متى بدأت وزارة الأوقاف في الاهتمام بتقديم منتج ثقافي يخص الأطفال ؟ اهتمام وزارة الأوقاف بالطفل بدأ منذ وقت طويل فوزارة الأوقاف تصدر مجلة للأطفال منذ ما يقرب من خمسين عاماً ولكن كانت ملحق لمجلة الفردوس، وكانت تضم عدداً محدوداً من الموضوعات . ولكن بناء على ما يمر به المجتمع من مستجدات خطيرة ومنها تعرض الطفل لغزو ثقافي يؤدي لإغترابه عن ثقافة مجتمعه بالإضافة إلى تأثيره الكبير على نموه العقلي والنفسي، هذا إلى جانب أن هذه المرحلة تعد من أخطر المراحل التي يمر بها الطفل في الوطن العربي ككل في ظل انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة والتي أصبحت سلاحاً تستخدمه الجماعات المتطرفه في استهداف الأطفال من عمر الست سنوات ، وبذلك لم يعد استهداف الجماعات المتطرفة لفئة الشباب فقط بل تعدى الأمر لأخطر من ذلك باستهداف الأطفال في مراحل ما قبل المدرسة وغرس العنف فيهم من سن صغير لسهولة تقبله في المراحل التالية وسهولة السيطرة عليه والإنضمام لهم فيما بعد، حيث يتم ذلك من خلال طرق ووسائل مختلفة عبر شبكة الإنترنت أبرزها الالعاب الإلكترونية ، كل ذلك كان دافعًا لتقديم خطاب مناسب لشريحة الأطفال والحرص على تطوير الآداة الموجوده لدى الوزارة فعليًا وهي مجلة الفردوس فكانت خطة التطوير لها والتي وجه بها وأشرف على تنفيذها بشكل كامل الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وقد بدأت خطة التطوير أولًا بتوجيه الوزير بفصل مجلة الفردوس عن مجلة منبر الإسلام عام 2015م واعتبارها كيان منفرد ومستقل يقدم للطفل حيث كانت قبلها تصدر كملحق خاص بها ، ولم يكتفي الوزير على فصل المجلة فقط، بل قام بتغيير الشعارالخاص بها ليصبح مجلة الفردوس مجلة كل الأطفال بدلًا من مجلة الفردوس مجلة الطفل المسلم وفي ذلك تنويه وإشارة بأن تثقيف الطفل وتنمية وعيه يجب أن يوجه لكل طفل ولا يقتصر على شريحة بعينها في المجتمع، وفيها إشارة على توجه الوزارة وعنايتها بكافة شرائح المجتمع ، وتعتبر الوزارة منتجها الثقافي المقدم لشريحة الأطفال واحد من آليات الخطاب الديني الهامة، حيث إنه موجه لشريحة هامة في المجتمع وهم الأطفال نواة المستقبل والفئة الأهم والأخطر على الإطلاق لتحقيق مستقبل أفضل، حيث إن بناء وعي الطفل لا ينفك مطلقًا ولا يقل أهمية عن بناء الأوطان . وما هي الأسس والآلية العلمية التي اتبعتها الوزارة لتبدأ عملية التطوير لمنتجها الثقافي ؟ تم وضع آلية التطوير بعد الوقوف على الوضع الحالي للمجلة والذي تم رصده من خلال رسالة الدكتوراه الخاصة بي والتي كانت تحت عنوان " صحافة الأطفال الدينية ودورها في تنمية الوعي الديني للطفل " حيث كانت مجلة الفردوس ضمن عينة الدراسة ، وبالتحليل والدراسة تم رصد مجموعة من النتائج كان لابد وأن تشملها عملية التطوير ومنها اعتمادها على شكل إخراجي واحد تقليدي لا يتغير إلى جانب اعتمادها على خط رسم واحد دون تنوع في الرسوم المستخدمة، كما رصدت الدراسة مجموعة من النتائج خاصة بالمحتوى المكتوب ومنها عدم تنوع موضوعات المجلة، حيث كانت تعتمد على سيناريو واحد وعدد من المقالات وعدد قليل من القصص السردية تتقارب فيما بينها في شكل الرسوم المستخدمة، وفي بعض الأحيان كانت تستخدم كلمات معقدة يصعب فهمها عند الطفل، ولأن الدراسة تم تطبيقها على الأطفال فقد توصلت الدراسة إلى أهم تفضيلات القراءة عند الأطفال وأكثر عوامل الجذب التي تجذبهم للقراءة . ومن هنا بدأنا في وضع خطة التطوير عن طريق توظيف ما توصلنا اليه من نتائج لتلافي اوجه القصور وتقديم منتج ثقافي يتناسب مع التفضيلات القرائية عند الأطفال. متى بدأت الوزارة في التفكير في تقديم منتج ثقافي آخر الى جانب مجلة الفردوس ؟ أولًا مهما قدمنا من منتجات ثقافية مختلفة ومتنوعة للطفل يظل الطفل دائما في حاجه الى المزيد خاصة لتزايد كل ما يتعرض له من مخاطر عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة لن نقول كل فترة ولكن فلنقول كل ساعة وكل لحظة ، لاسيما وأن الطفل دائم التعرض لهذه الوسائل وقد اثبت تقرير اليونيسيف لعام 2017م أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 الى 24 سنة هم الفئة العمرية الأكثر وصولا للانترنت مقابل 48 % بالنسبة لمجموع السكان وأن الأطفال والمراهقون الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة هم ثلث مستخدمي الانترنت في مختلف أنحاء العالم، وعن سلسلة رؤية للنشء فأول من وجه بها الوزير استشعارًا