قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، إن روسيا سلمت لأوكرانيا مسودة وثيقة تتضمن صيغة واضحة للتوصل لاتفاق، والكرة الآن في ملعب كييف، وننتظر منها جوابا. وأشار المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي، إلى أن الجانب الأوكراني ينحرف باستمرار عن الاتفاقات التي سبق أن وافق عليها، ويغير موقفه باستمرار، مضيفا أن "ذلك بالنسبة لفعالية المفاوضات وجدواها بالطبع له عواقب وخيمة". وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أي مواعيد نهائية محددة لرد فعل كييف، قال بيسكوف: "الأمر يعتمد على الجانب الأوكراني". وأضاف بيسكوف: "لكنني أكرر مرة أخرى، وقد صرحنا بذلك باستمرار، أن ديناميكية العمل في الجانب الأوكراني تسير بشكل سيء، والأوكرانيون لا يظهرون رغبة كبيرة لتكثيف عملية المفاوضات". وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم. واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوهانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين. وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين. وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق". ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".