬هذا ‬الاجتماع ‬هو ‬التقديم ‬البريطانى ‬لرجلهم ‬حسن ‬البنا ‬وجماعته ‬التى ‬تخدم ‬مصالح ‬الامبراطورية ‬البريطانية ‬للسادة ‬الأمريكان ‬الجدد ‬فمن ‬ضمن ‬ملفات ‬التسليم ‬والتسلم ‬بين ‬الامبراطوريات ‬ملفات ‬العملاء ‬أيضا ‬ومن ‬تلك ‬اللحظة ‬أصبحت ‬الولايات ‬المتحدة ‬شريكا ‬لبريطانيا ‬فى ‬إدارة ‬الملف ‬الفاشى ‬الإخوانى. ‬لكن ‬يبقى ‬القرار ‬المرجعى ‬فى ‬لندن ‬والملجأ ‬للجماعة ‬فى ‬كل ‬وقت ‬وعند ‬أى ‬خطر ‬القلب ‬البريطانى ‬على ‬استعداد ‬دائما ‬لاحتضان ‬صنيعة ‬يده. ‬
بعيدا ‬عن ‬التاريح ‬فالدعاية ‬الإخوانية ‬السوداء ‬الموجهة ‬ضد ‬الوطن ‬العربى ‬مقرها ‬الرئيسى ‬لندن ‬حيث ‬تلقى ‬العناية ‬والرعاية ‬من ‬الحالة ‬البريطانية ‬التى ‬مازالت ‬تشعر ‬بالحقد ‬تجاه ‬الأمة ‬المصرية.‬
فى ‬كل ‬يوم ‬تؤكد ‬بريطانيا ‬أنها ‬لن ‬تبحث ‬عن ‬علاج ‬لحالتها ‬الفصامية ‬المتفاقمة ‬أو ‬ستتخلى ‬عن ‬حقدها ‬تجاه ‬الأمة ‬المصرية ‬لكن ‬دروس ‬التاريخ ‬والحاضر ‬تقول ‬بوضوح ‬أن ‬كل ‬مؤامرات ‬الحالة ‬البريطانية ‬فشلت ‬وسقطت ‬أمام ‬قوة ‬وصلابة ‬الأمة ‬المصرية.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.