قال أحد المفكرين: «من عرف نفسه حق المعرفة أساء الظن بها», تأمّلت هذه المقولة وقبل أن أتعجب منها ، برهنت لي الأيام والتجارب صدقها, فالنفس قد تدلك على الطاعة لتقودك إلى المعصية, وتبدي لك الخير والنصيحة, وتبطن الشر والخديعة, تظهر لك أخطاء غيرك وتدفن عيوبك, قد تثق بها زماناً, فتخذلك في أحوج ما تكون إليها, تكون أياماً أمّارة, ويوماً لوّامة, وأحياناً مطمئنة, وقد تجمع بين هذا كله في ساعة واحدة, تأمرك بالسوء, فإن وقَعْتَ لامتك على فعلتك, فإن ندمت وتبت اطمأنت. واحيانا النفس تحب المرء فتراه ملكا، ثم تكرهه فتُبصره شيطانا ، وما كان ملكاً ولا شيطانا، وما تبدّل ! ولكن تبدلت (حالة نفسك) وتكون في مسرة ، فَترى الدنيا ضاحكة ، ثم تراها وأنت في حزن تتصور أنها باكية، وما ضحكت الدنيا قطّ ولا بكت! ولكن كنت أنت: (الضاحك الباكي) هل تعلم أن الحكمة الشهيرة: "رضا الناس غاية لا تدرك" دائما يتناقلها الناس مبتورة ، وتكملتها "ورضا الله غاية لا تترك"، فاترك ما لا يدرك ، وأدرك ما لا يترك"، لا يلزم أن تكون وسيما ، لتكون جميلا ، ولا مداحا لتكون محبوبا ، ولا غنيا لتكون سعيدا ، يكفي أن ترضي ربك، وهو سيجعلك عند الناس ، جميلا ومحبوبا وسعيدا ، فالناس مهما فعلت وأصبت 99 مرة ، وأخطأت مرة واحدة، لعاتبوك بالواحدة وتركوا ال 99، هؤلاء هم البشر! هذه نفسي ونفسك العجيبة ! وهذه هي المعركة اليومية بين نفوسنا ونفوس البشر! وفي المقابل أنك لو أخطأت 99 مرة وأصبت مرة لغفر الله ، ال 99 وقبل الواحدة .. ذاك هو الله .. فما بالنا نلهث وراء البشر ونبتعد عن الله !! العجيب هذه الأيام أن كلماتنا مع بعض البشرأصبحت حروفا تحتاج إلى محامي نحن ننطقها ب براءه وغيرنا يفهمها ب خبث ..!! .. خير من عرف أسرار هذه النفس من البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فنراه دائم اللجوء إلى مولاه, يستعيذ به من شرّها فيقول: (اللهم فاطر السماوات والأرض, عالم الغيب والشهادة, رب كل شئ ومليكه, لا إله إلا أنت, أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه, وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم), وكثيراً ما كان يسأل ربه أن لا يكله إليها كما في الحديث: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله, ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين). . كلمات داعبت خاطري حتي استعيذ من شر نفسي وشر نفوس البشر و ألاعيب الشيطان وشركه . [email protected]