أميرة بهي الدين: الإعلام ليس مهنتي | حوار

"عمار يا مصر"، بهذه الجملة تفتتح أميرة بهي الدين برنامجها الجديد "افتح باب قلبك" الذي يعيدها إلى شاشة التليفزيون بعد سنوات من الغياب، واختارت أميرة ب"بيتها الثاني" قناة "CBC"– كما تصفها -، لتكون العودة عن طريقها، وذلك بعد أن تركت نفس القناة منذ 8 سنوات في قمة تألقها ونجاحها ببرنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا".. أميرة تكشف ل"أخبار النجوم" كواليس عودتها، ولماذا اختارت هذا البرنامج بالتحديد رغم حصولها على العديد من العروض للعودة في السنوات الماضية؟، ورؤيتها للإعلام المصري حاليا، ولدورها كمقدمة برامج.
في البداية.. ما سبب غيابك عن الساحة الإعلامية منذ مشاركتك في تقديم "الستات ميعرفوش يكدبوا"؟
منذ توقفي عن تقديم البرامج في مايو 2014، وحتى عودتي يوليو الماضي، وأنا في إنتظار فكرة تجعلني مجبرة على الرجوع للوقوف أمام الكاميرا، فأنا لدي رؤية معينة لدور الإعلام تتلخص في إنه يجب ان يكون هناك رسالة توعوية وراء ما يقدم، لذلك تركت برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" حينما شعرت أن دوري أنتهى ولا يوجد جديد ليقدم، وكنت بحاجة لبعض الوقت لإعادة ترتيب أوراقي بعيدا عن الشاشة، وتسألت وقتها: "ما المحتوى الذي يجب أن أعود به؟"، "ما واجباتي تجاه الجمهور؟"، وغيرها من الأسئلة التي أجيب عنها في برنامجي الجديد.
لكن في 2019 كان لك تجربة ببرنامج "المواجهة".. ماذا عنها؟
لم يكن برنامجي، لكنني كنت ضيفة ثابتة به، وكان يعرض على شاشة "إكسترا نيوز"، وكانت تجربة قيمة قدمت فيها ما رأيته مناسبا وسط صخب اللجان الإلكترونية والفضائيات المعادية والحرب الإعلامية المستعرة، وبعد عام من المشاركة في البرنامج عدت لحياتي للمرة الثانية، لكي أفكر في الطريقة والشكل الجديد الذي يمكن أن أخاطب به المشاهد المصري، حتى ولدت فكرة برنامج "افتح باب قلبك".
ما الذي جذبك لفكرة البرنامج؟
تحمست لفورمات البرنامج والقناة المنتجة والملفات الهامة التي يناقشها، وأنني سأعود به لمخاطبة المصريين بشكل توعوي كما قلت سلفا، فأنا محامية في الأساس، لذلك فالعمل الإعلامي بالنسبة لي رسالة وواجب وطني وليست مهنة، لذلك لا أشارك في تقديم برنامج لمجرد التواجد، بل يجب إن يكون ورائه هدف.
ما رسالتك من البرنامج؟
الاهتمام بحياة المصريين ، ومناقشة مشاكلهم وهمومهم، وكيف نحول حياتنا للأفضل، وكيف نواجه معاركنا وننتصر فيها.
كيف يتم التحضير لحلقات البرنامج؟
التحضير عمل جماعي، كل فريق العمل يشارك فيه، ونحظى بدعم كامل من إدارة قناة "CBC"، وعلى رأسها د. محمد خضر، ونتناقش يوميا في المشكلات التي نطرحها، وكيفية حلها، وحتى كيف نتناول المشكلة بدون تعقيد وبما يمس المواطن البسيط الذي يشاهدنا، ونحن ننحاز في البرنامج للمشاهد المصري بكل فئاته، ونركز على الإنتماء في حديثنا، وكلامنا هادئ بدون صخب، وعميق بلا تعقيد ولا "عجرفة"، وهذا هدفنا في كل مرة نحضر لحلقة جديدة.
من اختار اسم البرنامج؟
إدارة قناة "CBC"، وأعجبت بالاختيار، لأنه وسهل على لسان المشاهد، ويشبه فكرة البرنامج، لأننا نهدف أن يفتح الجمهور قلبه ويتحدث لنا، قلبك، وأن يسمعنا أيضا، والإنسان لا يتحدث جيدا ولا يسمع جيدا إلا من قبله، وفي النهاية أنا سعيدة بالعودة للعمل مع بيتي الذي بدأت فيه، قناة "CBC".
هل البرنامج يستهدف شريحة أو فئة بعينها؟
كم قلت سابقا، هو برنامج كل المصريين، كل الأعمار والشرائح الاجتماعية، لذلك نحاول كل مرة أن نجد مدخل مشترك نتحدث فيه يناسب الجميع، نجحنا أكثر في التواصل معهم والتعبير عنهم، فنحن لا نستهدف فئة عمرية ولا شريحة الاجتماعية ولا فئة نوعية، لأننا مؤمنين أن بين جميع المصريين لديهم أمور وهموم وموضوعات مشتركة كثيرة ولأننا مؤمنون أن كل شيء في حياة بعض المصريين يؤثر على حياة كل المصريين، فنجاحنا الذى نحلم به أن الناس تتجمع وقت البرنامج أمام الشاشة وبعد ذلك يتحدثون فيما قدمناه من محتوى سواء يختلفون أو يتفقون عليه فالمهم أن يتفاعلون مع البرنامج، ويحبون ما نقدمه من محتوى ويصدقونه.
