ما أسعد المسلمين والمسيحيين بهذه الأيام المباركة.. لقد امتزج الصيام بينهما قبل عيد القيامة المجيد وعيد الفطر المبارك. ما أجمل تبادل رسائل التهنئة فى الصيام والعيد بيننا.. خاطبت الكثير من الإخوة والأخوات المسيحيين بكلمات من صائم إلى صائم أو صائمة وكان هذا الاستهلال يروق لهم ويؤكد أننا نسيج واحد وقلب واحد، وكانت الاجابة ربنا يزيد المحبة بيننا وهى كلمات تدخل القلب تسعده. ما أجمل التآخى بيننا وحسن المعاملة والحب المتبادل فى برقيات التهنئة بالعيد سواء القيامة أو الفطر. ورغم هذه المعانى السامية فإن أعداء الوطن فى الداخل والخارج مازالوا يحاولون زرع بذور الفتنة بيننا ولكن الإحساس الوطنى كان لهم بالمرصاد على الدوام. ولقد حزن المسلمون على مقتل القسيس غدرا فى أيام الصيام وطالبوا بالقصاص من الجانى وقدموا لأخوتهم المسيحيين تعازيهم عن هذا الفعل الشنيع. مصر شعبها طيب بطبيعته لا يحب القتل ولا الغدر وإنما الدفاع عن أرضه ووطنه وهنا نجد المواطن مصريا أيا كان مسلما أو مسيحيا وقد كان الاحتفال بذكرى عودة سيناء كاملة متزامنا مع عيد شم النسيم الذى يجمع المصريين كلهم فى الاحتفال به وكأنها صورة كاملة للوجود المصرى فى أعياده بكل فئات الشعب. رغم قسوة الحياة وارتفاع الأسعار وأيام الامتحانات والدروس الخصوصية وتداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية فإننا نجد صورة مشرقة وهى أن بعض الأخوة المسيحيين أجلوا انطلاقة الاحتفال بعيد القيامة وشم النسيم إلى يوم الفطر حتى يحتفلوا مع المسلمين فى محبة وسرور. إن التواد والتراحم بين المسلمين والمسيحيين ليس وليد اللحظة وإنما هو يضرب فى جذور الزمن وما نراه الآن ليس سوى صورة لهذا الامتزاج الروحى والنفسى والمحبة بيننا. هنيئا لمصر بمسلميها ومسيحييها.. لقد كسروا كل الشرور التى تحيط بهم ورفضوا ما يسعى إليه الأعداء من صنع فتن طائفية بينهم. حقا مصر اليوم فى عيد بشعبها الطيب الكريم الأبى.