منه بأهمية وخطورة الدور الذي تقوم به الوزارة في الخطاب الموجه للطفل خاصة لهذه الشريحة العمرية الخطيرة ، فسلسلة رؤية للنشء مقدمة للمرحلة العمرية من 12 سنة لما فوق وهي مرحلة يندر تواجد منتج ثقافي خاص بها في الساحة الثقافية الأدبية الخاصة بالطفل، وهي المرحلة الأصعب في خطابها على الإطلاق ، ومن هنا كان التحدي الأكبر لكل فريق العمل الخاص بسلسلة رؤية للنشء وهو كيفية تقديم منتج ثقافي بمحتوى وشكل إخراجي جاذب لهذه المرحلة لتحقيق الهدف المرجو من السلسلة وهي بناء وعيه وعيًا كاملًا ومده بالقيم الإيجابية المختلفة التي تخلق منه مواطنًا واعيًا يعي دوره الكامل تجاه وطنه ومجتمعه، وتصدر السلسلة بالتعاون بين الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة المصرية للكتاب. وما هي أهم أسس اختيار موضوعات كتب السلسلة ؟ وكيفية اختيار الكتاب المشاركين فيها ؟ الأساس الأول في اختيار كافة موضوعات السلسلة هواختيار موضوع مختلف وجاذب مقدم بشكل مختلف نبتعد فيه عن اسلوب النصح المباشر أو الإسلوب السردي المباشر في تقديم المعلومة ولذلك اعتمدنا على المحتوى القصصي المقدم بفن الكوميكس في عرض الكثير من الكتب وهو أحد اهم الفنون الجاذبة للكبار والصغار، أما الموضوعات المقالية فقد اعتمدنا فيها على الرسوم بشكل كبير كما حرصنا على عرض عشرين كتاب من كتب الكبار الصادرة عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والهيئة العامة للكتاب وذلك في كتابين مختلفين وكان هذا هو عامل الجذب الأهم في هذه الكتب حيث اعتمدنا على إثارة شغف الطفل في هذه المرحلة للأطلاع على كتب الكبار، كما اعتمدنا في مجموعة اخرىمن كتب السلسلة على تقديم محتوى علمي حقيقي أاقرب للخيال يعمل على اثارة خيال الطفل أثناء القراءة، إلى جانب أننا بدأنا في تحويل روايات من أشهر روايات الأدب العالمي بفن الكوميكس لأول مره، وبذلك نرى أن موضوعات السلسلة تم اختيارها بمنتهي العناية حتى تناسب هذه المرحلة العمرية الصعبة. وعن إختيار كتاب سلسلة رؤية للنشء فالحمد لله منذ بدأنا فقد حرص عدد كبير من كبار كتاب الأطفال في مصر على المشاركة في السلسلة بابداعاتهم ويرجع ذلك الى أنهم ادركوا جدية وأهمية الرسالة التي كانت واضحة بشراكة وزارة الأوقاف المصرية ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لوزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة العامة المصرية للكتاب لإنتاج هذه السلسلة ، أما عن اختيار الكتاب بشكل عام فلابد ان يكون صاحب سيرة ذاتية قوية في مجال ادب الطفل وقبل كل ذلك تقديمه لرسالة جادة ومختلفة لهذه المرحلة . هل من وجهة نظرك تقديم منتح ثقافي مطبوع كافي لمخاطبة هذه المرحلة ؟ للأسف أي مؤسسة تعتمد فقط على المنتج المطبوع وتعتبر أن رسالتها قد اكتملت فإننا نقول ان رؤيتها محدودة ، نعم لا زال هناك جمهور للمنتج المطبوع من الأطفال والكبار وهذا ما اثبتته معظم الدراسات، ولكن هناك أيضًا شريحة كبيرة لا تقبل إلا على المنتج الإلكتروني وهي شريحة كبيرة لا يستهان بها ، وقد ادركنا ذلك منذ بدأت الوزارة في تطوير منتجها الثقافي الخاص بالطفل وهي مجلة الفردوس فقامت بإنشاء أول صفحة الكترونية خاصة بالطفل بإسم مجلة الفردوس تنشر فيه بشكل شهري نسخة المجلة الإلكترونية إلى جانب إصدارها كمنتج مطبوع وبذلك انشئ أول أرشيف إلكتروني لمجلة الفردوس يقدم بشكل شهري على الصفحة الرسمية الخاصة بالمجلة ،أما عن سلسلة رؤية للنشء ففور صدور النسخة الورقية تنشر النسخة الإلكترونية لكل كتاب على الموقع الرسمي الخاص بالوزارة. هل ستكتفي الوزارة بمجلة الفردوس وسلسلة رؤية للنشء في خطابها الموجه لشريحة الأطفال؟ وزارة الأوقاف في حالة تطوير دائم لآلياتها بما يتناسب مع طبيعة الجمهور وتفضيلاته وبما يستجد من آليات وأدوات ، ولذلك بدأنا مؤخرًا في انتاج سلسلة علم طفلك وهي فيديوهات كرتونية خاصة بالأطفال نناقش من خلالها بعض الأمور العقائدية الصعبة والتي يجد الوالدين صعوبة في شرحها لأبنائهم فقمنا بتقديمها بشكل مبسط وسهل، وتأتي هذه الفيديوهات استكمالأ لدور الوزارة في بناء وعي الطفل منذ نعومة اظافره ، وعيًا يقيه من الكثير من المخاطر في المراحل التالية . و بفيديوهات سلسلة علم طفلك لعمر الست سنوات تكون الوزارة قد خاطبت الطفل بمنتجات ثقافية مناسبة لمراحل عمره المختلفة ، بداية من مجلة الفردوس لسن 9 سنوات وحتى 12 سنة ، وسلسة رؤية للنشء والمقدمة للأطفال من سن 12 سنة.