"الناس بالها مشغول بموضوعات كتير" هذا ما تقولينه في إعلان البرنامج.. ما أهم تلك الموضوعات؟
"الناس بالها مشغول بقضايا كثيرة"، لكن لدينا 4 محاور نعمل عبرها، هي "ماذا حدث ويحدث في مصر وللمصريين؟، كيف ندعم الوطنية والانتماء والشخصية المصرية؟، ملف قوانين الأحوال الشخصية.. المشاكل والمستهدف، قراءة الاجتماعية في ملف المشروعات القومية؟".
بعد كثرة الحوادث والمشاكل الاجتماعية.. ما تأثير وأهمية وجود البرامج التي تناقش تلك الأمور على المجتمع؟
مصر تحتاج الآن لجهد كل محبيها وأبنائها المخلصين لفهم المجتمع والتغييرات التي حدثت وتحدث فيه منذ سنوات، ومازالت مصر تخوض معارك ثقافية واجتماعية كبيرة ولديها ملفات ملتهبة وقضايا شائكة ومعركة كبيرة لنشر الوعي والتنوير وقبول الآخر، وكل هذا يحتاج من كل المتخصصين الدراسة والفهم والتشخيص والحوار مع المصريين وسماع صوتهم وهمومهم وأحلامهم، والبرنامج الاجتماعي لابد يكون له خلفية سياسية تحسم انحيازاته ومواقفه لصالح المصريين، وهو أمر ضروري بجوار أنواع البرامج الأخرى لأنه يقرأ ويشخص ويحاول يفهم حياة الناس ومشاكلها، والبرنامج الاجتماعي له جدول أعمال من بند واحد، وحال المصريين وحياتهم بكل التفاصيل الصغيرة والملفات الكبيرة.
اقرأ أيضًا| «تسعى لاستغلال نجاحه».. أول رد من محامية سيد رجب على طليقته
هل هناك معايير محددة لمقدمي هذه النوعية من البرامج؟
لا أعلم كيف يتم اختيار محاورين ومقدمي البرامج الاجتماعية؟، فهذا عمل الفضائيات والقائمين عليها ولا علم لي بمعاييره، ومن ناحية أخرى اكتسبت خبرات مختلفة في الحياة من مهنتي كمحامية، فالمحاماة تعرضك لخبرات مختلفة والتعرف على أنواع المشاكل الواقعية وانعكاساتها على حياة الناس وتعرف كيف يتغير المجتمع وأنواع مشاكله، لكن خبراتي لم أكتسبها فقط من المحاماة، فأنا كاتبة روائية، وملكة السرد وصياغة عوالم مختلفة تمنح أصحابه قدرة رؤية التفاصيل والانتباه الواعي لدلالاتها وأثاره على حياة الناس، أيضا أقوم بالتصوير الفوتوغرافي الذي أكسبني مهارات الصبر والتركيز والنظر لبؤرة الصورة وفي نفس الوقت الانتباه لتفاصيل كثيرة.. لذلك المحاماة والكتابة الإبداعية والتصوير الفوتوغرافي منحوني معارف وخبرات حياتية، وكل هذا دعمني كثيرا في كل ما أفعله وأقوم به، وأخيرا لا يمكنني القيام بأي عمل إلا إذا اقتنعت بجدواه وأهميته وأحببته، وأحرص على بعُد المحامية وأرائها القانونية بعيدا عن الشاشة، لكن خبراتها الحياتية تدعمني في فهم والتعامل مع الملفات الهامة التي نفتحها في البرنامج.
هل هناك معايير محددة لاختيار ضيوف البرنامج؟
اختيار الضيوف أمر مهم، فالضيف هو من يتكلم والناس ستسمعه وتثق في كلامه أو ترفضه، ولابد أن يكون لديه محتوى علمي يتناسب مع الموضوع ويفهمه جيدا وبشكل واقعي، وكذلك يفهم المصريين وطريقة تفكيرهم، ويكون على رأي المثل "يده في النار"، ولا يتكلم كلام نمطي أو يكون لديه نظرة تعالي للجمهور، وكل ضيوفنا الذين ظهروا أو سيظهرون متميزين ومهمين، وكل منهم قدم وسيقدم كافة خبراته وقت مناقشة أي ملف معهم، ونحن لا نستضيف المشاهير، بل أصحاب العلم والخبرة لنستفيد من خبراتهم وعلمهم.
ما رأيك في البرامج الاجتماعية التي تعرض حاليا؟
أتابع البرامج السياسية والاجتماعية قدر المستطاع، خاصة على قناة "إكسترا نيوز"، على رأس تلك البرامج البرنامج الذي يقدمه الزميل والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، كما أتابع برنامج "مساء DMC" الذي يقدمه الإعلامي رامي رضوان، وأيضا الإعلامية لميس الحديدي، وبرنامج الإعلامي أحمد موسى وبرنامج عزة مصطفي، وبرنامج الكاتب إبراهيم عيسى برنامج "صاحبة السعادة" .