ذكرت بالأمس خلال استعراض التطورات على ساحة الحرب الروسية الأمريكية الجارية على الاراضى الأوكرانية، أنه بات صعباً إن لم يكن مستحيلاً توقع نهاية قريبة للمعارك أو توقف للحرب، فى ظل الشروط المعلنة من الطرفين لهذه النهاية وذلك التوقف. وتلك حقيقة مؤكدة حيث يصر الجانب الأمريكى على استمرار الحرب، وإطالة أمدها إلى أقصى حد ممكن بهدف الوصول إلى إلحاق هزيمة كاملة ومؤكدة بالقوات الروسية، وإجبارها على الانسحاب الكامل من الأراضى الاوكرانية. وفى المقابل تصر روسيا على إجبار الجانب الاوكرانى المدعوم أمريكياً وأوربياً، على الرضوخ لإرادتها والقبول بالمطالب الروسية، فى الاعتراف بشرعية ضم شبه جزيرة القرم وكذلك بقية الاقاليم الاربعة الأخرى إلى الأراضى الروسية،...، وهو ما يعنى الاعتراف الأمريكى الأوروبى الاوكرانى بالهزيمة الكاملة فى هذه الحرب. وفى ظل ذلك الاصرار من الجانبين، بعدم الرغبة فى وقف القتال وعدم القبول بوضع نهاية للحرب، دون الوصول إلى هزيمة كاملة للطرف الآخر، يصبح من غير الممكن التكهن بنهاية قريبة للحرب ما لم يحدث تغيير جوهرى فى الموقف على جانبى الصراع. وفى هذا الإطار لابد أن نضيف بأن هذا التغيير يجب أن يكون ضخماً فى قوته وكبيراً فى حجم تأثيره، بالقدر الذى يكفى للضغط على الطرفين أو أحدهما لوقف القتال وانتهاء الحرب. والمتابع للتطورات الجارية على الساحة الأوكرانية الروسية الأمريكية هذه الأيام، يلفت انتباهه بالتأكيد ذلك التغير الحاد والجسيم على مسار وأهداف الصراع، والذى وصل به إلى نقطة اللاعودة فى ظل التصلب والغياب التام للمرونة على الجانبين، وهو ما جعل المعادلة الحاكمة للصراع الدامى هناك تصبح معادلة صفرية. ومعنى ذلك بوضوح.. أنه لا وقف للقتال ولا نهاية للحرب إلا بالهزيمة الكاملة لأحد الطرفين، ليس هذا فقط بل أيضا إقرار المهزوم بهزيمته وتسليمه بانتصار الطرف الآخر،...، فهل يحدث ذلك؟!