تواجه ألمانيا انتشارا جديدا لكوفيد-19 مع مزيد من الإصابات اليومية التي تجاوز عددها عتبة الخمسين ألفا ومزيد من المرضى في المستشفيات، بينما تبدو السلطات عاجزة عن احتواء الوباء. وتضع عودة الفيروس الحكومة تحت الضغط، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحث على اتخاذ إجراءات عاجلة لكن مجال المناورة محدود لأن فريقها مسؤول فقط عن تصريف الأعمال حاليا قبل تشكيل تحالف جديد. بدوره، دعا الاجتماعي الديمقراطي أولاف شولتس الذي يرجّح أن تولي منصب المستشارية خلفا لها، البلاد إلى الاستعداد لخوض معركة وقف تفشي الوباء. وقبل توليه منصبه، يحاول شولتس التصدي لانتقادات لعدم استعداد البلاد لمواجهة الموجة الوبائية الجديدة. وجاءت تصريحات شولتس في البرلمان حيث يقدم حزبه مع شركائه المقبلين في تحالف الخضر والليبراليين، اقتراحات جديدة لمكافحة الوباء بينها تشديد القيود على الأشخاص غير المطعمين. وجاء ذلك في وقت سجلت ألمانيا عددا قياسيا من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 بلغ خمسين ألفا و196 حالة خلال 24 ساعة، في مؤشر إلى قوة موجة الوباء التي تضرب البلاد، حسب معهد روبرت كوخ للرصد الصحي. وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الإصابات اليومية الخمسين ألفا منذ بداية الوباء في ألمانيا حيث تسجل أعداد قياسية من الإصابات. وبلغ عدد الوفيات 235 خلال الساعات ال24 الأخيرة. وقالت السلطات إن أرقام الطوارئ توقفت ليل الأربعاء الخميس في جزء من ألمانيا، من دون معرفة السبب. وكان وزير الصحة ينس شبان وصف هذه الموجة الجديدة بأنها "جائحة تطال غير الملقحين". ويبلغ معدل الإصابة لسبعة أيام الذي يستخدم لقياس عدد الإصابات الجديدة لكل مئة ألف نسمة 249,1 حالة، مع أوضاع مثيرة للقلق في ولايات ساكسونيا (521) وتورينج (469,2) في بافاريا (427). واضطرت ألمانيا بالفعل إلى البدء في نقل المرضى من المناطق الأكثر تضررا خصوصا في شرق البلاد الذي يشهد أكبر مقاومة للتطعيم، إلى المناطق التي يكون فيها الوضع الوبائي تحت السيطرة.